23 ديسمبر، 2024 12:07 ص

الجريمة عمل لايمكن وصفه حتى بالحيواني والانسان هو الحيوان الوحيد الذي يقتل ويدافع عن جريمته بجملة من المبررات الاعقلانية.

قدم المخرج الامريكي كوينتن تارانتينو في الاونة الاخيرة فيلما سماه حدث في هولويود يتناول المجزرة التي هزت أمريكا والتي راحت ضحيتها النجمة السينمائية شارون تيت وثلاث من رفاقها في جريمة مروعة قل نظيرها فقد كانت شارون حامل بشهرها الثامن وقتلت طعنا بالسكاكين وشاركن بالجريمة ثلاث شابات كتبن على الارض كلمة خنزيرة بدماء الضحية.

.
الفيلم اعاد ذاكرتي لسنوات الدراسة الاعدادية يومها كنت زبون دائم لسينما الحي ربما بسبب قربها الذي يبعد مئات الامتار ،دور الساعة الخامسة رغم قيظ الصيف كان الوقت المفضل لي حيث لايلفت غيابي عن البيت احد, هنا في صالة العرض تجلس تنتظر وفي كل مرة نفس الاغنية القلب يعشق كل جميل للسيدة ثم يسكت صوت السيدة فتضج الصالة بصفير حاد من الجمهور بلامقدمات وبلاسبب مقنع ويفتح الستارعن مستطيل ابيض مضئ تتعلق به كل العيون والصفير يختفى، الان تطير في عوالم خيالية ساحرة.
بطلة الفيلم شقراء حسناء كان أسمها شارون تيت و الفيلم هو 12+1 وهي قصة لكاتب سوفيتي اسمه بتروف كتبها سنة 1928 وانتجت كفيلم عام 1969 حين شاهدت الفيلم لم اكن اعرف بان بطلة الفيلم كانت قد شبعت موت واكتشفت ذلك بالصدفة عن طريق مجلات لبنانية كانت تباع في بغداد آنذاك وهنا بين صفحات هذه المجلات تعرفت على القصة المسلسلة الكاملة لشارون تيت فقد قتلت شارون من قبل اخطر عصابة عرفتها امريكا وهي عائلة جارلس مانسون حيث قتلت وثلاث اخرين كانوا في البيت هجمت عليهم عائلة مانسون وهذا اسم اطلقه مانسون على اتباعه في ليل دموي ، طاردوا شارون وصديقتها وصديق صديقتها ومصفف شعر شارون في كل انحاء البيت بوحشية قل نظيرها وقد طعنت شارون مع رفاقها بلارحمة وهي الحامل في شهرها الثامن! كان القتلة ثلاث فتيات جميلات ورجل هو الذي اجهز على شارون بمساعدة احدى الفتيات، كانت شارون متزوجه من المخرج المعروف رومان بولانسكي وكان في لندن حين وقعت المجزرة ففقدها هي وطفلها.

المفارقة ان شارون لم تكن تربطها بالقاتل اي علاقة او معرفة مسبقة, وانما حظها العاثرهو ان زوجها رومانسكي اشترى فيلا من منتج موسيقي كان على خلاف مع مانسون القاتل الذي كان يريد ان يصبح مغنيا ورفض المنتج عرضا منه اي مانسون لانتاج البوم موسيقي فارسل الاخير اتباعه الى فيلا المنتج للانتقام ولم يكن يعرف انه قد باعها.

تحول اعجابي بالفيلم وبطلته الى حزن والم وانبهار بقدرة هذا الانسان وجبروته وبمخزونه الكبير من الكراهية والحقد ليس في التنظير فقط بل حتى في التنفيذ! جريمة مقتل شارون تم فك الغازها بسرعة كبيرة ولكنها ظلت عصية على النسيان.

بولانسكي رغم موهبته الاخراجية وانتاجه الغزير ورصيد من الجوائز الا انه شخص غير محبوب في هوليود بسبب اقامته علاقة غير شرعية مع قاصر وهي فضيحة ظلت تطارده ورغم تعاطف الناس معه بسبب ماتعرض له من مأساة الا انه لم ينجو من اللوم بالتسبب بمقتل زوجته.
قبل سنوات مات مانسون بعد عمر طويل قضاها في غياهب السجون نال عقابا يستحقه كان يجب ان يردع الكثيرين. في العراق هناك مافعل اسؤا من مانسون ومع ذلك فلت من العقاب. قد تكون امريكا ماتكون حسب ماترون ومايصوره لكم خيالكم ولكنها تبقى دولة قانون بالفعل والتنفيذ وليس شعارانتخابي لكسب ود الناخب.