واحدة من أهم حروب الصراع العربي الاسرائيلي هي الدائرة الآن بين حماس والجيش الاسرائيلي ، فهي الحرب التي سترسم خارطة جديدة للقضية الفلسطينية المعلقة منذ 1948 حتى السابع من تشرين الثاني .
حرب لن تنتهي بنصف غالب ونصف مغلوب ولن تنتهي بتسوية بين طرفي النزاع فقط المسيطر عليها من اميركا وايران وفق قاعدة الاشتباك غير المعلن ، خصوصاً بعد ان نأت كل الاطراف عن الخوض فيها بما في ذلك حزب الله الذي قال على لسان حسن نصر الله ان حدود مشاركتي هي المناوشات الجارية جنوب لبنان وشمال اسرائيل ، وانشغلت دول جوار الحرب بدبلوماسية وقف اطلاق النار أو هدن انسانية ، الذي لن يحصل حالياً ، وتقديم المساعدات الإنسانية ، وفي اقصى حدودها منع اتساع الحرب لتصبح شاملة ، وهو احتمال ضئيل جداً ، لأن اتساعها يعني صداماً اميركياً ايرانياً لايريده الطرفان وليس في حساباتهما ،وتعلن كل من واشنطن وطهران انهما ضد الاتساع ، فالاستراتيجية المتبعة لديهما هي حرب الإنابة ، وهي نوع من الحروب التي تؤدي دورها في تحقيق الأهداف بأقل الأثمان !
هل تنتهي الحرب بهزيمة كاملة لحماس ؟
ها تنتهي الحرب بهزيمة للجيش الاسرائيلي ؟
لاجواب بنعم أو لا لكلا السؤالين ، لكن الممكن الواقعي ان تذهب الحرب الى نزع سلاح حماس وهو خيار هزيمة لمحور المقاومة ، وقبول اسرائيل بحل الدولتين وهو المتبنى دوليا وحتى عربياً وفلسطينياً ، وهو خيار هزيمة لليمين الاسرائيلي ، ومايتبع هذا الخيار المشترك من ترتيبات سياسية في المنطقة .
لاشىء ضبابي في مشهد الحرب القاسية الدائرة في غزة ومستوى العنف اللاانساني الذي يمارسه الجيش الاسرائيلي باستخدام قوته التدميرية على رؤوس الشعب الفلسطيني في غزة ، والتي ندينها مع مبرراتها ، فأحد المنتصرين ، ان حدث هذا الخيار ، سيفرض رؤيته على مستقبل المنطقة وصراعاتها ، وهذا خيار غير مقبول دولياً بتقاطع المصالح وتشابكها في المنطقة التي ينبغي ان يعمها الاستقرار لضمان تدفق البترول الى أوربا واميركا ودول العالم الأخرى بما فيها الصين .
اعتقد ان هذه الحرب هي حرب حل القضية الفلسطينية ، فالجميع على قناعة من ان 75 عاماً من الصراع الدموي بسبب فلسطين كافية لرؤية واقعية بعيدا عن شعارات المزايدات السياسية والحروب العبثية فلا يرمى اليهود في البحر ولا تهدّم المدن على رؤوس العرب في فلسطين !