23 ديسمبر، 2024 2:16 ص

حديثٌ خاص عن الثاني من آب 1990!!!

حديثٌ خاص عن الثاني من آب 1990!!!

بعد مرور 27 سنةً على حرب الكويت وابعادها المؤلمة , والتي يروها ويجدوها بعض العرب وكأنها حدثت قبلَ دقائقٍ او ساعاتٍ , فبغضّ النظر عن المسببات والأسباب < الدولية والأقليمية والمحلية > التي قادت وأدّت واضطرّت العراق لأجتياح الكويت وضمّها , فأنّ الواقع والوقائع تثبت عدم وجود تكافؤٍ ولا توازن بين الفعل وردّ الفعل .! , وبغضّ النظر ايضاً أنّ الغالبية العظمى من الجماهير العربية وقفت الى جانب العراق في حربه مع الكويت , والتي على أثرها اغلقت عدد من انظمة الدول العربية الجامعات والمدارس عند بدء حرب الجيوش الثلاثينية ضد العراق تحسّباً وتخوفاً من ردود افعالٍ لا يمكن السيطرة عليها , وبغضِّ نظرٍ ايضاً بأننا لا نقف مع النظام السابق في حرب الكويت او سواها < وهذا أمرٌ غير مسموح به لا في الإعلام ولا غيره > , لكنه ايضاً فالعراق آنذاك لم يحتل معظم دول العالم كما فعلها السيد هتلر , ولم تكن اعداد الجيوش التي قامت بالهجوم على المانيا آنذاك لتبلغ ربع عدد الجيوش التي هاجمت العراق في حرب 1991 , كما لم تكن هنالك صواريخ تنهال على برلين من الغواصات والسفن المنتشرة في البحار والمحيطات كما حصل للعراق , وايضاً لم تكن اعداد وجنسيات الجيوش التي شاركت في معركة العلمين عام 1942 بين دول المحور والحلفاء بقدر ربع الجيوش التي إنقضّت على العراق , فعلامَ تراكمت و تكالبت و تجمّعت عليه جيوش الروم والأفارقة وعموم اللاتين والأفرنجة , وتصدّرتهم سرايا العرب العاربة والمستعربة , وأشقّاؤهم من كتائب المرتزقة , وايضاً شقيقاتهم من الشركات الأمنيّة المسلحة , فيقيناً أنَّ ما حدثَ من حدثٍ آنذاك , فَلم يكن لأجلِ العيون المكحّلة لأسرة آل الصباح .! , وكم هي الفوارق بين إخراج القوات العراقية من الكويت عسكرياً , وبين قصف البنى التحتية والمستلومات الحياتية لشعب العراق وحصاره وتجويعه على مدى 13 سنةٍ والحصار الكافر لهذا الشعب , ثمّ إسقاط الدولة وهدّ مؤسساتها وتفكيك مصانعها في الحرب الأخيرة , وتسييد وتسليط اللصوصِ عليها .

من المفارقات التي لم تستوعبها الأجراءات التدميرية على هذا الشعب , ومن مسخرة الأمم المتحدة . ومن ” كوميديا الأمم وليس لعبة الأمم ” , هي التعويضات التي جرت فرضها على العراق بشكلٍ جنوني , والتي لا تستند معظمها الى الحقائق والأدلة . سبق وحدثني أحد موظفي الأمم المتحدة بأنّ لجنة التعويضات طلبت من ايّ مواطنٍ كويتي وايّ عربي واجنبي مقيم هناك أن يكتب خسائره المادية وتضرره بسبب الحرب ويرفعها الى اللجنة المختصة بهذا الشأن , وشمل ذلك التجار واصحاب السوبرماركت واصحاب المحلات ومالكي السيارات وبائعي الخضرة واصحاب البسطات , وايّاً كان ! , وابلغني صاحبي في ال UN أنّ الذي لديه منفضة سجائر تقليدية في الكويت كان يكتب انها مصنوعة من الكريستال الخالص , وعلى العراق دفع ثمنها من دون تحققٍ من الأمم المتحدة , وبلغ الأمر دفع تعويضاتٍ اخرى للذين كانوا مقيمين في الكويت واضطروا لمغادرتها بسبب الحرب , وقد التقيت شخصياً بعائلة فلسطينية في عمّان وكانت في الكويت سابقاً , قالوا لي انهم يشعرون بالخجل لدى استلامهم تعويضاتٍ من اموال العراق ودونما سبب .!

ثمّ , وكأنها لم تشفِ غليلهم ال 13 عاماً على تجويع العراقيين بذلك الحصار , ليقوموا بأحتلال البلاد ويعيثوا في ارضه الفساد والقتل والفتنة , حتى جعلوا العراقيين يتمنون عودة سنوات الحصار بدلاً لما يواجهوه اليوم من الخطف والتفجير والاغتيالات , مع الحرمان من المستلزمات الحياتية , ولا نتطرق هنا الى الكهرباء وما يجري في الخفاء .!

بقي أن نقول لماذا كان الراتب المخصص لرئيس لجنة التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل , المدعو ريتشارد بتلر , بمقدار 50, 000 دولار شهرياً ويجري صرفها من اموال عراقية مجمدة في الأمم المتحدة , فحتى الأمين العام للأمم المتحدة لا يتقاضى مثل هذا الراتب , وكانت مهمته الأساسية عرقلة انهاء ملف خلوّ العراق من اسلحة الدمار الشامل , ثمّ لماذا كان بتلر يكرر زياراته لأسرائيل في تلك الفترة .!

ينبغي ادراك الفرق في الحديث عن النظام السابق , وبين تدمير بنية العراق وهيكلية دولته .