18 ديسمبر، 2024 5:12 م

-1-
جاء في الأخبار – يوم 10-1-2015 – :

” انّ مجموعة تتكون من ثلاثة أشخاص ، تقوم بتزويد ( داعش) بالمواد الغذائية من مجمع جميلة التجارية شرقي بغداد ، وقد ألقي القبض عليها”

إنَّ مَثَلَ هولاء مَثَلُ مَنْ يسارعُ الى إمداد المتلبس بِقتْل أهله بالسلاح ، وكأنه يُعينُه للاجهاز عليهم ..!!

وهذا ما يأباه حتى الحيوان الأعجم ..!!

الى هذا المستنقع الآسِن ، انحدرت هذه العصابة الآثِمة ، واخترقت كل الخطوط الحمراء ، متنكرة للضوابط والموازين ..!!

-2-

واذا أورنا النظر الى أعمالها المحمومة ، أمكن لنا ان نقول :

انها من الناحية العقائدية : تدل على أنّ أفراد العصابة هم من عبيد الدينار ، وقد جعلوا (المال) صنماً يعبدونه من دون الله .

وهكذا انتقلوا من خندق الايمان الى خندق العصيان والشيطان …

وإذا كان النظر من الجانب الانساني :

فأعمالهم تفريط بالأرواح ، وخاصة بالأبطال من القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبيّ ، وكأنهم يشجعون (داعش) على المضي في عمليات القتل والابادة وقطع الرؤوس وسبي النساء …

وأية جريمة أكبر من هذه الجريمة ؟!

أمّا اذا نظرنا اليهم من الناحية النفسية :

فنحن أمام ثُلّة مسكونة بأبشع العُقد الرهيبة :

فاللؤم ،

والحقد ،

والغدر ،

والشروّر ، صفات كامنة في نفوسهم ..،

ملفوفة بعباءة الشعور بالنقص والدونيّة ..

وأمّا اذا كان النظر من الناحية السياسية :

فهو الاصطفاف مع العدّو الغادر ، والانخراط في تنفيذه لمشروعه الاجرامي، الهادف الى تحكيم ” دولة الخرافة “في الوطن والمواطنين ..

وعلى الاسلام السلام …

وهم بالمنظور الوطني :

مُفْلِسُون بالكامل : خانوا الوطن ،

وداسوا حُرمته ، وقدّموا عليها الأرباح التجاريّة ، دون خجل أو حياء..!!

والاستهانة بالوطن والمواطنين هي سمة مَنْ جَمَّعَ الأصفار ..!!

ولم يُبالِ بالعار والنار ..!!

العار في الدنيا ،

والنار في الآخرة .

وهم بالمنظور الأخلاقي :

من أسوأ المنحدرين الى سفوح الجشع والطمع ، والنذالة ، والسفالة ، وممن استمرء طعم السحت الحرام …

وهم الى جانب ذلك كلّه ، أسهموا في تسهيل عمل الجُناة، ومكنّوهم من القيام بجرائمهم النكراء، فباؤوا بالاثم المبين ، واستحقوا اللعن على لسان الناس اجمعين .

-3-

إنّ الانزلاق الى ميادين الإحرام لم يأتِ من فراغ …

لقد جاء نتيجةً طبيعة للخواء الروحي والأخلاقي …

انّ الانتهاكات المتكررة للحقوق والحرمات ، تُميت القلب ، واذا أظلم القلب وانطفأت مصابيح الضمير ، انفتحت أبواب الارتطام بكل ألوان العظائم والجرائم، بلا كلام ..!!

ومن هنا :

تبرز خطورة الأهتمام بارهاف ” الوازع الداخلي ” الذي يقف حائلاً دون الوقوع في المطبّات ..

ولا شيء أنفع في هذا المضمار مِنْ انْ تتذكر أنّ الله معك .. :

يغدق عليك النِعَم ، ويمّدك بالقوة ، ويضاعف لك الحسنات … ولكنه من جانب آخر :

يُحصى عليك السيئات، فلا تسوّدْ صحيفتَك بالمروق والعصيان، وعش سعيدا هانئا في رحاب طاعة الرحمن .

*[email protected]