-” أيها الرب العظيم الذي تحكمنا بالجبروت والرحمة، باللطف والبطش، بالعقاب والإثابة، ليتمجد اسمك في السماوات والأرض، ولتكن إرادتك فينا الستر والغفران، أنا كائن صغير في مملكة مخلوقاتك، يجري علي ما يجري على بقية خلقك سوى الأنبياء، فأعصيك وأستغفرك، وأشرد عنك وأعود آيباً…”
لم أكمل حديثي مع الله ، أحدهم تدخّل مفسداً علي مناجاتي وخلوتي، كان قد سبق لي أن جلست في حضرته القدسية لثوان عديدة، وكانت حياتي تنساب أمام ناظري بسلاسة ، كنت خلالها أبكي على ما فرّطت، وأضحك من سعادة آنية منحنيها القدر…
لا أنكر أنني أيضا كنت أغضب من من ظلمني، وأتوعده بالاقتصاص منه إن عاجلاً أم آجلاً…و أقف أمام من أسأت إليه، أتذلل أطلب المسامحة…
ثم يمنحني الرب حياة جديدة لأعود لممارسة طقوسها مع تصحيح لبعض الاعوجاجات في حياتي السابقة ، أنا في عرف الحياة إنسان ملتزم بفروضي الدينية مع غفلة لا تجردني من أخلاقي التعاملية مع الغير….
لكن هذه المرة كانت مختلفة…..!
لم تحضرني ذات المشاهد ! فأيقنت أنني مقبل على حدث أكبر قد لا أعود لأخبر به تلك العيون الهلعة في الرؤوس التي كانت تحيط بي من كل جانب، لم أقوَ على مناولتهم الطمأنينة ، كما لم أقبل منهم صكوك غفران …
لذلك تحضّرت للحقيقة الأزلية التي لم يختلف عليها أحد، لكن يغفل عنها كل أحد، ولم أجد وقتاً كافياً إلا للتسليم والتبرؤ من حولي وقوتي، معلناً الإذعان لكل ما سيأتي…