17 نوفمبر، 2024 2:33 م
Search
Close this search box.

حجاج بيت الله الحرام، وغزو الألوان!؟

حجاج بيت الله الحرام، وغزو الألوان!؟

 فيما مضى كنا نتابع أداء حجاج بيت الله الحرام لشعائر الحج من خلال شاشات التلفاز، ومن خلال حديث الحجاج عن أداءاتهم وهم مغمورون بالفرحة العظيمة الواضحة جداً في الصور المنقولة على التلفاز، رغم معاناتهم الكبيرة، ففيها يكمن المغزى. كان البياض هو السائد كما أمر الله تعالى ورسوله الكريم كأحد أهم ما على المسلم التزامه في لباس الحج. هذا اللون له دلالات كثيرة، فهو يعني صفاء النفس، ونيتها في التوبة قلباً وعملا، ويوحي للمسلمين ولكل الأمم والأديان، بمساواة الخالق بين جميع خلقه مع اختلاف ألوانهم ومذاهيهم وأشكالهم وألسنتهم. المنظر يرهب القلب ويخشع القلب ويبهج النفس بكل تفاصيله. منظر يذكر كل مؤمن بيوم الحشر، وبالكفن، ولا غير الكفن قرين ذكرنا للموت. كان الحجاج يتكبدون عناء السفر الطويل، يقدمون لبيت الله الحرام إما ركباناً أو راجلة، إذ ما كانت الوسيلة غير ركوب الدابة، ومع حر الشمس أو برد الصحارى في الشتاء، وفي بعض سنوات الحج كانت السماء تمطر مدرارة، فيفيض ما حول الكعبة الشريفة، مما يضطر الحجيج الطواف سباحة. وفي السنوات الأخيرة، وبفضل الله تعالى، تحققت تسهيلات السفر ونقل الحجاج إلى أماكن أداء الشعائر وغيرها، مما قلل إلى حد كبير معاناتهم وما قد يتعرضون له من إصابات أو أمراض..
     اليوم أخذت تسهيلات الحج أشكالاً أخرى تثير الشكوك، صار يتدخل فيها من له ومن ليس له من الأمر شيء. اليوم ما عاد الحجاج يشعرون بعناء أداء الشعائر، وبحسب ما أظن، مما يقلل من شعور الحاج بما يوازي توبته وطلبه للمغفرة من عناء في سبيل الله وطلبه التوبة والمغفرة.
    الملاحظ في هذا العام بالتحديد رواج استعمال الحجاج للآلات والأغراض التي تسهل لهم أداء الشعائر دون عناء يذكر، ولو ألقينا نظرة عن قرب أو بعد، سنرى أن الألوان قد طغت على البياض، فاكتساح المظلات الملونة التي يحملها الحجاج، مما أذهب باللون الأبيض الذي يميز الصعود لعرفة بالتحديد. وما يميز ذلك أكثر من بين الألوان السائدة لهذه المضلات، لوني الأبيض والأزرق!؟؟ . فما الحكمة من ذلك؟ ومن وراءه؟ .
   أقول، إن كتب الله تعالى لنا، فما الذي سنراه بعد، هل سيتأزر الحجاج بألوان زاهية في الأعوم القادمة؟ وهل سيصعدون عرفة بمصاعد؟ وهل سيطوفون حول الكعبة بسيارات الطاقة الشمسية. ماذا يحدث في الحج؟ أيها الحجاج، أيها المسلمون، الرجاء الإنتباه، والتنبيه.

أحدث المقالات