17 نوفمبر، 2024 11:46 ص
Search
Close this search box.

حديث رمضان

لا أدري لماذا يتعالى الميسورون على المعسورين!؟..
نعم ؛ لعل الميسور يمتلك العقارات و المزارع و البساتين و الأرصدة في البنوك .. ما يجعله يسرح و يمرح و يزهو و يتألق و يستقل أغلى السيارات و يسكن أوسع البيوت و أعلاها من مال ورثه عن أمه أو أبيه.. فصار هكذا..
أما الفقير ؛ فقد ورث من والديه الفقر و الجوع و الحاجة و العري و السكن العشوائي و الأكواخ و بيوت الصفيح و الطين و الصرائف المقامة على أراضي الغير،
لكن هذا التمايز الطبقي لا يجعل الغني إلها و لا الفقير عبدا.. فكلاهما إنسان.. من آدم و حواء..
نعم ؛ لعلَّ الغنيّ عمل و جد و وجد و زرع و حصد ، لكنَّ الفقير آثر الإتكال و الشخير..
الغني الذي جنى ثمر كده الشريف من الحلال ألف عافية عليه ، و لا هناء بمال من كسبه من الحرام..
الفقير الذي تكاسل ولم يكدح و لم يعمل و بقي يتكفف المعطين و ينتظر المعونات الإجتماعية و الصدقات دونما يستحي عليه أن يستحي من وضعه مرتين..
مرةً لأنه وآباءه على هذه الطريقة المخجلة ، و مرةً لأنه كسول .. لم يحافظ على مدرسته و لم بحقق تحصيلاً دراسياً أو مؤهلاً علمياً يوصله إلى الراتب..
أو إنه لم يشتغل و لم يركض وراء لقمة العيش..
ومهما يكن من حال ؛ فقد قال تعالى : إنَّ في أموالكم حق للسائل و المحروم..
َأما موضوعة لوم الفقير على تقصيره مع نفسه و عياله فهي موضوعة أخرى ؛ على الفقير أن يعاتب نفسه عليها، وعلى أولاده و أحفاده أن يستيقظوا.. فيغيّروا حالهم.. وهو القائل : إنَّ الله لا يغير من بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
والحالة هذه .. و واقع الحال هذا.. والعيد يوشك أن يعود علينا؛ فما أحرى بالأغنياء أن يمدوا يد العون و المساعدة إلى الفقراء ، ومن هذه المعونات هي فطرة العيد.. هذا المصدر التكافلي الهام الذي بمشروعه يأكل الفقير و يلبس ملبساً جديدا و يأكل طعاماً مشبعا، بينماتتنزل البركة و نماء الرزق على أموال الأغنياء بها.

والحمدلله رب العالمين على ما أنعم و على ما حرم؛؛؛

أحدث المقالات