23 ديسمبر، 2024 3:43 م

 حج في عرفات او زيارة لكربلاء ايهما يبريء الذمة ؟!

 حج في عرفات او زيارة لكربلاء ايهما يبريء الذمة ؟!

صحة الاحكام الشرعية ودلالاتها يجب ان لا يكون للعواطف والاهواء الشخصية وجود فيها بل يستوجب وجود المعرفة العلمية المستند الى احكام الشريعية الاسلامية حيث الحج واجب شرعي في الاسلام للمستطيع صحيا وماليا وتركه يترتب عليه الاثم , بينما الزيارة للامام الحسين (ع) حكم مندوب (مستحب) الاتيان بها فيه اجر وتركها لا يترتب عليه معصية واثم , وهنا السؤال:ايهما افضل الوقوق على جبل عرفه ام زيارة الامام الحسين (ع) في كربلاء ؟! بالقطع اليقيني الوقوف في عرفه بحكم الوجوب ولكن كيف نفسر قول الامام الصادق (ع) ان زيارة الامام الحسين(ع) تعادل تعدل عشرين حجة ، وأفضل من عشرين عمرة وحجة , هل هناك تناقض وفق ما بيناه من حيث تعارض حكم الوجوب بالاستحباب ؟! الحقيقية ليست هكذا ولكن ما عناه الامام الصادق (ع) ليست الحجة الواجبة بل الحجة او العمرة المندوبة , والا لماذا اتباع مذهب اهل البيت في عموم العالم يتحملون المتاعب ويبذلون الاموال لاداء فريضة الحج ؟! نعم زيارة الامام الحسين(ع) يوم عرفة افضل من الحج المندوب فمثلا نوابنا الاشاوس الذين ذهبوا للحج هذا العام بعنوان حج المجاملة السعودية كان باستطاعتهم زيارة الامام الحسين (ع) هذه الليلة افضل لهم لانهم ادوا الحج الواجب سابقا مرة والحج المستحب لبعضهم عشرة مرات ولكن الظاهر الله لا يريد ان يتقبل منهم ويبريء ذمتهم لا بالحج المستحب ولا بزيارة الحسبن (ع)… انا استغرب من الحملة المسعورة التي تروج لها فضائيات تتبع الفكر السفي المتطرف خاصة بعد فتوى الشيخ السعودي الاعمى بان ايران ليست مسلمة بل هو يلمز للطائفة التي تتبع مذهب اهل البيت فلماذا الصمت اتجاه هذا الاتهام؟!.
ان من يرد قول الامام الصادق بشان فضل زيارة الامام الحسين(ع) كانما يرد قول النبي (صلي) بفضل التسبيح بقوله: (من سبح الله مئة بالغداة ومئة بالعشي كان كمن حج مائة حجة) وقوله في شان الجهاد (من رابط يوماً في سبيل الله في شهر رمضان كان خيراً له من عبادة ستة مائه ألف سنه وستمائه الحجّة وستمائة ألف عمره) وقوله في شان الحرام (رد دانق من حرام يعدل عند الله سبعين حجه) وقوله في طلب العلم (من خاض في العلم يوم الجمعة… وكأنما حج أربعين ألف حجة ) وهذه الاحاديث النبوية الشريفة تنقلها الكتب المعتبرة عند اهل السنة ….اذن ما المانع ان تكون زيارة الامام الحسين (ع) أفضل من الحج المستحب؟!
بالامس اطلعت على احد المواقع الذي حاول ان يدلس ويذكر ان تربة كربلاء افضل من مكة المكرمة , في حين حقيقية الامر ان تربة كربلاء افضل من تربة مكة وليس مكة المكرمة بعينها والدليل عن لسان ام سلمة زوج النبي (صلى) : أخرج الحافظ أبو نعيم في (دلائل النبوّة) بإسناده عن أبي وائل شقيق بن سلمة ، عن أُمّ سلمة قالت: كان الحسن والحسين يعلبان بين يدَي النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيتي، فنزل جبرئيل فقال: يا محمّد، إنّ أُمّتك تقتل ابنك ها من بعدك، فأومأ إلى الحسين، فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وضمّه إلى صدره، وأتاه بتربة فشمّها، ثم قال: «ريح كربٍ وبلاء»، وقال: «يا أمَّ سلمة، وديعة عندك هذه التربة، إذا تحوّلت هذه التربة دماً فاعلمي أنّ ابني قد قُتل»، فجعلتها في قارورة، ثم جعلت تنظر إليه كل يوم وتقول: إنّ يوماً تتحولين دماً ليوم عظيم (دلائل النبوة: 202، وانظر أيضاً: المعجم الكبير: 3 / 108، وترجمة الحسين من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: 175، وهناك أحاديث كثيرة وردت بهذا المضمون وبطرق مختلفة).
وبعد هذا نقول: تربةٌ كهذه التربة التي يَهْتَمّ بإحضارها الملائكة العظام، كجبرئيل وملك القطر وملك الصفيح الأعلى الذي لم ينزل إلى الأرض من قبل، ونزلها شوقاً إلى رؤية النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وثمّ بعد ذلك يأخذ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه التربة ويُقبّلها، ولها آثار تكوينية من فيض الدموع عند شمّها، وأيضاً أخذ أُمّ سلمة من هذه التربة والاحتفاظ والاهتمام بها أمام ناظره وإقراره لها على ذلك، بل أمره إياها بالاحتفاظ بها كما في بعض الأخبار، وفي موقف آخر يقول لها: «وديعة عندك هذه التربة، إن تحولت هذه التربة دماً فاعلمي أنّ ابني قد قُتل».. كلّ ذلك وغيره الكثير الكثير من الأحاديث التي تصبّ في هذه المعاني المشار إليها، التي تؤكد وجود الخصوصية لهذه التربة الطيّبة, بالمقابل النبي (صلى) عاش في مكة لم يشم او يقبل تربتها .