22 نوفمبر، 2024 5:13 ص
Search
Close this search box.

حدثونا عن التعايش بين الأديان وذروا الديانة الـ”وهمية”المسماة زورا بـ”الابراهيمية”!!

حدثونا عن التعايش بين الأديان وذروا الديانة الـ”وهمية”المسماة زورا بـ”الابراهيمية”!!

“والبيت الابراهيمي مشرعة أبوابه” هكذا أطلقها جيجان،في قصيدته الأخيرة “اجه البابا” وعلى طريقته المعهودة التي لاتترك مناسبة الا وحشرت أنفها فيها يصدق فيها قول ابن الرومي في هجاء ابن حرب ” لك انف يا ابن حرب ..أنفت منه الانوف ، انت في القدس تصلي ..وهو في البيت يطوف” ، والتي تجمع بين الحركات الهزلية المسرحية الساخرة وبين الشعر الشعبي ، ومثله الاف مؤلفة كلها صارت تتحدث في عصر الانحطاط والتبعية والتلطيع المسمى تطبيعا مع الكيان الصهيوني المسخ الذي نعيشه اليوم ، عن بيت عالمي واحد مقره ابو ظبي – البيت الابراهيمي – وعن حج عالمي سنوي مقره أور – الحج الابراهيمي – ،وعن كتاب مقدس مزعوم واحد – الكتاب الابراهيمي – ،وعن ديانة عالمية وهمية واحدة تسمى بالديانة الابراهيمية “، واقول للجميع ولا أجد حرجا في ذلك البتة ،أن تحدثني عن التعايش السلمي بين الطوائف والقوميات والاديان في كل مكان نعم ،أن تكلمني عن الحوار الجاد والفاعل والحقيقي المثمر بين الاعراق والحضارات والديانات فيما بينها لامشكلة ،أما أن تثرثر بوحدة الاديان واندماجها بدين واحد يسمى كذبا بالديانة الابراهيمية وهي في حقيقتها “ديانة وهمية” فهذا هو الهراء بعينه ولأسباب أكبر من العد والحصر لعل من أبرزها وكنماذج وعينات ليس الا ،ان اليهودية لاتقر بنبوة محمد ﷺ وبالتالي فهي لاتقر بكل ما ترتب على هذه النبوة وبكل ما تمخض عن تلكم الرسالة الخالدة وهي خاتم النبوات والرسالات والاديان … اليهودية لا تعترف بنبوة المسيح عليه السلام وتقول على أمه مريم العذراء البتول الطاهرة سيدة نساء العالمين بهتانا عظيما حاشاها، فيما المسيحية تقر وتعترف بأن اليهود هم من حرضوا على قتل وصلب السيد المسيح عليه السلام،فكيف يستقيم وبعد هاتين المقدمتين وهما غيض من فيض أن تندمج الديانتان وتحت أي سقف أو عنوان كان وتحت أية ذريعة كانت بدين واحد بوجود كل هذا البون الشاسع وعلى أعلى المستويات بينهما؟ كيف يستساغ ان تندمج ديانة سابقة بأخرى لاحقة والسابقة لاتعترف باللاحقة وتعدها منشقة عليها ؟الا اذا كان المراد من ورائها هو محو الثانية أو الثالثة واذابتها لصالح الاولى ، ولاغرو أن هذا الأمر مخالف لآصل الشرائع السماوية اذ ان الاصل فيها هو ان ظهور اللاحق من الديانات السماوية انما يكون متمما لفضائل السابق منها ومحي لها في حال خفوتها وضمورها وجمودها بين الناس من جهة، ولتقويم كل الاعوجاجات وازالة جميع الانحرافات والبدع والضلالات والخزعبلات التي طرأت على الاولى بغية إعادة الدين الى طريقه القويم ومنهجه الصحيح وهدفه النبيل .
كيف يستقيم ذلك واليهودية تطعن بالانبياء والرسل الكرام عليهم السلام جميعا طعنا فاحشا يعف اللسان عن ذكره لدوافع سياسية وعرقية بحتة فيما الاسلام العظيم ينزههم عن كل نقيصة وعن كل عيب وكل مثلبة ويعدهم من المعصومين عن إرتكاب الخطايا والاخطاء قبل مبعثهم المبارك وبعده ؟
كيف يستقيم ايمان الفرق المسيحية بأن المسيح ثالث ثلاثة ،أو أنه ابن الله،أو أنه هو الله ،تعالى عما يقولون علوا كبيرا ، فيما الاسلام يؤمن بأن الله تعالى واحد أحد ، فرد صمد،لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا احد…؟
واذا كان هذا هو الحال مع الديانات السماوية الثلاث وجل انبيائها ورسلها هم ذرية بعضها من بعض،فكيف يستقيم عقلا ومنطقا وعرفا ان يندمجوا مع ديانات أخرى وضعية أو محرفة عن ديانات سماوية سابقة لاتقر بنبوات الرسل والانبياء جملة وتفصيلا ممن وردت اسماؤهم وسيرهم في التوراة والأنجيل والقرآن أساسا ، كالبوذية والهندوسية والزرادشتية ولكل منها كتبه المقدسة الخاصة به”البهاغافادغيتا اضافة الى ملاحم مهابهارتا والرامايانا والاوبنشاد عند الهندوسية ، وكتاب الافستا عند الزرادشتية ، وكتاب تريبيتاكا عند البوذية” كيف يراد دمجها كلها وصهرها مجتمعة في بوتقة ما يسمى بالديانة الوهمية المسماة كذبا بالديانة الابراهيمية ،وهي في حقيقتها ديانة “الاعور الماسوني الدجال؟!” وهل ان كل ما يعلن عنه ويطبل له اعلاميا هو الحقيقة الدامغة التي يتوجب على الناس اكل طعمها واللهاث خلفها ، ام أن وراء الاكمة وخلف الستار والكواليس ما وراءها ؟!
ودعوني اضرب مثالا كعينة ايضا “كاهن كاتدرائية القديس يوحنا اللاتراني”في روما، هذا هو ببساطة اللقب الفخري الذي اطلق على الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون،عام 2018 برغم جعجعاته لنصرة العلمانية والدفاع عن الحقوق المدنية،وذلك في احتفال ضخم جدا حضره البابا شخصيا وجمع غفير من القساوسة ورجال الكنيسة هناك ،هذا اللقب يمنحه الفاتيكان لرؤساء وملوك فرنسا منذ القرن السابع عشر بعد تحولها من البروتستانتية الى الكاثوليكية في عهد الملك هنري الرابع ، وقد امتنع العديد من الرؤساء الفرنسيين وابرزهم جورج بومبيدو، فرانسوا ميتران، وفرانسوا هولاند ،بصفتهم حماة للعلمانية من قبول هذا اللقب وأبوا الذهاب الى روما لتنصيبهم كهانا على كاتدرائية القديس يوحنا اللاتراني،وهي مقر الاسقفية وواحدة من أقدم وأعرق كنائس روما الرئيسة وهي التي يتم تنصيب البابا الجديد فيها عقب رحيل البابا القديم وعلى قول احد المفكرين العرب ” بين كل بابا وبابا يظهر لهم بابا ..واحنا ياولداه ماعندناش لا ماما ولا بابا !!” ، الا ان المفارقة الهزلية هي أن زوج معلمته الشمطاء حفيدة آل روتشيلد، الرئيس الفرنسي – سباكيتي أندومي بالدجاج معكرون – لم يرفض هذا اللقب ولم يتحرج من الذهاب الى حفل التنصيب برغم حملته الكبرى والتي ما تزال قائمة ومستعرة على الاسلام والمسلمين وتصريحاته المثيرة للدجل والجدل بشأنهم والتضييق عليهم واباحة اهانة مقدساتهم ورموزهم بصفته حامي حمى العلمانية بزعمه والتي اسفرت قبل أشهرعن المقاطعة العالمية للبضائع الفرنسية كما هو معروف للقاصي والداني ولسان حال – سباكيتي اندومي بالخضار معكرون – يصدق عليه ما قاله البغادة في امثالهم الشعبية الجميلة فيمن يخالف مخبره جوهره،ويظهر للناس خلاف ما يبطن ” يكطع الف راس،وسبحته الفية !” .
وارجو الانتباه ثم الانتباه ثم الانتباه الى نقطة في غاية الاهمية الا وهي ان ما يسمى بالديانة الابراهيمية + التطبيع +صفقة القرن + مشروع الشرق الاوسط الكبير ،كلها جاءت دفعة واحدة بالتزامن مع اولا ” كثرة الحديث عن نظرية التطور ، ونظرية النشوء والارتقاء ومحاولة تسويقها شرق اوسطيا والدفاع عنها دفاعا مستميتا وكأنها حقيقة دامغة وليست مجرد نظرية قابلة للدحض والرد والتفنيد ، مع محاولة تمريرهما على انهما لايتعارضان مع الايمان ولا الاديان بل يسيران في ركابهما جنبا الى جنب ” اضافة الى سباق الدول المحموم للوصول الى المريخ في هذا التوقيت بالذات …الامارات ” وهنا الامارات وهي معقل البيت الابراهيمي ومنطلقا له ،بطبيعة الحال مجرد واجهة لا اكثر لجهة اخرى ولا استبعد ان يكون الكيان المسخ وراءها ، كذلك اميركا ، الصين حاليا ، ومستقبلا بين 2022- 2024 كل من اليابان وروسيا وبعض الدول الاوربية لماذا وعلى حد وصف وكالة ناسا ؟ ” أملاً برصد مؤشرات حياة سابقة على سطحه وتحضيراً لإرسال مهمات مأهولة مستقبلاً!!”.
كل هذا الهراء الوهمي واياكم وتسميته بالابراهيمي فهذا خطأ فادح وحاشا ابراهيم عليه السلام سيد الموحدين وامام الناسكين ، ابو الانبياء والحنيفيين المسلمين ، ان تلصق هذه الديانة الوضعية الماسونية الوضيعة بإسمه …انما غايتهم هي تجميل صورة ديانتهم البشعة من وراء ذلك ..ومؤكد انكم قد سمعتم قبلا كيف جملوا الخمرة حين اطلقوا عليها “مشروبات روحية ” ، كيف جملوا الشذوذ حين اطلقوا عليه ” مثلية ” ، كيف جملوا الربا بـ ” فوائد مصرفية ” ، العاهرات بـ” بائعات الزهور ” ، الزنا بـ ” مطارحة الغرام ” ،موهوا الرقص بـ ” ديسكو ، بريك دانس ، تويست ، سامبا ، رامبا ، سالسا ، هب هوب ، فلامنكو ، باليه ، فن الرقص الشرقي ..الخ ” ، كيف جملوا القمار الذي لايتورط فيه الا حمار ، والذي هجم عوائل بأسرها واجلسها على الحديدة فصار القمار والميسر المحرم “روليت ،بلاك جاك ، كوتشينة ، لوتو وتوتو ، اوراق يانصيب ، مراهنات ،فروسية وسباق خيول ، ادفع واربح بيت العمر ، سيارة الحلم ، سفرة الى جزر الكناري والمالديف..الخ ” ، بل ولقد عبثوا بالتسميات المحرفة ذاتها لزيادة التمويه فصارت المشروبات الروحية التي اطلقوها على الخمر تمويها ” نبيذ ، بيرة ، شمبانيا ، كونياك ، ويسكي ، ساكي ، فودكا ، تيكيلا ، وكل شعب من شعوب الارض له ما يدوخ به جمجمته وقد دخلت كلها ضمن ما يعرف بالصراع الثقافي والجيو سياسي اسوة بصراع المطابخ ..المطبخ الهندي ، المطبخ الايطالي ، المطبخ الصيني ، المطبخ الفرنسي ، اسوة بالرياضات الشعبوية التراثية تايكواندو الكوري ، الكاراتيه الياباني ، الكونغ فو الصيني ، الملاكمة التايلندية ، الملاكمة الاميركية وهكذا دواليك ” كل ذلك مصداقا لما قاله الحبيب الطبيب صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ” ليشرَبنَّ ناسٌ من أمَّتي الخمرَ يُسمُّونَها بغيرِ اسمِها، يُعزَفُ علَى رءوسِهِم بالمعازفِ، والمغنِّياتِ، يخسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الأرضَ، ويجعَلُ منهمُ القِرَدةَ والخَنازيرَ” بمعنى انهم سيكونون كالقردة والخنازير اخلاقيا واجتماعيا وثقافيا وفكريا وهذا مشاهد وواقع بالفعل في كل مكان حول العالم ..وربما سيتبعه مسخ حقيقي شامل وكامل ايضا .
انهم يتلاعبون بالمفردات لتجميلها وتسويقها وعلينا ان نعيد الامور الى نصابها الصحيح ، رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وبالكعبة قبلة وبالمسلمين اخوانا ومليار كلا لما يسمى بالديانة الابراهيمية ، وفي حقيقتها هي ” الديانة الوهمية .
قديما قالوا بأن الفضيلة هي وسط بين رذيلتين ،ففضيلة الشجاعة هي وسط بين رذيلتي الجبن والتهور،وفضيلة الكرم هي وسط بين رذيلتي البخل والتبذير، فتكون بذلك الفضيلة وسطا وبيضة قبان مهمتها الحفاظ على التوازن بين النقيضين بطرفي المعادلة ومنع ميلانها لصالح هذا الطرف أو ذاك للحيلولة من دون الافراط أو التفريط ،وكل الامم التي يتنازعها التفريط من جهة ، والافراط من جهة أخرى فقد تأذنت بالخراب،وحكمت على نفسها بالدمار،وستجنح أمثال تلكم الأمم لامحالة الى كم هائل ومتتابع من الانحرافات والبدع والضلالات المتناسلة من بعضها والتي لا اصل لها في الدين ولا في شرائع الانبياء والمرسلين ،وكل رسول هو نبي،ولكن ليس كل نبي هو رسول ..النبي الرسول هو الذي يأتي برسالة سماوية جديدة تنسخ ماقبلها ،اما النبي غير الرسول فهو الذي يعمل بمقتضى تعاليم الرسالة التي سبقته ويعمل على تصحيح ماطالها من انحراف،وما تسلل اليها من أباطيل أو تغيير أو تبديل بمرور الوقت لاسيما على يد تجار الدين فهؤلاء التجار لامانع عندهم من تحريف الكتب المقدسة وتحريف التأريخ ليأتي موافقا لـ جيوبهم ولو بإختراع اباطيل وخرافات واساطير ما انزل الله بها من سلطان خدمة لـ ارصدتهم وزيادة في عقاراتهم وتعضيدا لنفوذهم ، ولكن وبما أن حبل الكذب قصير فتراهم دائمي الكذب واختراع الوهم لتبرير الكذبات السابقة بأكاذيب لاحقة ..وهص لاتحجي،لاتناقش ،لا تحاور،لاتجادل،قابل الروزخون يزمط ويزامط ويهرف بما لا يعرف ؟! “.
ولا ريب ان كل بدعة تنمو وتظهر وتحيى في زمكان ما فإنها تميت فضيلة وسنة طيبة وعرفا حسنا في مكان الظهور لتحل محلها وفقا لقاعدة “التخلية والتحلية ” وقاعدة ” الازاحة والتموضع ” وقاعدة ” الصدمة والترحيل “، كذلك فإن كل ضلالة تترسخ في محيطها فإنها تفضي في نهاية المطاف الى سلسلة طويلة فاقدة للبوصلة وغير مسيطر عليها البتة من الضلالات والخرافات والانحرافات والاوهام وفقا لقاعدة ” الابدال والاحلال ” وكلما طال امد هذا الانحراف من غير تصحيح جدي ولا نقد بناء يذكر فإن ركاما جديدا من الاباطيل سيضاف اليها لتبرير الانحراف الاول وتسويغه وتسويقه وتسويفه وشرعنته بين الناس واي مصلح يريد اعادة الامور الى نصابها الصحيح فيما بعد فسيتهم بأنه مارق عن الدين وخارج من الملة وقد جاء بما لم يأت به الاولون ولم يسمع به عن السابقين بزعم تجار الدين – وهذه ولاشك هي اقبح انواع التجارة عبر التأريخ – ذاك أن التجارة النقية النظيفة الطاهرة مع الله ابتغاء رضوانه سبحانه شيء ، وان تتاجر مع هوى النفس الشيطان لهدم الاديان وملء الجيوب والخزائن بالاخضر والابيض اللامع وبالاصفر الرنان ، شيء آخر تماما،واشدد على ان الوسطية لاتكون بيضة قبان للحؤول من دون إعوجاج كفتي الميزان ولن تكون فضيلة للشعوب والانسان ، ولا للدول والاوطان وكما قال علماؤنا والاعلام ، الا اذا كان هدفها سام يتسم بالتعقل والاصلاح والصلاح والنبل والاخلاص ، بمعنى ان ” الشجاعة اذا كانت لأجل الباطل فسيكون الجبن والتقاعس والقعود عن نصرته فاتا في عضده ومعترضا سبيله وفي هذه الحالة وبهذا المفهوم يكون الجبن اولى من الشجاعة مع الباطل والشر ..كذلك الكرم اذا كان لمساندة الباطل والشر ،فالبخل والشح وإمساك اليد وغلها عن نصرته سيكون خذلانا له وبالتالي فالبخل هنا وفي هذه الحالة افضل من الكرم لنصرة الباطل ، والفت عناية الجميع الى ان زاوية النظر الى اطراف المعادلة كلها والتي تختلف زمكانيا هي التي ستحدد ماهو الفاضل هاهنا وما هو الباطل هاهناك ، فالشجاعة المفرطة على سبيل المثال لنصرة الحق بتعقل تسمى اقداما وتضحية وجودا بالنفس ، والجود بالنفس هو اقصى غاية الجود لحفظ الضرورات الخمس ” الدين ، العقل ، المال ، النفس ، العرض ” ، ولا تسمى في هذه الحالة تهورا ، لأن الاخير قاصر على الافراط في نصرة الباطل ..كذاك الكرم المفرط في رحمة الفقراء والمساكين والايتام والارامل والمعاقين والمسنين والمشردين والنازحين وسواهم تسمى ايثارا ، ولاتسمى تبذيرا قط ، لأن الاخير انما هو حكر على الاسراف في الباطل والشرور والتوافه والكماليات ، وبذلك يتضج لنا جليا بأن الوسط والوسطية لاتكون فضيلة بين رذيلتين الا اذا كانت – وسطا أخلاقيا ، متعقلا ، نبيلا ،مخلصا،منطقيا ،شريفا يدورفي فلك الشريعة الغراء حيثما دارت وجودا وعدما ، ويغرف من معين مثلها وقيمها وأخلاقها الثر الدافق وينهل من تعالميها السامية الخالدة والصالحة لكل زمان ومكان ..
وتأسيسا على كل ما تقدم فإن خاتم الاديان والرسالات السماوية الاسلام هو دين الوسط ،والوسطية بمفهومهما الشامل والكامل لا القاصر ولا الخامل ، قال تعالى ” كَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا”،فتكون وسطية الاسلام بذلك هي الامتداد الطبيعي للحنيفية الابراهيمية الحقة ، بعيدا كل البعد عن افراط أو تفريط من قبلنا فلقد كان ابراهيم عليه السلام مجانباً للشرك ،موحداً وكان حنيفًا = مائلاً عن الباطل إلى الدِّين الحق ، وكان مسلما = مستسلما ومنقادا لربه ، طائعا له ،مخبتا اليه ، بعيدا كل البعد عن الشرك والضلال ،قال تعالى” مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ”، المسلمون كلهم وعبر التأريخ يصلون تجاه الكعبة المشرفة التي رفع قواعدها ابراهيم عليه السلام وهم اولى بإبراهيم عليه السلام من غيرهم ، والحج الى غير بيت الله الحرام اكذوبة كبرى وعلى كل من يمعمع بالحج الى اور وبقية المواقع القديمة ان يراجعوا انفسهم قبل ان يهرفوا بما لايعرفوا ، وقبل ان يهرطقوا بالباطل، فيكون ما يثرثرون به بناء على ذلك حسرة عليهم عاجلا غير آجل ” نعم قل رحلة سياحية الى آثار العراق القديمة ، قل سفرة مدرسية للاطلاع على المعالم العراقية، قل رحلة معرفية وعلمية لدراسة آثار وبقايا أمم وحضارات سادت ثم بادت ،ولكن اياك اياك ان تقول الحج الى اور، أي حج هذا وقد سبق وقبل عدة اعوام ان اثيرت ضجة كبرى ولما تهدأ بعد بهذا الشأن يوم صلى شيخ معمم مثير للجدل هناك لتتبعه اداء عمرة موهومة قام بها رجل وامرأة عراقيين وهم يلبون ويكبرون ويطوفون هناك بزعم انهم لايمتلكون تكاليف العمرة الى بيت الله الحرام فذهبوا للعمرة في اور وبيت ابراهيم بدلا منها … !” .
ايعقل ان يدعو نبي الحق وحبيب الخلق الذي ارسل للناس كافة بشيرا ونذيرا صلى الله عليه وسلم الى اتباع خاتم الاديان الاسلام العظيم الذي ارسله الله تعالى رحمة للعالمين ثم تأتي انت لتدعو الى ” وحدة الاديان ” انها وحدة – طين واطيان – لا وحدة اديان ، واي وحدة تلك ستتحقق بينما اليهود تزعم ان الله ربها فقط وانهم ابناء الله واحباؤه لوحدهم وانهم شعب الله المختار وبقية شعوب الارض هم مجرد اغيار وجوييم ، فيما تقول المسيحية ان الله تعالى ثالث ثلاثة ، وانه ابن الله ، بل وتشط بعض فرقهم لتزعم بأن المسيح عليه السلام هو الله بهيئته البشرية ..تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا !
اليهودية فرطت تماما في الطلاق والزواج واباحت الزواج والطلاق من غير قيد او شرط = تفريط ، بينما المسيحية منعت الطلاق وحرمته مطلقا الا في حالة الزنا وفرضت الزواج على التأبيد ” الزواج الكاثوليكي ” ومنعت الزواج بمطلقة لأن من يفعل ذلك فهو زان على وفق معتقدهم = افراط …اليهودية قتلت العديد من الانبياء والرسل وشوهت صورهم وطعنت بسمعتهم لأغراض سياسية وعرقية وشهوانية بحتة ” بمعنى اذا كان النبي الموحى اليه قد ارتكب الرذيلة الفلانية فما بالنا ونحن اتباعه لانرتكبها حتى ان العهد القديم ليغص بمثالب عن الانبياء والرسل ليس بمقدورك التحدث بها لبناتك ولا ابنائك طالت نوح ولوط وابراهيم ويعقوب واسحاق وداود وابنائهم وبناتهم وزوجاتهم ، كذلك النبي سليمان والاخير عندهم ليس بنبي وانما مجرد ملك يعمل بالسحر = تفريط …بخلاف المسيحية التي الهت نبيها ورسولها وقدست قساوستها وعظمت رهبانها وتوسلتهم من دون الله وجعلتهم واسطة بينها وبين خالق الكون العظيم جل في علاه = افراط ..
يهوه ” هو اله اليهود فقط ” الذي خلق العالم والبشرية لأجل خدمتهم من نطف الحمير ويطلقون على كل ما عداهم لفظة “جوييم “= افراط …يقابلها المسيحية التي جعلت من الرب ثالث ثلاثة ، او الاب والابن والروح القدس ، او انه هو الرب بصفته اللاهوتية في السماء ، وهو الانسان بصقته الناسوتية البشرية على الارض ،كل ذلك تأثرا بالهندوسية التي ترى ان الاله هو ثلاثة في واحد ” براهما ، سيفا ، كريشنا ” ، وما فكرة الحلول الا فكرة مشابهة ايضا ” مفادها ان الله تعالى يحل جزئيا او كليا في بعض مخلوقاته ” كذلك وحدة الوجود ” وخلاصتها ان لاموجود في الوجود الا الله فاذا قذف زيد ، عمرا بحجارة ،فأن زيدا هو الله ، وعمرا وهو الله ، والحجارة هي الله ..شلون ..ما ادري ؟! كذلك مبدأ تعذيب الجسد لتنقية الذنوب وللوصول الى المخلص هي فكرة شرقية قديمة مفادها انك اذا اردت التخلص من خطاياك فعليك الفناء في الذات المقدسة ” النيرفانا ” من خلال – الكارما او الجزاء – وهذه عند الهندوس تمثل خلاصا من دورة الحياة المقيتة التي لاتنتهي عبر ما يعرف “بتناسخ الارواح ” التي ان كانت صالحة في دورتها الحالية فستحل في المخلوقات الصالحة ” بقر ، فيلة ، قردة ..الخ ” اما اذا كانت طالحة في دورتها فستحل بعد الموت في المخلوقات الشريرة ” الافاعي ، العقارب ، التماسيح ” وبناء عليه فهم يقدسون جميع الحيوانات التي تضم ارواح اجدادهم بزعمهم ، ولاسبيل للخلاص من هذا الدور و التسلسل الا بتعذيب الجسد للفناء في الذات المقدسة ، وقد تحولت فيما بعد فصارت الخلاص من – المطهر – بالرهبنة التي اخترعت في صحراء مصر = تفريط ..فجاء الاسلام ليوازن كفتي الميزان بين تفريط وافراط كل من اليهودية والمسيحية فأباح الزواج والطلاق ولكن بضوابط بعيدا عن تفريط الاول وافراط الثاني ..جاء الاسلام ليكون وسطا فلم يهن الأنبياء والرسل ويتحامل عليهم او يقتلهم كما فعلت اليهود ، ولا عبدهم من دون الله سبحانه ولا قدسهم ولاوسطهم بين الله وخلقه كما صنعت المسيحية ، بل مدحهم واثنى عليهم كل خير وتناول سيرهم بمزيد من الاحترام والتوقير والاجلال ودعا الى تصديقهم وحبهم والصلاة عليهم والدفاع عنهم والذود عن حياضهم ..جاء الاسلام ليوازن بن لهاث اليهود على الدنيا الفانية ومتاعها الزائل = تفريط ..وبين رهبنة المسيحية وركنها الدنيا كلها وراء ظهورهم = افراط ..فوازن الاسلام العظيم بين الدين والدنيا ولذلك فهو صالح لكل زمان ومكان بخلاف ما سبقه من شرائع ورسالات واديان بعضها لايصلح للتعميم الا في زمانه وربما في مكانه ورقعته الجغرافية فقط .. وكما جاء في الحديث النبوي الشريف للثلاثة الذين عقدوا العزم على الافراط في العبادة قائلا لهم صلى الله عليه وسلم ” اما انا فأصوم وافطر ، واصلي وارقد ، واتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ” ..وقد يتوهم بعضهم بأن الزهد والتصوف في الاسلام هو رهبنة واقول ان ” الزهد في الاسلام هو ان تجعل الدنيا في يدك ولاتجعلها في قلبك ” بمعنى ان تكون حاضرا بين الناس وتصبر على اذاهم لا ان تعتزلهم في كهف من الكهوف ولافي صومعة من الصوامع ، ذاك انك مأمور بحضور الجمع والجماعات ومشاركة بقية المسلمين افراحهم واتراحهم ، ارشاد ضالهم ، اغاثة ملهوفهم ، اعانة معسرهم ، عيادة مريضهم ، رفع الظلم عن مظلومهم ، تفقد احوالهم ، رص صفوفهم ، بر والديك ، صلة رحمك ، وان لاتبيت شبعانا وجارك الى جوارك جائع ،وليس من الزهد ان تغمض عينيك عن مآسي المسلمين لأن من لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم ، ولأن العمل شرف في الاسلام بخلاف الكسل وان اليد العليا خير من السفلى …الاسلام يقر بنبوة عيسى ورسالته فيما اليهود لايقرون له بذلك ويعدون عيسى عليه السلام حاشاه مارقا عن اليهودية ومنشقا عليها …وغيرها الكثير والكثير والكثير بما لاتتسع هذه العجالة لوضع السبابة والابهام على عشر معشارها ، وخلاصتها كيف يتسنى جمع الديانات الثلاث في بوتقة واحدة وصهرها لتصير دينا واحدا يطلق عليه تمويها وتضليلا وخداعا ” الديانة الابراهيمية ” وما هي في حقيقتها سوى ” الديانة الوهمية ” ..انها ديانة ” المسيخ الاعور الدجال ” لأنها دعوة جديدة قديمة اذ سبق للبابية والبهائية والقاديانية ان قالت بها ودعت الناس اليها نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين بتحريض من الاستخبارات البريطانية ، وكلهم يمثل جزءا لايتجزأ من الحركات الباطنية والشعوبية الهدامة التي اسستها الاستخبارات البريطانية وغذاها الاستشراق والشعوبية الحاقدة ، لمحو الاسلام من الوجود – خابوا وخسئوا -، ان الدعوة الى ديانة موحدة تسمى في الدراسات البحثية المعنية بأصول الدين بـ” الدعوة الى وحدة الاديان ” وهذه تدعو بدورها وارجو الانتباه الى ذلك جيدا ..الى ” وحدة اللغة العالمية لغة ” الاسبرانتو ” وهي لغة معجمية مستنبطة من اليديشية وهي اللغة التي يتحدث بها يهود اوربا وتحديدا يهود المانيا ..وتستخدم الحروف العبرية ، وقد يتم الاعتماد على الحروف اللاتينية القديمة لكتابتها وذلك بهدف محو قدرة الشعوب على قراءة كتبهم المقدسة بلغاتها الام وعدم قدرتهم على التعرف على ماجاء فيها ليترك الامر كله الى القائمين على هذه الديانة من رهبانها وتجارها ليخدعوا الناس بما يحلو لهم كما حدث في الاسماعيلية النزارية والحشاشين والنصيرية وغيرها …ثانيا تسعى هذه الدعوة اللئيمة الى توحيد الكتب المقدسة ووضعها بين دفتي كتاب واحد يضم ” التوراة ، الانجيل ، القرأن “ولا استبعد من اضافة كتب دينية اخرى للزرادشتية والسيخية والهندوسية والبوذية ،والبهائية وجمعها معا ليقال عن هذا الكتاب بانه الكتاب الابراهيمي الجامع المانع لكل الشعوب والامم والكتب المقدسة ، وعلى الجميع حرق كل ما بحوزتهم من كتب اخرى واعتماد هذه النسخة فقط لاغير ..وكل ذلك بداية الامر للتلبيس على الناس دينهم ..ومن ثم سيقال وبعد فترة قد تطول وقد تقصر ، بأن هذا الكتاب يتضمن ما يناقض بعضه بعضا ،فضلا عن كونه كتابا كبيرا وبالتالي فلابد من تهذيبه وتشذيبه واختزاله وتلخيصه واختصاره حتى يكون متاحا للناس ، وبما ان القران الكريم يقول ” لم يلد ولم يولد ” بينما هناك في الانجيل ” ان الرب هو يسوع وانه ثالث ثلاثة وانه ابن الله ” فكيف سيستقيم ذلك معا ..الحل الغ “لم يلد ولم يولد ” بل والغ ما يتطرق الى يتعرض الى اليهود واباطيلهم لتقليص صفحات الكتاب من جهة ، وحتى لايناقض اول الكتاب اخره والعكس ..فيصير عندنا في نهاية المطاف كتاب مكتوب بالاسبرانتو – لايجيد قراءته الا ثلة من المرتزقة والمتاجرين بالدين ليصولوا باكاذيبهم وخرافاتهم ويجولوا من جهة ، ولتكون بين يديك نسخة كتاب لايحق حقا ولا يبطل باطلا ..يقر الهندوس على عبادتهم ابقارهم لكونها الالهة، ويقر المجوس على تقديسهم نارهم على انها الالهة ، ويقر اليهود على اوليهيمهم على انه الههم وحدهم فحسب ، والبقية على ثالوثهم على انه الله ، فيما يتم محو هوية الاسلام والتركيز كله عليه تحديدا لأنه خاتم الاديان ، ليذوب كالملح في ماء الديانة ” الوهمية ” وهذا هو الاسم الحقيقي لها لا الديانة الابراهيمية “كما يتم ترديده حاليا وارجو عدم استخدام هذا اللفظ من الان فصاعدا لوضع النقاط على الحروف ، اما عن القبلة فستكون الى – ما يسمى بهيكل سليمان بعد هدم الاقصى المبارك ، وذلك بدلا من الكعبة المشرفة – قبلة المسلمين – وبدلا من – بيت المقدس – قبلة المسيحيين …اما الحج فسيكون الى زقورة اور المرتبطة في مفاهيم اللادينين واللا ادريين بما يسمى بكوكب اكس ” نيبيرو ” او كوكب العفريت ، ويزعمون بأن الحضارات كلها وكل اشكال الحياة قد انشئت من قبل مخلوقات فضائية تسكن هذا الكوكب و تدعى أنانوكي ، يضاف الى كل هذا الهراء ما يسمى بوحدة الاوطان ومركزها الكيان الصهيوني المسخ ..كذلك وحدة العملة العالمية ” وافترض انها ستكون افتراضية الكترونية حتى لايكون النقد متاحا بين ايدي الناس على خطى عملة – بتكوين – وامثالها من بقية العملات الوهمية المشفرة واي مخلوق يعترض على هذا الغثاء كله فسيصار الى اماتته جوعا بتهمة الزندقة او الهرطقة او اية تهمة مسلفنة سيتم تسويقها حينئذ من على وسائل الاعلام المعروفة المملوكة كلها لأخطبوط الاعلام روبرت مردوخ اليهودي وشركائه ! اودعناكم اغاتي

أحدث المقالات