23 ديسمبر، 2024 2:32 م

حديث النصف من شعبان يوم مولد القائد الكوني الحجة بن الحسن “عج”

حديث النصف من شعبان يوم مولد القائد الكوني الحجة بن الحسن “عج”

في هذا الحديث سنكون بأذن الله متدبرين للنصوص القرأنية التي تكشف هوية أتباع ألآمام المهدي “عج” وجنده الحقيقيين , كما سنكون محملين بأقوال رسول الله “ص” خصوصا الصفات المائة والثلاث التي أملاها على ألآمام علي “ع” وسنكون مستمعين واعين لآحاديث ألآئمة ألآطهار “ع” بما فيها وصاياهم وخطبهم وأدعيتهم بعيدا عن الغلو والمبالغات والصور الناقصة لمقامهم الذي أرتضاه لهم ربهم ” وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا اليهم فعل الخيرات وأقام الصلاة وأيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ” – ألآنبياء – 73-
في هذا الحديث سنرسم صورة مستوحاة من كتاب الله وسنة رسوله وهدي أوصيائه المعصومين للمؤهلين من أتباع الولاية الذين يحتفلون اليوم بمولد القائد الكوني محمد بن الحسن الحجة المنتظر “عج” الذي ولد سنة ” 255″ هجرية وأختفى بأمر الله سنة ” 260″ هجرية ولازال بين ظهرانينا بتمكين من الله تعالى الذي مكن لذي القرنين حتى سمي بالرجل الجوال كما في التوراة , وسمي الحجة بن الحسن بصاحب الزمان في مدرسة أهل البيت “ع” لآن الزمان مخلوق للله عزوجل بسنيه وشهوره وأيامه ولياليه وساعاته ولحظاته , قال تعالى ” أن عدة الشهور عند الله أثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات وألآرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة وأعلموا أن الله مع المتقين ” – التوبة – 36- فالمتقون هم الذين سيكونون أتباعا وجنودا للآمام الحجة بن الحسن “عج” , وهؤلاء ليسوا بالضرورة هم الذين نراهم في المناسبات العامة يحتفلون حزنا أو فرحا من الذين تختلط لديهم المفاهيم فلا يقاربون مفهوم المتقين الذي ينطبق وصفا على مصطلح ” حزب الله ” كما في ألآية “22” من سورة المجادلة المباركة” لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم ألآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أباءهم أو أبناءهم أو أخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم ألآيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها ألآنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألآ أن حزب الله هم المفلحون ” – المجادلة -22- فحزب الله في المفهوم القرأني وليس في المفهوم السياسي المتداول هو أختزال للآباء وألآبناء وألآخوان والعشيرة في النسب وهذا ما سيكون عليه أتباع وجنود ألآمام المهدي “عج” , كذلك فأن الولاية الحق لم تدع للعشيرة والنسب سبقا كما في ألآية ” 68″ من سورة أل عمران ” أن أولى الناس بأبراهيم للذين أتبعوه وهذا النبي والذين أمنوا والله ولي المؤمنين ” – أل عمران – 68- , ولا يقتربون من مفهوم ” أنصار الله ” كما في ألآية ” 52″ من سورة أل عمران المباركة ” فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري الى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ءامنا بالله وأشهد بأنا مسلمون ” – أل عمران – 52- واليوم في الواقع السياسي يوجد من يعمل كتنظيم سياسي جهادي بأسم حزب الله فالتسمية صحيحة ولكن المضمون يحتاج الى مراجعة على ضوء سورة المؤمنين في القرأن الكريم وعلى ضوء خصال المؤمنين المائة وثلاث الذي أملاها رسول الله “ص” على ألآمام علي “ع” والمذكورة في كتاب تحف العقول عن أل الرسول- ص- 443- وكذلك صفات المتقين التي أملاها ألآمام علي “ع” على صاحبه ” همام ” – تحف العقول – ص- 439- ووصايا ألآمام الكاظم “ع” لهشام بن الحكم عن العقل كما في كتاب الكافي – ألآصول – ج1- كتاب العقل – من هذه المرجعيات المباركة وأولها مرجعية القرأن نستخلص رسم صورة لآتباع الحجة بن الحسن “ع” على النحو التالي :
لا يدعي أحدهم مرجعية المسلمين بدون أدلة واقعية
لايلقب أحدهم نفسه بأية الله أو أية الله العظمى , أما ما يقوله الناس فهو غير مسئول عنه
لايلقب أحدهم نفسه بحجة ألآسلام والمسلمين , أما مايقوله الناس فهو غير مسئول عنه
لايسمي أحدهم نفسه بالحاج دائما كتعريف شخصي أما ما يخاطبه به الناس فلا بأس به
لايسمي نفسه بالسيد ويجعله تعريفا له مع أن أنتماءات السادة القبلية معروفة مثل : الهاشمي , الحسني , الحسيني , الموسوي , وتفرعاتها .
لايجعل لقب الشيخ أسما له فيضع كلمة الشيخ قبل أسمه دائما سواء كانت مشيخة عشائرية أو دينية أما ما يخاطبه به الناس فلا بأس به .
لا يجعل كلمة ألآمير لقبا له فيكتبه أمام أسمه , لآن ألآمارة وكلمة أمير المؤمنين هي للآمام علي “ع” فقط ولا تطلق حتى على بقية ألآئمة “ع” , نقول ذلك لآن الملاحظ من أستعمال كلمة الحاج والسيد والشيخ وألآمير هي لدواعي دنيوية فيها حب الظهور وألآدعاء والتبجح واضح وهو أمر لايستحب شرعا , فعلى الذين يحبون أحياء ذكرى مولد الحجة بن الحسن “عج” أن يبتعدوا عن تلك ألآلقاب الدنيوية , وعلى النساء ألآبتعاد عن التبرج بالزينة مهما كانت مستوياتها ومهما كانت أعمارهن قال تعالى ” والقواعد من النساء اللاتي لايرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم ” – النور – 60- وأخيرا أرجو أن لايقع البعض بسوء فهم تجاه مصطلح ” حزب الله ” بمواصفاته المذكورة في القرأن الكريم , وأن لايقع البعض ألآخر بسوء فهم تجاه مفهوم ” أنصار الله ” المذكور في القرأن , فأنا أتحدث عن المعنى ألآصطلاحي فقط وليس عن المعنى الميداني السياسي , وأن كان البعض قادرا على تجسيد صفات حزب الله كما في القرأن ويتجرد عن العشائرية والنسب لحساب ألآيمان بالله ورسوله واليوم ألآخر فنحن نرحب بمثل هذا التطلع الذي له بعض ألآمثلة الناجحة في حزب الله اللبناني وبعض مساحات الحشد الشعبي العراقي وبعض مكونات أنصار الله اليمني على قاعدة ” ولا تبخسوا الناس أشياءهم ” ومن يرى غير ذلك فهو مسئول عن رؤيته وندعو له أن يكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه”