19 ديسمبر، 2024 1:05 ص

حديث مباشر عن الغــــــربيين الهوى

حديث مباشر عن الغــــــربيين الهوى

كتبت احدى السيدات في صفحتها الخاصة في ( فيسبوك ) رايا حول ( ظاهرة إضطهاد المرأة ) في المجتمعات الشرقية عموما و الكردية خصوصا ‘ اشارة الى إمتيازات ( تقدير المرأة في جنة اوروبا خصوصا و كل الغرب عموما ) و اشارة الى عقوبات ( صارمة ……!!!) لمن ( يتحارش ..!!! ) بالنساء ‘ واقترحت على اصدقائها مناقشة الموضوع .. فكتبت لها وجهة نظري المتواضعه حول الموضوع ‘ ولانني ارى ان توجهات الغربيين الهوى في المجتمعات الشرقية عموما مرتكز فقط على انتقاد الظواهر الاجتماعية ( غير العصرية ) حسب رؤياهم وبدل التوجه لتوعية طريق لرقي ودخول عصر الحداثة ‘ يتوجهون الى فرض تقليد ( إن صح هذا التعبير ) من هذا المنطلق كتبت رؤيتي حول الموضوع المطروح للمناقشة ‘ وأخذنا موقف هولاء الغربيين الهوى وتصرفاتهم تحت عنوان ( العولمة والعلمانية ) في المجتمع الكردي ( أقليم كردستان – العراق ) نموذجا ‘ وهنا ترجمة لوجهة نظري :
( … أبدأ القول : لااميل عند مناقشة اي جانب من جوانب الوضع الاجتماعي عندنا بما فيه مسالة مايسمى بالعنف اتجاه المرأه‘ أو مقارنة الاسس الاجتماعية بعناوينه: تخلف وتقدم الوعي الاجتماعي في علاقته بالمعاني الوطنية وشعور الانتماء للوطن ) ‘ مع هذه العناوين في المجتمعات الاوروبية والغرب عموما تكون هذه المقارنة هي قياس لاحترام اسسنا الاجتماعية وانتمائنا له ‘ بل اعتزازنا من عدمه لهذا الانتماء ‘ لحد نصغر انفسنا عندما نقول : هم متقدمين ونحن متخلفين ‘ ذلك علينا نعي ونحن نقرأ تأريخهم ‘ انهم ومنذ العصر الذي سميت في تاريخهم بـعصر النهضة ‘ كان موقف رواد الدعوة لتلك النهضة بدأوا العمل منطلقين من وعيهم و متوجهين الية فيما يتعلق باختيار الطريق الذي يحقق لهم البناء وكان اختيارهم النشاط المدني المدروس معتمدين على تحريك المشاعر الانسانيه معتبرين ان الانطلاق من هذه النقطة يكسب دعم المجتمع للبدء بالنهضة حيث وهم ( واعيين ) بأن هذه النهضة مطلوبة لضمان حقهم الانساني بذلك ضمونوا بالاجماع بان ( النهضة ) ضروريه وليس فقط تحرك للانتقال من مرحلة الى أخرى غير واضحة المعالم ‘ ومن اجل ذلك تقبلوا ( جمعا ) بأن تكون الخطوة الاولى أن تبداء بـ ( فصل الدين عن الدولة ) دون المساس بواقيعة الدين في توجهاته الانسانية ‘ وعلى ما اعتقد بدأت مسيرة النهضة في اواسط أو نهاية القرن الثامن عشر حينما كانت القوة المسيطرة على الحكم في المجتمعات الاوروبية حكم تتصرف بأسم الكنيسة و تسمى بـ ( محاكم التفتيش ) وكان حكما شرسا مسيطرا على كل شيء روحي و جميل فيما يتعلق بالحياة المدنيه مانعين حتى التقرب من الاحلام الوردية في حياتهم الفرديه و الجماعيه في اطار حرية الاختيار الانساني ‘ ولابد أن محركي النهضة كانوا في مستوى من الوعي بحيث يعرفون عدم امكانية الوصول الى التغيير بسهولة وفي فترة زمنية محدده يؤدي الى تحقيق احلامهم الانسانية الراقية والجميلة ‘ بل يبدو ومن خلال دراسة كل جوانب النهضة الاوروبية العظمى ‘ ان اصحاب فكر النهضه منفتحين على كل تفاصيل تحولات النتائج المتوقعة من خلال كل انعطافات مسيرة النهضة ‘ وكانوا يشعرون بأن من طبائع الانسان عند الانعطافات والتحولات خلال مسيرتهم نحو تحقيق احلامهم ‘ يحصل فور الوصول الى الهدف ‘ نشوة النصر ‘ وهذا يدفعه الى التفكير ببداية اخرى لحلم اخر ‘ ومن المتوقع الدخول في هكذا هاجس يدفع الفرد والمجتمع عند الوصول الى تحقيق النصر ويبدو امامهم بانهم وصلوا الى مرحلة الاستقرار ‘ يتوجهون الى التفكير لبدء مرحلة جديده لتحقيق احلام جديدة قد تكون معاكسه لما عملوا من اجلها في المرحلة السابقة ‘ وعند دراسة المراحل التي قطعتها النهضة يبدو ان مخططيها كانت صورة ماتحصل من النتائج المتوقعة واضحة امامهم عندما خططوا لانهاء سيطرة الكنيسة واعتمدوا على بناء الوعي المدني بين الناس لاستيعاب اهمية هذا كاحد اهم مستلزمات النهضة ‘ ‘ مثلا توقعاتهم بانه من الممكن ان يتوجه المؤثرين الى نصرة الاتجاه القومي كبديل عن الدين ..! او ظهور توجه الى الفكر المادي كاساس لبناء مستقبل البشرية ‘ وتصور بأن ظهور هذه الاتجاهات يؤدي الى بعث الروح الاستعماريه لدى المنتصرين بالاتجاهين القومي والمادي ويبدئون بالصراع لتوسيع سيطرتهم ‘ هكذا أن الوعي لقراءة المستقبل ضمن نتائج النهضة أمام داعي التغيير في عموم اوروبا مع استيعاب هذا القراءة عند كل فئه اجتماعية حسب خصوصيتهم الاجتماعية والثقافية ‘ الجانب الايجابي في الحركة اجتمع على ضرورة انجازها ليكون من ثوابت المستقبل كان ضمان تحقيق : ( الحكم المدني ‘‘ ترسيخ مبدأ حرية الانسان وضمان حقوقه الانسانية ‘‘ تقدير حرية الرأي والرأي الاخر ‘‘ ترسيخ معنى ان الحرية تعني المسؤولية في مقامها الاول ‘‘ تبادل الحكم بطريقة سلمية وعن طريق الاختيار الحر – الانتخابات – ) وأن تحقيق هذه المبادئ طوال مسيرة النهضة الاوروبية من الاوليات محركي مسيريتها ‘ ولكن كما اشرنا ان ظهور طموحات خارج هذه المباديء ( ظهور التيار النازي مثلا ) اخرت الوصول الى تثبيتها جميعا ‘ وعندما انهزمت النازية ‘ بقى مارتكبه هتلر و افكاره العدوانية أضاف درسا اخرا للوعي الجماعي في المجتمع الاوروبي على مباديء ( ) الاساسية اشرنا اليه بحيث وصل كل المتنفذين في اوروبا ( حكام ومفكرين وبمساندة المجتمع ذو الاكثرية الواعية تماما تجاه مايحدث حولهم ) الى قناعة ان التخلي عن مبدأ من المبادئ ( ) التي افرزتها نضال النهضة وانهاء محاكم التفتيش في اوروبا المتعدد الاعراق والطوائف والاديان يعني فسح مجال لظهور عشرات هتلر وفي المقدمة تم التركيز بعد الحرب العالمية الاولى والثانية في المجالين الاجتماعي والتربوي على ترسيخ مبدء بين كل افراد المجتمع بان ( الحرية يعني المسؤولية من اجل البناء والعدالة في الحقوق والواجبات ‘‘ وأن اي اختلال في ترسيخ هذا المبدء هو فتح باب امام ظهور المدمرين لقيم السلامة في المجتمع ..! )
لنأتي الى النظر بدقة الى الفترة الزمنية التي استغرقها جهد الاوروبيين للوصول الى هذا المرحلة : منذ اواخر عقود القرن الثامن عشر الى اربعينيات القرن العشرين ( نهاية الحرب العالمية الثانية وسقوط النازية ‘ دققوا كم جيل وكم من السنوات والجهد ‘ وفي بعض الانعطافات كم من الضحايا وسفك الدماء الى ان وصلوا الى جعل تلك المباديء () من الثوابت لكل فرد في المجتمع الاوروبي من الحكام والمجتمع ؟ )
( 2 )
نحن ….لماذا لم نستطيع ان نبني ما بناه الاوروبيين ؟ اين الخلل ؟ ..ببساطة يكمن الخلل في :
عندما تاتي اي فرصة امام فئة ( متعلمة ) في مجتمعنا باي طريقة من الطرق ليتعرفوا او يطلعوا شيء عن ( الاوضاع السياسية او الاجتماعية اوعمليات البناء الاجتماعي من جوانبها الاخلاقية و معانيها و الحرية ومعانيها و ……..ألخ ) ‘ من المعروف تاتينا تلك المعلومات عن طريق :
1 – القراءه بكل انواعها 2 – مشاهدة الافلام والتعرف على الشخصيات الاوروبية من خلاله 3 – السفر الى البلدان الاوروبية والاختلاط بمجتمعاتهم في فترات مختلفة يطول من شهر الى بضع سنوات و ….ألخ
هؤلاء وبعد اطلاعهم على الاوروبيات …!! ‘ وعند عودتهم الى مجتمعاتهم ‘ ترى أن الكثرين منهم ( ألا ماندر ..) اول ما يشعر به مواطنينا في تعاملهم مع هؤلاء ( العائدين من اوروبا ) يشعرون ان في تصرفاته نوع من التكبر باعتباره عائد من منطقة راقية الى اخرى متخلفة ….!!! واذا حصل ان هذا العائد وصل الى اي موقع من المسؤولية يعتبر نفسة سوبرمان ويستطيع خلال فترة زمنية قياسية تحويل مكان عمله و نظامه الى نظام اوروبي ‘ و بعض من هؤلاء لايتصرفون بهذا الاتجاه بمنطق خطوات مدروسة ‘ بل يبدئون بمد اليد ( لتغير ) بضد من اخطر مسالة حساسة ذات علاقة بالجوانب الاجتماعية والدينية والاخلاقية ( والاخلاق بمعناه الشمولي العام ) وهو مسالة انتماء الناس للدين‘ نتيجة لذلك يرى الداعي لتغيير والبناء الجديد نفسه في مواجهة صراع له الاول ولايرى فيه االاخير ‘ اخطر ما في هذا الصراع الذي يخلقة الغربيين الهوى ‘ في مسيرته ‘ أنهم وفي كل عرقله تواجهونه يتهمون ( الرسالات السماوية عموما والاسلام على وجه الخصوص ) ومن هنا ‘ لايتوجهون الى المعالجات الموضوعية كـ ( فصل الدين عن السلطة ) و حسب مراحل موضوعية ومحسوبة ‘ كما حصل في اوروبا منطقة التي انطلقت منها هذا التوجه ‘ وهي عملية لا يحاربه المتدين الحقيقي ‘ بل يتصرفون على نهج يستفز ثوابت الدين في المجتمع وهم يعرفون أن أكثريتهم مؤمنين بالدين بل يعيش تلك الثوابت في عقولهم وحتى في دماءهم ‘ وأخطر من ذلك أن أكثرية مجتمعهم ونتيجة احداث كثيره يعانون من الجهل ليس لهم أرضية تقبل التقلبات السريعة في ثوابتهم الاجتماعية عموما و الدينية على وجه الخصوص ‘ فبهذا التصرف ومن حيث – لااعتقد لايعلمون – يشجعون التطرف الديني مقابل التسرع العلماني ….!
ان الغربيين الهوى يصرون ‘ ان اوروبا جنة للانسانية ولا وجوود لاي سلبيات في تنظيم اسس العلاقات الاجتماعية ‘ ولكن الواقع يؤكد غير ذلك وحتى تحصل تصرفات في المجتمعات الغربية يوازي تماما التصرفات التي تحصل في المجتمعات الشرقية ‘ فمثلا اطلعت على تقرير علمي يتحدث عن قيام عدد من الاحزاب الاوروبية ( بلدان اسكندنافية تحديداَ ) باعادة قانون ليقدموا الى البرلمان للموافقة على سماح ممارسة الجنس وبشكل طبيعي لكل مواطن من عمر 10 سنوات بحجة ان العلم يؤكد ان الانسان وفي هذا العمر يشعر بلذة الجنس ..!! قسما بالله لو قدم اي جهة دينية في اقليم كردستان بهذا القانون الى ( برلماننا لنشط جدا جدا ) في تلبية متطلبات الناس لكان قاموا علمانيننا بطلب لتدخل مجلس الامن الدولي واتهم رسالة الاسلام بمسؤولية تشجيع هذا الطلب ….!!
( 3 )
مايحدث في السليمانية نموذجاً
واخيرا ‘ ايها السادة العلمانيين ( المقلدين وبالتسرع للعلمانية الاوروبية ) اعلموا ‘ اذا لاتستطيعون قلع جذور الجهل وبمراحل وبشكل منظم في صفوف المجتمع كما فعل الاوروبين منذ بداية التوجه لاختيار العلمانية لتنظيم امور حياتهم الدنيوية ‘ واذا لم ينشر الوعي بين الناس بحيث يعرفون كيف يختارون ولماذا يختارون ‘ وصول مجتمعكم لوضع الاجتماعي الاوروبي ‘ ليس الا طرق على حديد بارد ( كما يقول المثل ) مايقوم به العلمانيون هنا ‘ عبارة عن عملية خداع النفس وبالتالي خداع مجتمعهم عندما ينقلون الواجهة الملونة لحياة اوروبا الى الناس هنا في بلدانهم الشرقية ( تاريخ والموقع والحضارة والارث ) ‘ يقومون بنوع من الخداع لمجتمعهم ودفع افراده الى دوامة ازدواجية بين الانتماء والرغبة لايملكون الارضية للوصول اليه ‘ وهذا يعني : ان هؤلاء العلمانين ‘ كما ترى نماذجهم في مدينة السليمانية ( على سبيل المثال وليس حصرا )‘ بدل من نقل ثقافة مدينة برلين الاجتماعي الى مجتمعهم ‘ يضعون اسم ( برلين ) على محل لغسل السيارات ….!!!! هناك مثل يقول : اذا لم تستطيع فهم اعماق ما في نفسك ‘ لاتستطيع الاخرين يعرفوك وحتى يفهموك ‘ وكما اشرنا مدينة السليمانية في اقليم كردستان كمثل ‘ انظروا لهذه النماذج كظاهرة فيها :
منطقة قلياسان وقريب منها سرجنار ‘ منطقتين سياحتيين متميزتين كبيئة وجمال الطبيعة ‘ لذا تم فيهما تاسيس كابينات ومجمعات ومطاعم سياحية ‘ بدل ان يختاروا اسماء محلية كترويج وتاكيد للانتماء سياحيا وتاريخ وحضارة ‘ ترى تسمية تلك المجمعات والمطاعم بالاسماء ( مجمع فرانكفورد السياحي ‘ كازينو ومطعم برلين السياحي …!!!!!!)
الم يفكروا اصحاب هذه المؤسسات بانه من الافضل لنا ‘ عندما ياتي الاوروبي الى هذه المنتجعات السياحية الوطنية لدينا ‘ و يعود يصف خصوصية هذه الاماكن تاريخا وحضارة ويقول انه زار منتجع قلياسان وسرجنار الكرديين ‘ ولا يستهزء ويقول : رايت فيها فرانكفورت مزور ..!!!؟
وبالاختصار الشديد:
المجتمع الذي ينشد البناء والتقدم و يطمح بالتطور حسب متطلبات العصر دون خوف وتردد ‘ على من يراعي هذا الطموح ان يعرف انه بحاجة الى قوة ( الثقة والوعي ) ويعالج بعقلانية اماكن الضعف في المجتمع لان القوة هي السلسلة التي تقاس بقوة اضعف حلقاتها ‘ والوعي يفرض ان نكون مقتعنين بان نحذر من الباب الذي له مفاتيح كثيرة …والسلام عليكم