23 ديسمبر، 2024 3:24 م

حتى لا تنجح الانتخابات ونخسر الناخب

حتى لا تنجح الانتخابات ونخسر الناخب

يحكى ان في زمن الحضارة اليونانية , كانت  هنالك مجموعة  من المتكلمين الذين يجيدون تحريك المواقف والقضايا بالاتجاهات التي تتوافق مع مصالحهم وميولهم , فيضعون الباطل في كرسي الحق وبالعكس وحسب ماتقتضي الضرورة والمصلحة , وهي ما تسمى بالسفسطة , ويطلق على روادها بالسفسطائيين, وحقيقة ان السفسطة تعني في العرف الاغريقي الحكمة, غير انها ابتعدت عن مواطن نشؤها فأصبحت تدور وتدار من اجل تشويه الحقائق وتحريفها, فكان احد ضحايها فتى يافع يوناني سلبت حقوقه وانتزعت ممتلكات ما بقي من ارث ابيه,  لضعف منطقية المجادلة وبساطة مقدرته في الاحتجاج والمحاججة امام خصومه من اصحاب السفسطة , مما افضى باعتكاف ذلك الصبي في اعالي الجبال وتعلم فنون السفسطة, فاستطاع بعد سنوات من المران والتعلم ان يصبح من اعلام ذلك المنهج , غير ان المفارقة في ذلك الامر انه بقي ثلاثين عاما  سفسطائيا بارعا لكن دون ان يؤثر او يثير حفيظة الاخرين, وهو ربما ما يفسر على انه ذهب الى التعلم من اجل الانتقام من خصومه وليس من اجل حاجة معرفية او ارادة علمية , بل انه ينطلق من عقدة مركب النقص فكان نتاج ما وصل اليه اشبه بخلية فعالة في جسد ميت, وحقيقة ان تلك الحكاية  قد وضعتني في مقارنة مابين ما حدث قبل ستة الاف عام قبل الميلاد ومابين مايدور الان في حمى الترشيح لبعض الناخبين, في جدلية  المشاركة من اجل بناء وارساء ثقافة  ديمقراطية منتجة تنصب على ايجاد  ما فقد من الوطن في رحم صندوق الانتخابات القادمة في نيسان 2014, ام سيكون القادم ضياع لما تبقى من الخارطة؟؟.
قطعا , ان الانتخابات ظاهرة صحية لصناعة مؤسسة وفق ارادة  شعبية , اذا ما تم وضع الصوت في موضع التصويت الصائب, وألا ستكون المفردة الديمقراطية بيئة مصابة بداء المنتفعين من الوصول الى الناخب دون واعز وطني , او شرف مهني , عبر ترسانة الشعارات وابواق الوعود, فعلى مايبدو ان لذائذ السلطة ومغريات “البرميل” النفطي, قد وضعت بوصلة الترشيح و منهجية التصدي لمصلحة أمة , تتحول من احتياج حقيقي للامساك بالكفاءات الى ظاهرة تبدأ وتنتهي في صورة معلقة على رصيف  تبحث عن وجود اجتماعي او سلطوي او الى  اخره من الغايات الشخصية , ولا اعرف كيف من لايجيد ان يكون حاكما  ومسؤولا عن أسرة , كيف له ان يكون قادرا على اقناع كرسي البرلمان انه راع يحق له ان تكون رعية ؟؟, والقائمة تطول والاخطاء تتوالد في وضع المقاسات التي ينفذ من خلالها المرشح الى باحة القبة البرلمانية , فهل سنشهد في ديباجة المواصفات القادمة,  جرد مالي  للمرشح الفائز وذويه بما يملك ما قبل الدخول الى البرلمان وما  بعد انتهاء زمنها التشريعي , ام سيكون الناخب العراقي ضحية جاهزة تنذر في كل دورة انتخابية على سمفونية نجاح الانتخابات, وأخيرا متى نستطيع القول ان الانتخابات قد نجحت في اجتياز الامتحان الوطني ؟؟.

[email protected]