18 ديسمبر، 2024 6:24 م

حديث الوطن والعام الجديد

حديث الوطن والعام الجديد

بما أننا ودّعنا عام ٢٠٢٢ بأحداث مختلفة الايقاع على المستوى الشخصي أو العام أود الحديث عن حكومة محمد شياع السوداني ذو الانتماء الدعوجي ( الاسلام السياسي ) وكان تكليف السوداني بتشكيل الحكومة وفق سيناريو ممهد من خلال نتائج قرارات زعيم التيّار الصدري المتوافقة مع المشروع الايراني في العراق والدور الأمريكي القذر ضد المصلحة الوطنية للعراق. بمعنى أن أربعة قوى أعادة الروح مرة أخرى للعملية السياسية الفاشلة وهذه القوى هي التيار الصدري، التيار الاطاري، ايران والولايات المتحدة. الدول الاقليمية بالتحديد العربية في غفوة مجبرة أو متعمّدة أن لا تأخذ هذا الموضوع مأخذ الجديّة وتراهن على معادلات خاسرة في المشهد العراقي ضمن محور أحد أقطاب العملية السياسية. السؤال الموجّه ماذا يميّز أجندة حكومة أو شخصية محمد شياع السوداني عن سابقيه أياد علاوي الى الجعفري ثم المالكي والعبادي أيضا عادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي. ماهي خلفية هؤلاء كسيرة ذاتية من حيث الانتماء والعمل؟ هل سيرتهم الذاتية تخدم المصلحة الوطنية؟ سؤال آخر من خلال وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي هل وجدنا طرحاً بديلا خارج معادلات الترويج لتلك الاسماء سواء قبل تكليفهم بمهمة تشكيل الحكومة او بعدها؟ بل وخارج منظومة العملية السياسية برمتها؟ لماذا وهذا السؤال مكرّر عشرات المرّات لماذا الاصرار على إبقاء المتلقي العراقي داخل دائرة اعادة تأهيل العملية السياسية رغم فشلها؟ هنا ستكون الاجابات من الناشطين الوهميين أن العملية السياسية لابديل لها؟ أو من سيحمل لواء تغيير العملية السياسية أو إصلاحها كأضعف الايمان هل المعارضة مثلا؟ أين هي المعارضة ؟ معارضة خمس نجوم ومعارضة الخارج وكثير من الخدع والتضليل فيما يطرحون. السؤال الأهم وأنا شخصيا عندما أطرح هكذا تساؤلات فالهدف هو تنشيط حركة الوعي والبحث لدى المتلقي أن يبحث فيما أطرح لأن الأمر متعلق بالمراجعة الثورية والتنظيم. السؤال المهم إذا كان تشخيصنا بواقعية المراجعة للسيرة الذاتية لكل من شارك في رئاسة الحكومات العراقية المتعاقبة فماهو البديل عن مقدمات ماذكرتُ؟ نحن لدينا جيل جديد هو جزء حيوي ومنشّط لحركة الاحتجاجات ضد العملية السياسية هل لهم موقع قيادي فيما ذكرتُ بعيدا عن الكيانات السياسية وتوابعها؟ هنا جوهر وأسّ المعضلة العراقية إستنساخ تجربة المعارضة في مرحلة صدام حسين أي قبل العام ٢٠٠٣ لتتماشى منسجمة مع مصلحة الكيانات السياسية وفق الستراتيجية الايرانية المتعارضة تماما مع المشروع والمصلحة الوطنية للعراق. كيف يتّم استنساخها وماهي ادواتها؟ الاستنساخ هو خلق جمهور وشخصيات وهميّة تحت عنوان نقد العملية السياسية صعودا الى خلق معارضات وهميّة من خلال تصويب النقد والهجوم ضد أحد أقطاب قيادات النظام السياسي الحاكم بعد ٢٠٠٣. مثلا التيّار الصدري ينتقد ويعارض سياسية نوري المالكي والعكس كذلك، محور المليشيات أيضا ضمن نفس الدوّامة ، التنسيقيات المدنية لحركة الاحتجاجات المُصنّعة في المنطقة الخضراء أو الحنّانة أو المتوافقة في المصالح كذلك تمارس نفس تبادل أدوار النقد والتسقيط لكنهم كلهم يشتركون ضمن محور واحد هو الإبقاء على النظام السياسي الحاكم وفق الديمقراطية والانتخابات كما يزعمون وهذا يعني تهميش وعزل أي خطاب وطني معارض يحمل سمات أدب المعارضة الحقيقية وأخلاقيات العمل الوطني المعارض. بل حتى أصواتهم خافتة تماما وهذا يدخل ضمن سياسة العزل والتهميش ثم الاحتواء وإنهاء كل مشروع وطني جاد لانقاذ العراق لأن مفهوم انقاذ العراق يجب أن يكون ضمن محور تحرير العراق من كافة اشكال الاحتلال والهيمنة الاجنبية ( الايرانية، التركية ، الأمريكية ) وهذا أمره صعب في المرحلة الحاليّة لأن لكل محور من المحاور الثلاث لها اداوتها ومرتزقتها داخل وخارج العراق. أضافة الى إعادة بناء مؤسسات الدولة ضمن مشروع وطني. تحليلي يستند على كيفية التعامل الايراني خصوصا مع الأحزاب والحركات السياسية العراقية إبّان مرحلة المعارضة وقد أشرتُ اليه سابقا في أحاديث مكررة لأنها ضمن ستراتيجية إيران في كيفية السيطرة وتوجيه مرتزقتها او المتحالفين معها.دقّقوا في السيرة الذاتية مرة أخرى لكل من كُلّفوا في تشكيل الحكومات العراقية المتعاقبة. من هنا نُصّر على مبادرتنا المؤتمر الرقمي الأول للحوار الوطني وقد أشبعناه شرحا في أحاديث وحوارات سابقة . مقالي وحديثي هذا موجّه الى الرأي العام أولا ثم النّخب المغيبة أو الغائبة عن المشهد الوطني عليها تحمّل كامل مسؤولياتها الأخلاقية قبل كل شيء. نحن نتحرك وفق رؤية واقعية وبحذر مع كل من نتحاور وتنسيقنا وصل الى مراحل جيدة على مستويات مهمة في القيادة . اللحظة التأريخية تنتظرنا ولانريد أن نُفرّط بنتائجها لذلك أقول أن الجيل الجديد هو ضمن أجندة الحوار الوطني وضمن آليات عملية تحجّم أي دور تخريبي او انتهازي للممسوخين منهم وتعزل الطبقة الانتهازية من الجيل الذي سبقهم. عامنا الجديد لابد له من رؤية متجددة لتستمر مسيرة العمل الوطني الحقيقي.