{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
الشهيد أبو حسين السيد علاء الدين.. النجل الثامن للإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدس سره) ولد العام “1365 هـ” في “النجف الأشرف” مركز الحوزة العلمية والمرجعية الدينية.. اعتقل العام 1983، مع أفراد عائلته وزجّوا في السجن.
جوق ملائكة مسومين، ينضح العلم من رفيف اجنحتهم، زجوا في معتقلات الطاغية المقبور صدام حسين، بدخول الحجة علاء الدين الحكيم، أمن النجف ومنه الى مقصلة الأمن العامة، سجينا، من دون سبب، الا قوله “الحق حق والباطل باطل، من دون ان يخشى في الولاء للإسلام فظاعة الرعب.
سفحت صفحة العلم بمواراته المعتقل؛ إذ كان شغوفاً بعلوم أهل البيت.. عليهم السلام؛ منتظما في سلك الحوزة العلمية بالنجف، مجتازا المراحل بتسارع يدل على عقل مبكر النبوغ، يدرس بإشراف كبار العلماء في عصره أمثال أخيه الشهيد آية الله السيد عبد الصاحب الحكيم.. قدس سره.
فهو من طليعة المبادرين إلى الارتباط بالحركة الإسلامية، تسنّم مدة من الزمن مسؤولية إدارة مدرسة العلوم الإسلامية في “النجف” إضافة إلى عضويته الفعالة في هيئتي الإشراف والإدارة لـ “دار الحكمة”.
قام الشهيد المجاهد الحكيم، بنشاط اجتماعي فاعل، وخاصّة في إقامة مراسم العزاء على سيد الشهداء الحسين.. عليه السلام، مشجعا على المسيرات، من مركز النجف إلى كربلاء، تحريضا على إقاف السلطة الصدامية عند حدود الاسلام، تضافرا مع سعة ثقافته، فكريا وفلسفيا، التي أفاد منها، في مناظرات حامية ضد الشيوعيين والبعثيين.
إجتماعيا له ثلاثة أبناء، ذكر وأنثيين.. إذ نسل من علمه ولده حجة الإسلام والمسلمين السيد حسين الحكيم، اعتقل مرات عدّة، إحداها مع أخيه شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم “قدس سره” والأخرى مع الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر “قدس سره” واقتيد إلى سجون الإرهاب.
وآخر مرّة أعتقل العام 1981، من مرقد جدّه الإمام الحسين.. عليه السلام، بعد أكثر من عامين نال شرف الشهادة، بعد أن لاقى صنوف العذاب والتعذيب النفسي والجسدي على أيدي البعثيين المجرمين.