مُقرفٌ جداً أن نبقى أسرى المراهنة الاقليمية والدولية ونحن نسعى الى تغيير العملية السياسية او على أقل تقدير إصلاح منظومة الادارة والحكم في العراق ، ولانملك مشروعاً ورؤية وطنية جامعة لقوى المعارضة في الداخل والخارج. لماذا نتسول الحل الاقليمي والدولي ولانملك حلاً وطنياً يبدأ اولاً من تنظيم رسمي لقوى المعارضة بعد أن نحدد من نحن وماذا نريد وكيف نحقق الأهداف؟ أنا شخصيا واضح في رؤيتي علينا أن نُثبت وجودنا كمعارضة لها برنامج وطني شامل لملفات الأزمات الداخلية والخارجية . برنامج عمل بتوقيتات زمنية مُلزمة. في وضع كهذا بلا بوصلة وبلا تنظيم لا أحد من أي دولة متضررة من السياسة الايرانية ومليشياتها يقتنع بأي نداء يوجه من العراقيين المشتتين. ومن مصلحة العملية السياسية بكياناتها واحزابها ومليشياتها أن يبقى كل صوت معارض مشتت ويتخبط هنا وهناك. الدول تتعامل في سياساتها وعلاقاتها مع مجموعات منظمة لها أهداف واضحة وتملك رؤية مستقبلية وبرنامج عملي يُقنع المعنيين بالشأن العراقي. تجربتنا في مرحلة المعارضة زمن النظام السابق كانت هكذا مجرد أحزاب مرتبطة اقليميا بين دول مجاورة مختلفة الاتجاهات لم تنجح في استقطاب من بيدهم قرار الشأن العراقي الّا بعد أن تجمعّت تلك القوى والأحزاب ضمن تشكيل واحد اسمه المؤتمر الوطني. للأسف هناك عقدة فاشلة لدى الاسلاميين والقوميين من تجربة المؤتمر الوطني العراقي الموحد باعتبار أن نظام صدام كما يرون يمثل المشروع أو الشخصية القومية والمدافعة عن توجهاتهم المذهبية لذلك هؤلاء لا يميلون الى فكرة تجربة المؤتمر الوطني حين نتحدث كمؤسسات معارضة ضد النظام السابق ولايعلنون ذلك علناً بينما لو أعادوا قراءتهم لتلك التجربة وكيف نجحت في إقناع المجتمع الدولي والحكومات الفاعلة في التعامل معهم وعزلة النظام السابق ومن ثم تهيئة الظروف والأجواء لعملية التغيير عام 2003 لفهموا جيداً مقاصد ما نسعى إليه في الجبهة الوطنية للتغيير في العراق. نحن اليوم لانريد تكرار تجربة الدبابة الأمريكية انما نعمل برؤية جديدة في العمل النضالي لتغيير العملية السياسية . النقطة الأخرى في حديثنا الموجه أن كثير من الأخوة العراقيين في الخارج يبدوا أنهم تنقصهم الثقة بالنفس وهذا حاجز ومانع بينهم وبين العمل المطلوب منهم فتراهم يلجأون الى غير العراقيين في الحوار دون أن يثبتوا وجودهم كمجموعة متكاملة في التنظيم والعمل. وهذا أيضا معرقل لهم. دائما أقول مكررا نفس العبارة المرحلة الآن هي مرحلة تجميع قوى المعارضة وليست مرحلة ندوات في مواقع وهمية مثل الكلوب هاوس او تويتر تلتقي بأشخاص لاتعرف حقيقة انتماءاتهم وأجندة نشاطهم . مرحلة إثبات الوجود هو المحك من خلال ما يُطرح. مواقع التواصل الاجتماعي هي جزء من نشاط إعلامي تقوم به مجموعات او أفراد الهدف منه تقديم معلومات أو افكار معينة تتوافق وتوجه تلك المجموعة او الأفراد لكنها ليست النافذة التي تطّل من خلالها على القوى والشخصيات المعارضة. وقد كشفنا بعض الأوراق المرتبطة بمايُطرح في مواقع التواصل الاجتماعي. ومن مسؤوليتنا كشف تلك الأوراق الى الرأي العام كي لايكونوا فريسة لمن يعملون ضمن أجندة العملية السياسية في العراق وايران أو مصالح شخصية تفتقد الى المصداقية. معركتنا هي معركة وجود أن تثبت وجودك بين حقول ألغام وشخصيات كاذبة ومتلونة.هذا الموضوع ينعكس على السياسة الأمريكية التي هي جزء من المآسي التي نتعرض لها. لأننا لانعرف كيف نخاطب أصحاب القرار في الولايات المتحدة وما هي المعلومات المهمة التي نحتاج الى ايصالها لهم. هناك أجندة في المراكز والبحوث او المعاهد المختصة بالشأن العراقي تعمل بطريقة تتعارض أحيانا ومصالح العراق الوطنية. أنت كيف تقدم نفسك بطريقة محترمة ؟ ان لم تثبت وجودك فلن ينتبه لك أحد. هناك نقطة مهمة مرتبطة بالموضوع أن مراكز البحوث والمعاهد الامريكية تتعامل معها مؤسسات حكومية تابعة للعملية السياسية او أشخاصا مرتبطين بأجندات حزبية في العراق سواء من اقليم كردستان العراق او بغداد. فأين نحن من هؤلاء؟ الجواب هو البديل من قبل مراكز للبحوث تكون مستقلة في معلوماتها وتحليلاتها يمكن أن تكون مصدرا مستقبليا للمعلومات والتواصل وهو جزء من نشاطنا الوطني المعارض ، وهذا مانفتقد اليه لاننا بلا مصداقية على أرض الواقع. نصيحتي الى الرأي العام خصوصا أبناء ثورة تشرين لاتصدقوا كل ما يطرح هذه الايام إلا بعد أن تبحثوا في تاريخ من يقدمون أنفسهم ومواقفهم .نحن باستطاعتنا أن نفرض واقعا جديداً في المعادلة العراقية داخلياً وخارجياً ونكون رقماً مهما في السياسة الأمريكية حين تقرر امراً ما يخص العملية السياسية. الخطوة الأهم بيدنا نحن قبل غيرنا.