18 ديسمبر، 2024 6:54 م

حجيج القادة الشيعة الى قصر الرئيس

حجيج القادة الشيعة الى قصر الرئيس

مناوشات كلامية، وبيانات تليها بيانات بين جماعات وشخصيات في خضم البحث عن رئيس الوزراء المفقود، والمرشحون يتكاثرون، وكل مرشح منهم يتبع لجهة، أو تعاضده جهة، ومالم يتوافق القادة الشيعة، ويرشحوا شخصا لايعترض عليه الكرد والسنة فمن الصعب أن يغادر العراق دائرة الفوضى والضياع التي يصر الساسة على إبقاء مؤسسة الدولة فيها، ويكسبوا الوقت لفترة أخرى فهم لايرغبون بتغيير يهدد مصالحهم، ولابد من ضمانات تبقي الكبار في المقدمة دون منافس، أو بمنافس خامل وكسول كفيروس كورونا وهو في جسم الخفاش البخيل.

إستقبل رئيس الجمهورية برهم صالح في قصره العتيد زعامات شيعية يمكن وصفها بعبارة ( وجوه متآلفة وقلوب متخالفة) كما يصر العراقيون على هذا التوصيف لمعالجة المشاكل التي يتسبب بها الناس، ويعطلون بعضهم البعض، فيضحكون في العلن، لكنهم يطلقون سهامهم في الخفاء، والرئيس بالطبع غير معني بالأزمة فهو رئيس الحصة، ولن ينزل عن المنصة، وماعليه سواء تقديم النصح لقادة أضاعوا الخيط والعصفور، وأصبحوا يوافقون على المقترحات لعلهم يغادرون الأزمات، ولكنهم لايستطيعون فالأزمات ليست صناعتهم لوحدهم، وإذا كان علاوي مر من حقول الألغام، وسكاكين الخصوم، والراغبين بمعادلة مختلفة فإنه كان محل إعتراض من قوى سياسية شيعية تحاول لملمة صفوفها الآن بالتوافق مع من أيد علاوي من الشيعة، والبحث عن وسيلة لضم سائرون الى تحالف شيعي كبير يمهد لمكلف لايخضع للجدل في الأوساط السياسية لأن من سبق كان محل جدل بين تلك القوى، وفي ساحات التظاهر، وكاد أن يمر، في حين إن القوى السياسية غير مهتمة لفكرة الجدل مادامت متوافقة مع بعض على مرشح يلبي مطامحها، ويسهر على مصالحها حتى لو كان من خارج العملية السياسية، فالفاعلون الأساسيون يستطيعون الإحاطة برئيس الحكومة مهما كان بعيدا عنهم ماداموا متمكين من أجهزة الدولة المختلفة، ولن يكون بمقدوره الخروج من شرنقة المحاصصة الطائفية والعرقية. وحتى لو جيء بمرشح من ساحة التحرير فهل يستطيع أن يرفض طلبا للحلبوسي كما فعل علاوي، ويرفض شروط الكرد فيتم رفضه بقوة؟

في النهاية لامناص من توافقات السياسة لحسم ملف الرئاسة، وتشكيل حكومة تقترب من السياسيين ولاتناكفهم.

يبحث القادة الشيعة في تحالف كبير لايستفز الكرد، ولاالسنة، ولايستثني قوة شيعية. فهل ينجحون في العثور على رئيس الوزراء المفقود.