22 ديسمبر، 2024 8:36 م

حجة الوصاية من الاردن الى…./2

حجة الوصاية من الاردن الى…./2

توقفت في الجزء الأول عند دعم الأردن الواضح للتمرد السني الجاري في العراق, فلم يأتي هذا الدعم سوى لمجرد الرابطة التاريخية كما يدعون, لأن في تصوري الشخصي انهم كانوا يرومون  الى  أمر هو  اكثر تعقيدا من مسألة موقف عروبي او موقف تاريخي مشرف يراد به ان يحسب لهم , فتعمدهم الى تشجيع فكرة انفصال السنة واستقلالهم ما هي الا مرحلة تنتظر عوامل نجاحها وتكتمل حتى ينتقلوا الى المرحلة القادمة والتي تعتبر في حساباتهم هي الحاسمة والمصيرية للأردن ألا وهي نقل الفلسطينيين المقيمين في الاردن قسرا الى “اقليم السنة في العراق” ان نجحوا في اقامته, فلطالما اقلق هذا الموضوع اسرائيل سنينا طوال وخشيتها من ان ينقلب الوضع في الاردن فتستيقظ يوما ما اسرائيل على وقع دولة فلسطينية الى جوارها, وهذا امر لن تنتظر حدوثه, واحتمالية ورود هذا الامر عالية جدا في تلك الايام, لأن حجم الاحتقان الفلسطيني داخل الاردن في تصوري قد وصل الى ذروته وما ينقصه إلا شرارة بسيطة وينفجر الوضع, حينها لن تستطيع كل المنظومة الامنيه داخل المملكة في ان تفعل شيئا حيال ذلك, لذا اتوقع ان المملكة الآن تعيش اوضاع صعبة جدا وعلى كافة الاصعدة سياسيا, اقتصاديا واجتماعيا.

والسؤال هنا هل ستمضي الاردن قدما في مثل هكذا سياسة اتجاه العراق وهي في هذه الظروف؟

في رأي الشخصي هنا وقد يرد الخطأ فيه, أن المملكة بمراهنتها على البعثيين والأخوان المحترقة اوراقهم على انهم لازالوا اصحاب المبادرة  فإنها بهذا لن تفلح في الاستمرار بحق الوصاية على السنة حتى وان استثمرتهم وهم داخل الاردن وذلك لأنهم غير فعالين على الارض العراقية , وهذا ما سيدفع بالمصلحة الامريكية الى ايجاد شريك آخر ليلعب هذا الدور وشريطة ان يكون وبطبيعة الحال بلدا عربيا مجاورا للعراق.

فلو اجرينا بعجالة مسحا في المنطقة فلن نجد سوى ( دولة الكويت ) فهي المرشحة الوحيدة لمثل هذا الدور لما تتمتع به  من مقبولية  لدى اللاعبين الرئيسيين في العراق وأبرزهم (ايران) التي ستدفع بكل أمكانياتها وبقوه لأجل استحصال الكويت على هذا الأمتياز, لأنها تعلم يقينا بان الكويت لن تجامل أي جهه من ذوات الصبغة (القومية و الأخوانية او البعثية) واللذين عملوا على زعزعة الحكم في العراق وفي ان لا يتوغلوا من جديد الى “مفاصل الدولة الحساسة”.

وما يبعث على القلق أن كيف ستكون ردود الفعل الأردنية على محاولة تجريدها من هذه الامتيازات ؟ وماذا عساها ان تفعل حيال ذلك  لتجنيب الكويت من ان تأخذ دورها في المرحلة القادمة ؟؟؟

فهنا لن يكون بوسعنا الا ان نراقب سويا مستوى واداء “احفاد الثورة العربية الكبرى” اللذين طالما ابهروا شعوبهم برجاحة عقول هذه السلالة الفريدة  في ان يوجدوا الحلول الناجعة التي ما أراها إلا جالبة لنا الحروب والويلات منذ 100 عام فما قبلهم كان سيئا وما هم الا الأسوأ.