22 ديسمبر، 2024 2:01 م

حد الردة في الأسلام .. أعدام للرأي الحر

حد الردة في الأسلام .. أعدام للرأي الحر

الموضوع : وفق النص القرآني ، وردت الكثير من الآيات القرآنية التي تشير الى موضوعة ” حد الردة ” / أي تغيير الفرد المسلم معتقده ، الى معتقد أخر ، منها التالي { قول الله تعالى : ( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة/ 217 . و : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) المائدة / 54 . وقوله : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) النساء /137-138.. } .
القراءة : * نظرة على النصوص القرآنية الواردة في أعلاه ، نلحظ أنها لم تحدد أي عقوبة محددة للمرتد ، وأنما هددت المرتد بأنه : ” سيموت كافرا ” ، ويكون من ” أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ” ، وانه سيعذب ” بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ” .. أي مجرد وعيد من الله للمرتد ، دون أي عقوبة دنيوية . * ولكن هذا الوعيد من الله للمرتدين ، لم يكن متفقا مع الفكر الستراتيجي المستقبلي ل ” محمد ” ، خاصة – بعد أن أشتد أمره ، وأنتشر دينه ، وفي ذات الوقت زاد عدد المسلمين ، وكثرت عدتهم ، وظن محمدا بذات الوقت ، أن الأمر لو بقى على تهديد ألهي فقط ، أنه سيفقد الكثير من أتباعه !! . * هنا بدأت مرحلة أخرى .. حيث أن رسول الأسلام ، لم يكتفي ، بل لم يقتنع ، بالعقوبة الأخروية لأله الأسلام ، فجاء حديثه القاطع البات .. { في الحديث الذي رواه علي بن أبي طالب ، قالَ النبيُّ -: ( مَن بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ) / أخرجه البخاري } . * وهذا الحديث أعقبه مشروعا دنيويا أخرا ، وهو : ( أن الدين عند الله هو الأسلام / 19 سورة آل عمران ) .. وهو الذي جعل المكفرين يقتلون كل مخالف ، ومن ثم جاء الحديث الكارثي التالي ( وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ / مُتفقٌ عليه ) . * ولكن رجوعا لأحاديث محمد / أعلاه ، تحديدا ب ” قتل المرتد ” ، الذي أوقعت المعتقد الأسلامي في موقف أشكالي .. ولكن الفقهاء رقعوا صيغة توليفية بين الحديث والسنة – أي بين النص القرآني الذي يوعد ويهدد فقط ، وبين الحديث النبوي الذي صرح بقتل المرتد ! .. وأنقل مقطعا من مقال منشور ، من موقع / دار الأفتاء ، يفيد بهذا الصدد ، وبأختصار { من المتفق عليه عند الأصوليين ، أن القرآن الكريم : هو قطعي الثبوت ، أما من حيث الدلالة ، فقد يكون قطعي الدلالة أو ظنيا . والسنة النبوية الشريفة : بعضها قطعي الثبوت والدلالة ، ومنها ظني الثبوت والدلالة } . ثم أضاف الفقهاء ترقيعا تكميليا أخرا ، وذلك بالدمج بين القرآن والسنة ، من أجل أضفاء الشرعية ، على قتل المرتد ، الذي أمر به محمد رسول الأسلام { ولذلك فالمنهج العلمي السليم هو الجمع بين الآيات والأحاديث في ضوء قواعد علم أصول الفقه ، واستنباط الأحكام الشرعية بالنظر إليها جملة واحدة ، لأنها صادرة من مشكاة واحدة ، وكل المناهج التي تحاول إقصاء السنة النبوية – تحت أي ذريعة – إنما تهدم ولا تبني ، وتخالف صريح العقل وصحيح النقل .. } .
خاتمة : * – كيف لدين أن يستقيم في القرن الواحد والعشرين ، وهو يأمر بقتل المرتد ! . فليس من الحضارة والعدل ، أن نقتل كل فرد أقتنع ” من أن الدين الذي هو عليه / والذي لم يكن له أي قرار في أعتناقه – لأنه كان دين أبائه وأجداده ” أن دينه غير متفق مع مدنية المجتمع ، وذلك لأن هذا الدين ليس به ، من المنطق والعقلانية والأنسانية .. من صلة ! . * – لماذا كل هذا التوحش في ردة الفعل ، لكل مخالف ، لم قطع الرقاب ! .. أفهل الدم هو الحل ! لمعتنقي المعتقدات الأخرى ، بل حتى لأصحاب الأراء المخالفة للأسلام ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر لم المرتد ، في الأديان الأخرى لا يقتل ! . * – الأهم من كل ذلك ، أن ينص الله بآيات قرآنية قطعية ثابتة ، وأن يتوعد الله المرتدين ، بعذاب وحرق بنار جهنم .. ألم يكون الدين أو المعتقد الذي عبر المسلم أليه – أن كانت المسيحية أو اليهودية .. هي من المعتقدات ألهية سماوية !! .. والتساؤل : هل كان على الله أن يكتفي بدين واحد أحد أوحد ، وهو الأسلام !! من أجل أرضاء الطموح الجامح لمحمد ! .