18 ديسمبر، 2024 9:14 م

حديثٌ ” خاصّ ” عن الإنتخابات .!

حديثٌ ” خاصّ ” عن الإنتخابات .!

من المفارقات على صعيد العراق , وبالأحرى على صعيد التجربة المريرة في هذه السنوات الطوال التي اعقبت الأحتلال , فأنّ الإنتخابات المقبلة تعتمد على ما سيسبقها من متغيرات وربما مفاجآت , وجميعها مرتبطة بكلا الوضعين الإقليمي والدولي .

اولى هذه المفاجآت والتي ربما لم تفاجئ بعض الأوساط , وبضمنها شرائحٌ ما من الوسط الإعلامي , فهي التصريح الذي ادلى به مصدرٌ مقرّب من رئيس الوزراء , بأنّ السيد الكاظمي سوف لن يرشّح نفسه في الإنتخابات القادمة , ولا يدعم اية جهة او حزب في تلكم الأنتخابات . وبالرغم من انّ الرأي العام لم يستمع الى هذا التصريح من الكاظمي بصوتهِ وصورته .! ودون نفي او تفنيد لذلك المصدر المقرّب , لكنّ ما يثير ويؤجج علائم استفهامٍ على الظهور والحضور , أنّ رئيس الوزراء يحظى بدعمٍ عربي ودولي بما لم يحظَ به ايّ رئيس وزراءٍ سابق , كما انّ شرائحاً جماهيريةً واسعة ترى وتفضلّ بقاء والإبقاء على الكاظمي وحتى تمديد ولايته ” من دون او قبل انعقاد الأنتخابات المفترضة ” ومؤدّى ذلك أنّ السيد مصطفى الكاظمي لا يمثل ايّ حزبٍ وسيما من احزاب الأسلام السياسي , ولا يمتلك اي ميليشيا مسلحة , بل انّ مفارقةً اخرى تختلف عن سواها ! أنّ بعض الفصائل المتضادة معه وهي ذات الوزن ” النوعي والكمي ” الثقيل المسلح , قد دعمت الكاظمي من حيث لا تدري .! بأن هددت وتوعّدت رئيس الوزراء بأسلوبٍ جارح وقادح عبر الإعلام الميداني المصوّر , ودون ان تستشعر أنّ ذلك سيضاعف من رصيد الكاظمي على الصعيد الجماهيري , في تصدّيه لسطوة الميليشيات قدر المستطاع ولحد الآن .!

   هنالك خبرٌ او حدثٌ آخرٌ انتشر في السوشيال ميديا يوم امس ” ولا نعرف مدى دقّته المتناهية او غير المتناهية ” من أنّ السيد مقتدى الصدر ابلغ الكاظمي عن استعداده لدعمه والإبقاء على ولايته ” وربما المقصود تمديدها ” , مقابل ان لا يرشّح رئيس الوزراء نفسه عبر تنظيمٍ او حزبٍ جديد , ولا نجد من ضرورةٍ ما لتفكيك او تشريح أبعاد هذا الطرح , والذي قد يجد البعض صعوبةً ما في هضمه في الظرف الآني الحالي.  قدوم وزير الخارجية الأيراني يوم امس الى بغداد , والغاء مقابلته مع السيد السيستاني , وكذلك التسريب المسرّب عن الحديث النقدي الحاد لجواد ظريف للجنرال قاسم سليماني وتدخله في الدبلوماسية الأيرانية < وفي هذا التوقيت المحدد الذي تشهده اجواء مفاوضات فينّا حول حيثيات رفع العقوبات الأمريكية عن طهران > , فإنها غير منفصله عن دبلوماسيةٍ ايرانيةٍ محدّثة بالتقاطع مع الفصائل المسلحة , ودعم ديمومة او تمديد ولاية الكاظمي , ودونما استخدامٍ لأدوات الجزم في قواعد اللغةِ او قواعد اللعبة .!

  الإنتخابات المقبلة غير مهيّأة نفسياً وستراتيجياً على الأقل لأن تنعقد .! , واذ ما نشير لا يتعدّى ولا يعتدي كونه وجهة نظرٍ مهما تباينت مع وجهاتِ نظرٍ اخريات , فهي بالتالي إثراء في قراءة الوضع العراقي البالغ التعقيد .!