-1-
جاء في الأخبار – يوم 10-1-2015 – :
” انّ مجموعة تتكون من ثلاثة أشخاص ، تقوم بتزويد ( داعش) بالمواد الغذائية من مجمع جميلة التجارية شرقي بغداد ، وقد ألقي القبض عليها”
إنَّ مَثَلَ هولاء مَثَلُ مَنْ يسارعُ الى إمداد المتلبس بِقتْل أهله بالسلاح ، وكأنه يُعينُه للاجهاز عليهم ..!!
وهذا ما يأباه حتى الحيوان الأعجم ..!!
الى هذا المستنقع الآسِن ، انحدرت هذه العصابة الآثِمة ، واخترقت كل الخطوط الحمراء ، متنكرة للضوابط والموازين ..!!
-2-
واذا أورنا النظر الى أعمالها المحمومة ، أمكن لنا ان نقول :
انها من الناحية العقائدية : تدل على أنّ أفراد العصابة هم من عبيد الدينار ، وقد جعلوا (المال) صنماً يعبدونه من دون الله .
وهكذا انتقلوا من خندق الايمان الى خندق العصيان والشيطان …
وإذا كان النظر من الجانب الانساني :
فأعمالهم تفريط بالأرواح ، وخاصة بالأبطال من القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبيّ ، وكأنهم يشجعون (داعش) على المضي في عمليات القتل والابادة وقطع الرؤوس وسبي النساء …
وأية جريمة أكبر من هذه الجريمة ؟!
أمّا اذا نظرنا اليهم من الناحية النفسية :
فنحن أمام ثُلّة مسكونة بأبشع العُقد الرهيبة :
فاللؤم ،
والحقد ،
والغدر ،
والشروّر ، صفات كامنة في نفوسهم ..،
ملفوفة بعباءة الشعور بالنقص والدونيّة ..
وأمّا اذا كان النظر من الناحية السياسية :
فهو الاصطفاف مع العدّو الغادر ، والانخراط في تنفيذه لمشروعه الاجرامي، الهادف الى تحكيم ” دولة الخرافة “في الوطن والمواطنين ..
وعلى الاسلام السلام …
وهم بالمنظور الوطني :
مُفْلِسُون بالكامل : خانوا الوطن ،
وداسوا حُرمته ، وقدّموا عليها الأرباح التجاريّة ، دون خجل أو حياء..!!
والاستهانة بالوطن والمواطنين هي سمة مَنْ جَمَّعَ الأصفار ..!!
ولم يُبالِ بالعار والنار ..!!
العار في الدنيا ،
والنار في الآخرة .
وهم بالمنظور الأخلاقي :
من أسوأ المنحدرين الى سفوح الجشع والطمع ، والنذالة ، والسفالة ، وممن استمرء طعم السحت الحرام …
وهم الى جانب ذلك كلّه ، أسهموا في تسهيل عمل الجُناة، ومكنّوهم من القيام بجرائمهم النكراء، فباؤوا بالاثم المبين ، واستحقوا اللعن على لسان الناس اجمعين .
-3-
إنّ الانزلاق الى ميادين الإحرام لم يأتِ من فراغ …
لقد جاء نتيجةً طبيعة للخواء الروحي والأخلاقي …
انّ الانتهاكات المتكررة للحقوق والحرمات ، تُميت القلب ، واذا أظلم القلب وانطفأت مصابيح الضمير ، انفتحت أبواب الارتطام بكل ألوان العظائم والجرائم، بلا كلام ..!!
ومن هنا :
تبرز خطورة الأهتمام بارهاف ” الوازع الداخلي ” الذي يقف حائلاً دون الوقوع في المطبّات ..
ولا شيء أنفع في هذا المضمار مِنْ انْ تتذكر أنّ الله معك .. :
يغدق عليك النِعَم ، ويمّدك بالقوة ، ويضاعف لك الحسنات … ولكنه من جانب آخر :
يُحصى عليك السيئات، فلا تسوّدْ صحيفتَك بالمروق والعصيان، وعش سعيدا هانئا في رحاب طاعة الرحمن .