أقولها بضرس قاطع ولايساورني شك في ذلك ولو بالحد الادنى أبدا ،بأن ” الاسلام العظيم ما حرمَّ شيئا قط الا وفيه خطر على البشرية جمعاء ، بالمقابل فإنه ما أحل شيئا قط الا وفيه نفعها وخيرها وصلاحها جمعاء “.
وتأسيسا على ذلك فإن كل من يقف في وجه ما شرعه الإسلام العظيم لصالح البشرية من أقصى الكرة الارضية الى أقصاها ، إنما يسعى جاهدا لتدميرها،وذلك من خلال العبث بفطرتها،وتشويه انسانيتها، وزعزعة ايمانها ، وتغييب وعيها ، وحجب عقلها ، وإماتة ضميرها ، وتفتيت اسرتها ، وتحطيم ارادتها ، وتمزيق مثلها ، والحط من قيمها ، وشيطنة أجيالها ، وترسيخ أنانيتها ، وتسطيح معارفها ، ولن يخالف صحيح المنقول ،صريح المعقول ابدا .
ودعوني هاهنا أن أستعرض جانبا من آخر الدراسات الطبية، والبحوث العلمية التي جمعتها لكم بشأن مخاطر الادمان على المواقع الاباحية ومن مصادرها الموثوقة ، فاليوم تعاني الصحة العقلية ، والحياة الخاصة على سطح الكوكب من آثار كارثية نتيجة للتعاطي الرهيب مع الأفلام الإباحية ،وفقا لوكالة سبوتنيك الروسية .
ويضيف عالم النفس الأمريكي البروفيسور وليام ستروزر ،بأن ” الجسم يفرز مادة الدوبامين ساعة متابعة هذه الأفلام القمئة وهي المادة ذاتها التي تسبب الادمان على المخدرات ، محذرا من خطر الافلام غير الاخلاقية لأنها تسبب واضافة الى الادمان ،مايعرف بـ” عنانة الأفلام الإباحية” التي تؤدي إلى حصول الإثارة افتراضيا وإنعدامها كليا او برودها واقعيا .
أما جامعة (أنتويرب) البلجيكية وكما جاء في مجلة (سايبر سيكولوجي) المعنية بـ( علم النفس السيبراني) ، فتكشف عن وجود ارتباط وثيق بين متابعة المواد اللاأخلاقية على السوشيال ميديا وبين السلوك المنحرف في الواقع .
بدوره كشف معهد (ماكس بلانك ) الألماني في برلين عن وجود صلة سلبية بين مشاهدة تلك الأفلام والجزء الأيمن من الدماغ، كذلك وظائف القشرة الأمامية المسؤولة عن التفكير والتخطيط وأداء الأعمال والكلام والتحكم العاطفي .
ولم يختلف الحال مع (جامعة لافال ) الكندية ففي دراسة لطبيبة الاعصاب راشيل آن بار ،
كشفت عن أن الأشخاص الذين يدمنون “المواد الإباحية” يصابون بأضرار في القشرة المخية
التي تتحكم في الأخلاق والإرادة والسيطرة على الدوافع .
في كتابه (wired for Intimacy ) بين الدكتور (ويليام ستروثرز) أن ادمان الافلام الاباحية بإختصار يؤدي الى أمراض نفسية وعقلية علاوة على مشاعر الاكتئاب والانطواء والقلق وأطلق تحذيرا مماثلا من خطر هذه الأفلام لدورها في إضعاف الإرادة والقشرة الحزامية المسؤولة عن القرارات الأخلاقية والسلوكية واحداث تغيرات كيميائية للدماغ شبيهة بالتغيرات التي تحدث لمدمني الكحول المخدرات .
وقد ارتفعت معدلات الإصابة بهذه الأمراض مع ظهور الإنترنت وغياب الرقابة كما جاء في الفيلم الوثائقي البريطاني (تأثير الإباحية على العقل) وانصح بمشاهدته على اليوتيوب
ماهو الحل؟
الحل ببساطة يكمن في التوعية المستمرة والحجب والتقنين والحظر المؤسسي والمركزي للمواقع المخلة واذا ما صدقت النوايا وتظافرت الجهود فبإمكان ذلك كله او جله الحد من متابعة 90 % من المواقع الاباحية على الاقل كما يقول خبراء البرمجيات شريطة أن تكون الاجراءات رسمية وقانونية وأن تأتي في سياق ونسق واحد متزامنة مع اطلاق حملات إرشادية ، ودروس توعوية ، ومحاضرات وعظية ، وخطب منبرية ، ومناهج تربوية تبدأ من الاسرة أولا ،بمشاركة الاعلام المرئي والمسموع والمقروء اضافة الى مؤسسات التربية والتعليم والصحة والاتصالات والثقافة ولكن بعيدا كل البعد عن الادلجة والتسييس ،لأن الاخيرين حيثما حلا ،أوحلا ..وحيثما غربا ، خربا ، وعلى قول المثل ” جاء ليكحلها ..فعماها”، والمعنى بقلب الشاعر فإذا كان حظر المواقع الاباحية الاخير في العراق غايته الحفاظ على الاسرة ، والفضيلة ، والاخلاق ، فبورك بمن سنه ، وعمل على تفعيله ، اما اذا كان الغرض منه استعراضيا ،وسياسيا بحتا تمهيدا لخطوات مقبلة ومتكررة من الحجب والتقنين والحظر لمواقع اخرى – قد تكون فكرية ، وثقافية ، وسياسية ، وربما دعوية ايضا – ولاشأن لها بالاباحية ، ولا بنشر الفساد اطلاقا ، فأقول وفي هذه الحالة بأن خطوة حظر المواقع الاباحية وفي كل حال من الأحوال صحيحة 100% وان كانت النية غير صادقة ، والله اعلم بالنيات .
وحبذا لو يفعل الحظر لينتقل من العالم الافتراضي الى العالم الواقعي ويعمل على غلق وحظر الملاهي والبارات والنوادي الليلية ، ومراكز – المزاج – عفوا – المساج كذلك .
أما الى المعترضين على قرار إغلاق أو حظر المواقع الاباحية بزعم تقييد الحريات الشخصية، وما الى ذلك من شعارات براقة دأب على ترديدها بعض المغيبين ، وشذاذ التغريبيين ، ونصيحة للباحثين والاعلاميين والكتاب والمفكرين ، وعن تجربة شخصية طويلة أقول اياك أن تناقش الحقيقة، وتتناول زواياها ،من وجهة نظر واحدة فحسب ، وإياك أن تدور كقطب رحى حول مصادر ، ومراجع ذات توجه فكري ، واجتماعي ، إيديولوجي ، وسياسي ، وتاريخي واحد ..ستقع في كم من الاخطاء ، والخطايا بما ستندم عليه بعد جهد جهيد ،ووقت طويل ، وبما لايحمد عقباه …
المشكلة ليست بشخصك حين تدرك خطأك وتتداركه بعد فترة من الزمن على خلفية نظرك الى الحقيقة بعين واحدة …المشكلة الحقيقية تكمن بمن تضللهم بنظرتك القاصرة تلك ، والتي كنت تسوقها لهم على أنها هي الحق المبين ، وما سواها الضلال والخسران العظيم والامثلة على ذلك أكبر من العد والحصر، ولا أريد الخوض فيها حاليا ،أتركها لوقتها وأعدكم بسرد بعضها لاحقا .
#حجب_المواقع_الاباحية_مطلب_شعبي
#احجب_وتوكل