23 ديسمبر، 2024 6:58 ص
الاستراحة في المقهى بعد التجوال في السوق،وارتفاع حرارة الاسعار،وتناول الشاي الذي يريح الاعصاب، ويهدأ النفس، الشاي العراقي(السنكين) الذي وصفه أحد الكتاب بأنه(خمر الفقراء)،الشاي صديقي المفضل،بعد فشلي في أختبار ممارسة التدخين و (الأركيلة)،جلست في أحدى زوايا المقهى،وانا اتناول الشاي دخل شخص  تبدو عليه الهموم، التعب وفي داخله حكاية،أشعل سيكارته،وحركاته توحي انه يريد الكلام معي،سألني عن عملي فأجبته اني متقاعد والحمد لله،بدأ يسرد قصته،أمضيت عمري في الخدمة العسكرية، ولم احصل على تقاعد لانني مكلف ،وعملت في القطاع الخاص،قبل فترة تعرض ابني البكر  الى حادث سيارة أدت إلى وفاته، وزوجتي على إثر ذلك أصيبت بالسكري وضغط الدم، وغيرها من الامراض، وانا ابحث عن الأطباء والادوية، العلاج يباع بأسعار مرتفعة، وقد خلت المستشفيات الحكومية منه،واليوم اتنقل بين بحثا عن ايجار بيت بسعر زهيد،وهو يتحدث الي دق جرس جواله، واعتذر مني وغادر المقهى مسرعا إلى المستشفى، وتركني افكر في مصيبته،هذه حالة الكثير من الفقراء الذين ليس لديهم عمل وتقدم بهم العمر، ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم،هذا حديث من أحاديث المقهى التي أجلس فيها يرتادها الناس على مختلف مشاربهم،همومنا لا تنتهي ،اللهم اصلح امورنا، وارزقنا من حيث لا نحتسب.