23 ديسمبر، 2024 10:33 ص

حديث نائب رئيس الجمهورية النجيفي وفوضى تصريحات حرب الموصل

حديث نائب رئيس الجمهورية النجيفي وفوضى تصريحات حرب الموصل

شاركت خلال الأسبوعين المنصرمين في ورشة عمل نظمها معهد الولايات المتحدة للسلام بالتعاون مع منظمة «سند» العراقية لتحقيق السلام، وكذلك في ملتقى الشرق الأوسط للدراسات والحوار واللتان اقيمتا في أربيل، والتقيت مع شخصيات عديدة(برلمانية وسياسية) وكان الحوار جله على المصالحة الوطنية وإدارة محافظة الموصل بعد داعش وإعادة النازحين واعمار مناطقهم، وكان حديث نائب رئيس الجمهورية (أسامة النجيفي) مؤخرا حاضرا في عدة نقاشات جانبية.///
ان موقع محافظة نينوى في شمال العراق ومجاورتها سوريا، يعطيها أهمية عسكرية واقتصادية كبيره؛ ويجعل التعامل مع موضوعها ذا حساسية عالية، والمحافظة ستتحرر في القريب العاجل انشاء الله بجهود قواتنا المسلحة الوطنية الباسلة، لوجود ارادة وطنية ودولية واضحة للتحرير، ولأن داعش أدت ما عليها من مهام والتزامات وباتت نهايتها قريبة على وفق الحسابات الدولية الي أسهمت في نشأتها. // 
ومن استقراء مضامين لقاء السيد نائب رئيس الجمهورية (أسامة النجيفي) مع المركز الخبري للأعلام في 3/11/2016، نجد ان الحديث فيه قضايا كبيرة مهمة، اكدها اللقاء؛ أهمها التدخل الإيراني في العراق وحرب تحرير الموصل ومشاركة الحشد الشعبي في معركة تلعفر، وتجسد ذلك عندما سئله المحاور في المركز الخبري:::
 هناك تحسس واضح من قبل القيادات السنة من الحشد الشعبي؟؟؟ 
فأجاب السيد النجيفي: ((هناك آلاف المواطنين من المذهب السني الذين اختفوا وهناك مناطق محررة  لم  يسمح لأهلها بالعودة وهناك تهديدات تطلق من بعض القيادات البارزة في الحشد  لأخذ  الثأر من السنة على خلفية القضايا التاريخية التي تجاوز عمرها اكثر من الف سنة وهذه المسائل كلها تعزز مخاوفنا من ان تجري أمورا غير قانونية …ويمكن أن تؤدي الى مواجهات أهلية كبرى ونحن مع منع الحشد الشعبي من المشاركة في معركة تلعفر لأنه لا توجد مشكلة في إعداد الرجال والجيش العراقي من كل الجهات والمذاهب ..وجود الحشد عامل سلبي وتخويف وقلق من ان هناك مشروع اخر يريد ان يهيمن على الاراضي السنية بطريقة غير قانونية وينفذ اجندات دول اخرى وبعض فصائل الحشد الشعبي تعلن بشكل واضح الولاء الى ايران ولا تخجل من ذلك وتقول انها تتبع ولي الفقيه الإيراني وسأقاتل في سوريا مع النظام السوري والآن لديه مئات المقاتلين الذين يقاتلون بسوريا من دون إذن الحكومة العراقية كل هذه القضايا تعزز المخاوف من الحشد الشعبي وتجعلنا نرحب بالجيش العراقي لتحرير المناطق من داعش … ويفترض ان لا يُسمح لأي قوى مسلحة ان متمردة على الدولة وتنتمي بالولاء لدولة اخرى ان تبسط نفوذها  وانا اعرف ان هناك محافظات جنوبية الأمن فيها تدهور وفقد بسبب وجود هذه الجماعات بطريقة نافذة أقوى من الجيش والشرطة)).///
وحسنا فعل رئيس الوزراء بعد لقائه بوفد عشائر تلعفر عندما طلبوا منه عدم مشاركة الحشد الشعبي في دخول تلعفر ووافق على ذلك، درءا لفتنة كبيرة قد تجعلنا في صدام مع الاتراك وبين المكونات داخل تلعفر، والحشد الشعبي الذي لبى نداء المرجعية والذي يضحي بدمائه لأجل الوطن والحفاظ على الدولة العراقية موحدة، ليس هناك مشكلة حوله، لكن المشكلة والقلق الأكبر باتجاه فصائل؛ كما بينها نائب رئيس الجمهورية تدين الولاء لإيران بطريقة غريبة عجيبة؛ فعند ملاحظة هذه التصريحات يجعلنا نشك بان هذه الفصائل تعمل تحت مظلة الدولة وتحت اشراف مكتب القائد العام للقوات المسلحة؛ لان بعض تصريحاتها تسقط هيبة الجيش وتتجاوز على دول صديقة وتؤشر لحالات تتلاشى فيها هيبة الدولة، خاصة عندما صرح نائب الأمين العام لسرايا الخراساني التابعة للحشد الشعبي (حامد الجزائري) امر اللواء(18) لوكالة (ميزان) الإيرانية في 11/10/2016  “إن العبادي سلم قاسم سليماني جميع الملفات الامنية وقيادة العمليات العسكرية بالبلاد”، وإن “أغلب قيادات الحشد الشعبي هم من العراقيين الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية إلى جانب الحرس الثوري الإيراني وإن دماء العراقيين التي سالت في تلك الحرب لم تخرج عن دائرة الدفاع عن ولاية الفقيه” وإن “الحشد الشعبي يعتبر سليماني مندوبا لخامنئي في العراق”، وأكد ذلك ايضا علي الياسري، قائد سرايا الخراساني، في تصريحات لنفس الوكالة، لدى زيارته لطهران، إن الحشد الشعبي يعتبر نفسه “تابع لدولة ولاية الفقيه التي لا تعترف بالحدود”. ///
ان تلك التصريحات تنتزع الصبغة الوطنية للحشد الشعبي وتجعله يدور في فلك دول إقليمية، ورافق تلك التصريحات تصريحات طائفية تناولها السيد النجيفي في لقائه خاصة تلك التي ترفع يدها متوعدة بالقصاص من قتلة الحسين في الموصل إذ يقول احد قادة الحشد الشعبي “وليُّ دم الأمام الحسين هو الحشد الشعبي، بهذه العقيدة نحن نقاتل، بهذه العقيدة انتصرنا في الفلوجة وتكريت وفي ديإلى، وبهذه العقيدة سنقاتل في الموصل.. نقاتل مَنْ؟ نقاتل مَنْ؟ أقولها بصريح العبارة وليفهمها مَن يفهمها، وليشوّهها من يشوّهها، نحن نقاتل قتلة الحسين، هؤلاء القوم قتلة الحسين. هل قتلهم المختار وانتهوا؟ لا، القوم هم نفس القوم، هؤلاء هم أحفاد أولئك القوم”.//
 ان تلك التصريحات طائفية ومؤلمة وقد تنسحب على وجود الدولة واستقرارها في حال اختفت المسافة الضرورية الفاصلة بين نظام الحكم ومؤسسة الدولة، وتختفي هذه المسافة عندما لا ترد الدولة العراقية عليها وتحاسبها وهي تعمل تحت أمرتها.//
ان المثير للاستغراب في حرب تحرير الموصل هناك صخب بالتصريحات كارثية يحجب بزوغ الدولة، حيث لاحظنا ان هناك ثلاث وزارت وحشد شعبي يقودان حرب تحرير الموصل، وهناك فصائل متنوعة تقاتل مع الجيش والشرطة الاتحادية وهناك منظومة القيادة (قائد عام، هيئة عمليات مشتركة، وزارة دفاع تقوم بتامين الدعم اللوجستي ولا تشارك بالقتال، ووزارة داخلية؛ تقود فرق عسكرية اسمها الشرطة الاتحادية، وزارة البيشمركة ورئاسة اركان جيش ينبغي لها هي ان تقود العمليات وليس غيرها)///
هذه القطعات لا يمكن قيادتها والتنسيق فيما بينها، والشرطة الاتحادية اصبحت مهمتها قتالية حربية، ولا نعرف لماذا هي تقاتل ولدينا تشكيلات عسكرية حرفية تمسك سيطرات ومداخل داخل بغداد؟؟؟
هل سمعتم يوما بحرب تقودها وتصرح بها ثلا ث وزارت وهيئة حشد ؟؟؟؟
وإذا أردنا ان نحسب الأجهزة الاستخبارية العاملة في المشهد الأمني العراقي، سيكون لدينا رقم عالي جدا يصل لأكثر من خمسين جهاز استخباري إذا اضفنا لها أجهزة استخبارية تابعة للمليشيات؛ ولا نعرف كيف سيتم غربلة المعلومات وسير العملية الاستخبارية وكيف ستكتمل الدورة الاستخبارية، وكيف سيكون شكل التنسيق بين كل تلك الاجهزة واجهزة استخبارات التحالف الدولي؟؟؟؟
هناك ترديد لتصريحات نارية من عدة جهات((قائد جهاز مكافحة الإرهاب(الفريق عبدالغني الاسدي)، قائد العمليات المشتركة(الفريق طالب شغاتي)، قائد العمليات الخاصة(الفريق عبدالوهاب الساعدي) و(الفريق رياض جلال) قائد القوات البرية وقائد عمليات قادمون يا نينوى، (الفريق الركن عبد الأمير يار الله)، وقائد عمليات نينوى (اللواء نجم الجبوري)وقائد في جهاز مكافحة الإرهاب(اللواء معن السعدي)، وقائد الفرقة الذهبية(اللواء فاضل برواري)، والمتحدث باسم العمليات المشتركة(العميد يحيى رسول)، وخلية الاعلام الحربي، وقائد الشرطة الاتحادية(اللواء رائد جودت)، والمتحدث باسم الشرطة الاتحادية(العميد سعد معن)، والحشد الشعبي(حوالي سبع جهات تصرح باسمه)، و(اثيل النجيفي)قائد حرس نينوى)) وهناك ايضا وزارة البيشمركة(لها ناطق واحد باسمها)، ان بعض التصريحات عندما وثقناه منذ بداية عملية تحرير الموصل، وامعنا في تدققيها جليا، بخاصة في عدد القتلى والجرحى والاليات والسيارات المفخخة، وجدنا انفسنا امام اعداد لا تنسجم واعداد داعش المعلن عنها في الموصل، ولو أحصينا عدد القرى التي تم اعلان تحريرها؛ لوجدناه اكثر من قرى وقصبات محافظة الموصل بثلاث مرات، وهناك تصريحات فيها من المبالغة ما يجعلها لا تصدق بخاصة تصريحات قيادات في الحشد الشعبي حيث تم ذكر ارقام عدد الكيلومترات المحررة بين يوم واخر مختلفة كثيرا من قيادي لأخر فمثلا صرح السيد أبو المهندس يوم 3/11/2016 بان إن “المرحلة الأولى من العمليات انتهت، مؤكدا “تحرير ما مساحته 1300 كم2”، وأعلن قائد المحور الغربي في عمليات تحرير نينوى جواد الطليباوي، في نفس اليوم بأن “الصفحة الأولى انتهت بتحرير 52 قرية وبمساحة تقدر بـ450 كم2″، في حين أعلنت مديرية هيئة اعلام الحشد الشعبي في 3/11/2016 عن تحرير(45) كم في المحور الغربي التابع للحشد الشعبي وفي 4/11/2016 اعلن اعلام قوات الحشد، في بيان الى “تحرير 2000 كلم مربع مجموع المساحة المحررة خلال الصفحة الاولى لعمليات غرب الموصل “وتابع البيان أنه (تم الاستيلاء على(13) منصة لصواريخ.. وقتل المئات من عناصر داعش وتدمير الياتهم).///
هناك تصريحات عديدة تشير بطريقة لا تنسجم والاطر العسكرية منها، (ايام قلائل)، (700) متر تفصلنا عن مركز المدينة و(كذا كيلومتر تفصلنا عن قلب الموصل) وهكذا مما يجعل الآمال تعقد والعقول تترقب والقلوب تخفق بانتظار التحرير، لكن المعطيات تشير الى ان في انتظارنا معارك صعبة ومعقدة مع داعش وقواتنا المسلحة الباسلة على مقدرة بحسمها انشاء الله، وأن كل متر تقطعه القطعات هو ازدياد في التحديات التي تجابهها، وأن المعارك لحد الان تجري مع مفارز تعويقيه وحجابات توضع امام الموضع الرئيسي لغرض التعويق والاضعاف.///
 فعلينا ان نكون ضمن هذه الحقائق وداخل قوس المعطيات المبسوطة في المعركة وعدم مغادرتها من خلال الاسفاف في تضخيم انتصاراتنا من لدن بعض وسائل الاعلام كتلك القائلة (تم تحرير قرية استراتيجية ورفع العلم العراقي فوق مبانيها) وتذكيرا القرى ليس فيها مباني شاخصة وليس هناك في المفهوم العسكري قرية استراتيجية.//  
ويجب ان لا يخفى على بال السيد رئيس الوزراء؛ بان تقارير منظمة العفو الدولية حول انتهاكات قامت بها بعض عناصر من الحشد الشعبي والحشد العشائري(حشد السبعاويين وحشد فرسان الجبور)يجب التصدي لها، بخاصة اننا  نعتقد ان حرب تحرير الموصل ستطول ربما اشهر، ونأمل أن لا تجري معركة كبيرة داخل المدينة، ونأمل أن يغادر تنظيم داعش المدينة، وأن لا يحتجز المدنيين، ويتم اخراج هذا التنظيم إلى مناطق بعيدة عن المدنيين وتصفيته، وهناك خوف وقلق من عدم الاتفاق السياسي حول مستقبل نينوى، ويجب تنضيج الاتفاق السياسي لمرحلة ما بعد داعش وادارة المحافظة؛ حتى لا يحصل نوع من المواجهات والخلافات التي قد تعرقل المعركة منها موضوع تلعفر وخطورة دخول الحشد إلى تلعفر، ومن الممكن أن يكون هناك تدخل تركي مباشر لان هناك تركمان في تلعفر بالإضافة إلى وجود ‪pkk في جبل سنجار، فيجب حساب الامور بالشكل الصحيح.