22 ديسمبر، 2024 2:15 م

قال صاحب الذكرى….سيد البلغاء

“لا تقل ألا الحق ولا تقل كل الحق” .

على الرغم من استحسان قول الحق وقائلة،لكنه يستقبح في مواضع.هكذا هو خطاب السماء وكذلك هو خطاب رسالته ودستوره “القرآن” الذي حمل استثناءات كثيرة لمحرمات،فأستثنى الشعراء المؤمنين من الغوايه، وأجاز أكل لحم الخنزير عند الضرورة…الخ،فقد يسبب قول الحقيقة كاملة مفاسد،سيما عندما لا يكون ذكرها ذا جدوى.

أمس أرسل لي صديق مقطع “فديو” على “اليوتيوب” تابعته،ثم تلاه مقطع مباشر،ظهر فيه احد نجوم “المنتخب الوطني العراقي” الأسبق في لقاء على إحدى الفضائيات العراقية،وهو ينبش في “رماد التأريخ” عن حادثة رياضية تعود إلى ثمانينيات القرن المنصرم،وقعت في “دولة الكويت”،واعتداء حمايات الملعب على أعضاء المنتخب العراقي بعد اعتدائهم على حكم المباراة وتجاوزهم الأعراف الرياضية.

تحدث النجم بـ “فهاهة” عن سلوكيات “دولة المنظمة السرية” التي حكمت العراق لأربعة عقود بالحديد والدم وبأعراف”الجرية “،فهدمت “المنظومة القيمية للمجتمع العراقي”،وأفقدته الثقة بكل ما يحيطه حتى في جدران بيته،فأصبح شك “ديكارت” الحقيقة التي لا ترى عيون العراقيين غيرها،فهدمت الشخصية العراقية،وكل ما يجري اليوم من فقدان للثقة هو ترسبات لمرحلة دولة المنظمة السرية.

لم تكن الصدمة من حديث النجم بأكبر من عدم تعرض الإعلام الرياضي والصحافة الرياضية، ومن قناة فضائية تحترم نفسها إلى حديث غير مسؤول مثل هذا صدر من شخصية يبدو لا تدرك حجمها، شخصية تمثل “الرمز”.

نعم فان لاعبي المنتخبات الوطنية لمختلف الألعاب هم رموز وطنية بكل ما تعنيه المفردة،فهم كرموز الدول يعزف لهم النشيد الوطني أثناء المشاركات الخارجية أسوة برؤساء الدول.وهم بذلك يمثلون قيمة معنوية ومادية لبلدانهم كبيرة.

حديث في لحظة طيران،وبحث عن “طشة” من مقدم البرنامج ( رغم انه استدرك بعد فوات الأوان، وقاطع المتحدث بان وقت البرنامج ضيق) يسئ إلى العلاقات مع دولة شقيقة وجارة!،يحتاج منا أن نضع الإعلام الرياضي على مشرط التحليل،ويتطلب وضع معايير أخلاقية لسلوكيات زملاء المهنة. نقطة شروعها تأسيس (هيئة الإعلام والصحافة الرياضية) برعاية “نقابة الصحفيين العراقيين” تأخذ بيدها تأسيس “إعلام وطني” ينهض بوظيفة الإعلام المسؤول الذي يشكل اليوم حجر الزاوية في حفظ توازن العلاقات الداخلية والخارجية للمجتمعات.

دعوة أتمنى أن تجد صدى عند أصحاب القرار الحريصين،على أعادة “ترميم” المجتمع،فقد لعب “الإعلام الأصفر” الذي يستمد ديمومته بوجود شخصيات أصبحت إعلامية همها “علفها” حولت الإعلام من قضية يوصف ممتهنها بالباحث عن المتاعب بسبب دفاعه بالنيابة عن المجتمع إلى “دكاكين”للارتزاق.