23 ديسمبر، 2024 7:36 م

حتى لايذهل الخطباء والمنابر عن مآسي العراق وتظاهرات الشعب الفقير الثائر !

حتى لايذهل الخطباء والمنابر عن مآسي العراق وتظاهرات الشعب الفقير الثائر !

لابد لمن يكتب عن أية ثورة وعي شعبية أن يقتبس نزرا يسيرا مما قاله كبار الثائرين في هذا الشأن وما أجمل تلكم العبارة التي أطلقها تشي جيفارا “الجبناء لا يكتبون التاريخ , التاريخ يكتبه من عشق الوطن وقاد ثورة الحق وأحب الفقراء”، نعم إنها “ثورة وعي” وطنية فجرها الفقر والبؤس والفاقة على حد وصف العالم الأميركي من أصول يابانية ميشيو كاكو ، في أحدث كتبه ، هذا الوعي الذي تسرب الى العقل الجمعي العراقي المغلوب على أمره بعد سلسلة متتابعة من الأحداث المؤسفة ليكتشف أنه يعيش كليا على الهامش فوق أرض من الذهب ولسان حاله يردد رائعة شاعر النيل والشعب حافظ ابراهيم :

أيشتكي الفقر غادينا ورائحنا ..ونحن نمشي على ارض من الذهب

كل ذلك في ظل طبقة سياسية غاية في الفساد والضحالة والعمالة للأجنبي – الشرقي أو الغربي – بإعترافهم أنفسهم خلال تبادلهم الاتهامات المتواصلة فيما بينهم مصحوبة بلامبالاة عجيبة وغريبة وصلت الى درجة التفاخر بالولاءات الخارجية والجنسيات المزدوجة والشهادات المزورة وبيع المناصب علنا والتباهي بحجم الفساد الهائل الذي يقترفونه جهاراً نهاراً مشفوعا بالوثائق والأدلة لثقتهم المطلقة بأن أحدا لن يحاسبهم قط بوجود المحاصصة الحزبية والطائفية التي تؤمن لهم غطاء كافيا من الحماية تحت شعار ” تفتح ملفات فسادي ،أفتح ملفاتك ، تسكت أسكت “، ولقد شخَّصتُ ومنذ إندلاع تظاهرات الوعي السلمية العراقية الحاشدة في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي والتي ما لبثت أن تحولت الى انتفاضة شعبية بعد أن تخطت مفهوم الاحتجاج في طريقها لتتحول الى ثورة شعبية بعد أن كسبت من التأييد الخارجي والداخلي ما كسبت برغم محاولات شيطنتها وحرف مسارها بين الحين والأخر ووقوعها في مطبات كادت أن تطيح بها لولا نباهة التنسيقيات ومشروعية مطالب المتظاهرين ووطنيتهم وحسن تنظيمهم في الميادين والساحات ، أقول لقد أّشَّرت تباينا كبيرا في موقف الخطباء الفضلاء ومواقف المنابر حيالها بين معارض لها بشدة منذ الوهلة الأولى ، وبين مؤيد لها بقوة مذ خط الشروع الأول ، وبين متجاهل ولا أقول محايد لمجرياتها وتضحياتها ، وبين من يمسك العصا إزاءها ومازال من الوسط على طول الخط في أربعة مواقف بارزة لا خامس لها لفتت إنتباه المراقبين والمحللين السياسيين وأثرت بشكل كبير على تحليلاتهم وطروحاتهم تجاهها بما لا يجهله متابع ، فبينما نجد أن المدرسة الخالصية في خطبها الكاظمية مؤيدة للتظاهرات ومطالبة بإعادة النظر في المشروع السياسي الذي انطلق من رحم الاحتلال وإيجاد البديل الوطني القادر على انقاذ العراق من حالة الانهيار التي وصل اليها مع رفضها الدستور وتدخل السفارات وإنفلات السلاح ، نجد أن المدرسة العربية السنية قد آثرت الصمت لما ألمَّ بها بعد تظاهرات واعتصامات كبرى استمرت لأكثر من عام في المناطق الغربية انتهت بدخول داعش وتدمير المناطق السنية بالكامل ونزوح الملايين وتدمير كامل البنى التحتية إضافة الى مقتل واصابة وإعاقة وفقدان وإختفاء عشرات الالوف بما لا يشجع أبناء تلكم المناطق فضلا عن خطبائها للحديث مرة اخرى عن ثورة مماثلة تقريبا يقودها أبناء عمومتهم في المناطق الشيعية هذه المرة جنوبي العراق ومناطق الفرات الاوسط عموما خشية إتهامهم بما سبق أن أتهموا به وماجره ذلك عليهم من ويلات لما تندمل جراحاتها الغائرة بعد ، كذلك السنة الكرد ظلوا بمنآى من الحديث عن تظاهرات ساحة التحرير والمحافظات الجنوبية حتى اللحظة خشية من أن تؤدي في نهاية المطاف الى تحول العراق للنظام المركزي الرئاسي بدلا من البرلماني الحالي بما لا يحبذونه بالمرة الا بضمانات معقدة كونه يتعارض مع الأقلمة والفدرلة ويجهض مشاريع الانفصال التي يحلمون بها حين تسنح الفرصة المناسبة له ويسحب منصب رئيس الجمهورية الذي إحتكروه طيلة الفترة الماضية من تحت أقدامهم ، وخوفهم من الغاء الدستور وما فيه من فقرات تخدمهم تتعلق بما يعرف بالمناطق المتنازع عليها ، علاوة على خشيتهم من العبث بمخصصات كردستان في الموازنات الاتحادية وعائدات نفط كردستان وما شاكل .
والملاحظ في ذات السياق ايضا هو ذلك التباين بين خطبتي العتبتين العلوية في النجف والحسينية في كربلاء حيال التظاهرات ففيما نجد ان خطب العتبة الحسينية التي يتناوب على القائها وكيلا المرجع السيستاني ، واعني بهما الشيخ الكربلائي والسيد الصافي يقفان موقفا وسطا مؤكدين على ضرورة سلمية التظاهرات وحرمة الاعتداء على المتظاهرين وحتمية تلبية مطالبهم المشروعة لتفادي الذهاب الى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي وإجراء انتخابات مبكرة، مع تشريع قانون منصف لها وتشكيل مفوضية مستقلة لإجرائها، ووضع آلية مراقبة فاعلة عليها كما جاء في خطبة الجمعة الأخيرة ، نجد أن خطبة العتبة العلوية في النجف والتي دأب على القائها السيد القبانجي تشكك بجدوى التظاهرات وغاياتها مشيرة الى انها فشلت في عودة البعث، إنهيار التجربة، حل الحشد ، وأخفقت في احداث انقلاب عسكري، خلق الفوضى وفرض الوصاية من قبل الامم المتحدة، وفرض حكومة خارج السياقات الدستورية ، اضافة الى نجاحها بتعطيل المدارس وتحول جانب من التظاهرات الى عصابات، وأضعاف مؤسسات الدولة ، على حد وصفه وكما جاء ذلك في خطبة الجمعة الاخيرة “.
هذا التباين الواضح بين الاتجاهات الاربعة بمجملها في طول منابر البلاد وعرضها بين مؤيد ومعارض ومتوجس ومتحفظ ،في اخطر مرحلة من تأريخ العراق يقتضي لا اقول توحيد الخطاب وانما تفعيله بما يتناغم مع تطلعات الجماهير المغلوبة على أمرها حين تواجه من الظلم والطغيان وغمط الحقوق والاستعباد ما تواجه قبل أن تنتفض بنفسها لتأخذ حقوقها المسلوبة بأيدي أبنائها ولات حين مندم ففي مثل هذه اللحظات الفيصلية الفاصلة من التأريخ عادة ما يتدخل القاصي والداني لركوب الموجة ، لحرف البوصلة ، لإمتطاء الصهوات بما لا تحمد عقباه ، ولعل ابلغ خطبة في التأريخ الاسلامي وأقصرها هي تلك التي لخصت المشهد برمته بعشر كلمات لا اكثر : “أنتم أحوج الى إمام فعَّال، خير لكم من إمام قوَّال ..أقم الصلاة ” خطبة قصيرة جدا أوجزت لنا مجمل ما تحتاجه الأمة في كل زمان ومكان الا وهو الحاكم العادل الذي يفعل أكثر مما يثرثر وان الله لينصر الدولة الكافرة بالعدل وليهزم الدولة المؤمنة بالظلم ، أو كما يقول اجدادنا ” الظلم لو دام دمَّر، والعدل لو عم عمَّر ” .
ولكي تُشرق خطبنا ثانية بالعموم ولكي تلامس جراحات الناس وتحببهم في دينهم ولكي يعاد ألق المنابر لابد من إضاءة بعض الجوانب والتي ربما تكون قد غُمت أوأشكلت على الكثير في غفلة من الزمان لتكالب الأعداء وتتابع الفتن وإختلاط الحابل بالنابل ونبدأ بالتذكير بتعريف الخطابة وهي على أنواع ، ان (( الخطابة هي فنّ مخاطبة الجماهير للتأثير عليهم واستمالتهم )) وبالتالي فإن الإخفاق في التأثير بالجمهور والفشل في استمالتهم يعني إن هناك خللا ما إما في الخطيب ذاته ، وإما في مضمون الخطبة ، وقد يكون المضمون سليما الا أن – زمكانه – خاطئ بما ينفر الجمهور ويبعده، أو يحبطه ولا يستميله وفي تصوري القاصر أن مرد ذلك كله لأسباب عدة بإمكاني إجمالها ولا ادعي المفهومية بالاتي :

– إن تكرار المقدمة الاستهلالية لفترة طويلة وبذات الاسلوب يحولها الى محفوظة تعاف الآذان من الاصغاء اليها بل وتدفع الكثير من المصلين للقدوم الى الجامع متأخرين بعيد انتهائها لأنها صارت – محفوظة – أشبه ما يكون بمحفوظة ” البلبل الفتان يطير في البستان ” أو محفوظة ” يابط يابط اسبح بالشط ” مع الفارق بطبيعة الحال ولابد من ابتكار مقدمات تتواءم مع الاحداث وتتماهى معها بين فترة وأخرى لمداعبة أسماع المصلين واستمالتهم .
– التغافل عن معاناة المحيط الذي تلقى فيه الخطب والاحجام عن الحديث في حاجاتهم الفعلية ومشاكلهم الاجتماعية اليومية المعقدة مشكلة بحد ذاتها ، اذ إن عدم الحديث عن الزكاة وأحكامها على سبيل المثال في حي للتجار والمقاولين والاثرياء بوجود ملايين الفقراء والمعدمين – جريمة – كذلك الإحجام عن الحديث في الأعراف المخالفة للشريعة الغراء والتي تسببت بمقتل واصابة المئات ونشر الرعب وبث الخوف وترسيخ الاحقاد والضغائن وإنتشار السلاح خارج اطار الدولة نحو ” إثارة النعرات الطائفية والقومية المقيتة ، الدكات العشائرية ، النهوة ، الجلوة ، الكصة بكصة ، بنت العم لأبن العم ، النساء الفصلية ،العراضة المسلحة ، الفصول التي ما انزل الله بها من سلطان ، جرائم الثأر والانتقام ، ما يسمى بجرائم الشرف ، الاقتتال على المياه والاراضي الزراعية ، الانتساب الوهمي لهذه العشيرة أو تلك ، النزاعات والعصبيات القبلية على اتفه الأمور ، ضعف الدين وقوة العرف ، منع زكاة الزروع والثمار، حرمان النساء من الميراث ، انتشار الأمية الأبجدية ، انتشار الافكار والتقاليد والعادات البالية وغيرها ” الخطيب في المجتمع الزراعي والقرى والارياف يجب ان يلم بكل تلكم المشاكل والعادات ويلح في الحديث عنها وتبصير الناس بخطرها فضلا عن الحرص على التواصل مع العشائر في اتراحهم وافراحهم وفي الاعياد والمناسبات وتخصيص جزء من تلك المناسبات للوعظ القيم والنصح النافع لهم ليكون لشيخ الجامع مكانة وحظوة توازي شيخ العشيرة ان لم تتفوق عليها !

– الصراخ ورفع الصوت سببه والى وقت قريب كان عدم وجود المايكرفون والسماعات الخارجية بغية اسماع الصفوف الخلفية قدر الامكان ولكن وبعد اختراع السماعات الخارجية والداخلية والمايكرفون اصبح رفع الصوت فيه من الازعاج مافيه الى درجة صم الاذان وتوتر الابدان واغماض الاجفان والاصابة بالصداع والغثيان !

– الالمام باللغة العربية وقواعد النحو والصرف والبلاغة والمنطق واحكام التلاوة والتجويد والحديث النبوي والسنة المطهرة وقواعد الفقه وأصوله أمر مهم جدا .

– نحن جزء من التأريخ ايضا وبالتالي فإن الاستشهاد بقصص حقيقية وروائع من الواقع المعاش والماضي القريب مفيدة جدا تعمل عملها وتفعل فعلها لقربها من الافهام وعدم الاقتصار على قصص من الماضي البعيد وبالأخص اذا ما كانت تلك القصص بلا سند وغير معلومة الزمان ومجهولة المكان .

– كلما أغرقت القصة الوعظية بالخيال ومزجت بالأساطير كلما ابتعدت عن الواقع واصبح تطبيقها صعبا فضلا عن اعطاء انطباع عام بأن الفضيلة مجرد خيال لا يمكن تطبيقه واقعا مع ان الفضيلة قمة في الواقعية والانسانية ، وبناء عليه لا تكثر من قولك ” فلان دخل الجنة لأنه كان يصلي الفجر بوضوء العشاء 40 عاما ” بل قلي لي ” فلان دخل الجنة لأنه كفل اربعة ايتام كان يكفيهم طعامهم وشرابهم وكسوتهم 20 عاما لحين تزويجهم ” القصة الثانية واقعية ، انسانية ، مطابقة للشريعة ، قابلة للتطبيق فيما الاولى خيالية فيها مخالفة للشريعة وللعرف الحسن لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم ويفطر ، يقوم وينام ويتزوج النساء فمن رغب عن سنته فليس منه ..واسأل كيف سيعمل بالنهار من قضى ليله كله يقظا ام انه سيقضيه نوما على طريقة ” عشاق البوب جي والفورتنايت ” ، واين هي حقوق الزوجية ان كان متزوجا ،انت تقلب الموازين رأسا على عقب بهذا الطرح وتحارب الانتاج والعمل الحلال وكأنك تقول من اراد ان يدخل الجنة فعليه ان يسهر الليل بعرضه وينام النهار بطوله من غير انتاج ولا عمل يذكر ..لا تخبرني بأن علانا حرَّم على نفسه الرمان 40 عاما بعد ان اشتهته نفسه وهو في السوق فمن ذا الذي يمتلك حق تحريم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق؟ بل قل لي ان فلانا كان يعزل قسما من الرمان الذي يزرعه ، او يتاجر به فيبيع بعضه ويدخر الباقي لخمسة ارامل مع ايتامهن ويرسل به اليهن سرا حتى لا تعلم يمينه ما انفقت شماله وكان يحرم نفسه في احيان كثيرة حتى من اكله لأن الارامل وصغارهن اولى به منه …الثانية قصة واقعية انسانية مثالية موافقة للشريعة بخلاف الاولى !
– اخبرني عن طبيب خصص يوما لعلاج المرضى حسبة لوجه الله تعالى اسبوعيا ، عن مدرس يلقي دروسا خصوصية مجانية لفقراء التلاميذ في العطل الصيفية والربيعية وعطلة البكالوريا ..ممرض تعلم التمريض وخصص جزءا من علمه لرعاية المرضى المعوزين وتطبيبهم مجانا …معلم يجول ويصول في الارياف لمحو الامية مجانا ، خياط يخيط خياما للنازحين وملابس للعراة مجانا ..رجل صالح يغسل الموتى ويكفنهم ثم يشيعهم ويصلي عليهم ويدفنهم مجانا ..حلاق يحلق للايتام واطفال التوحد ومتلازمة داون مجانا ..خباز يبيع قسما من خبزه للعوائل المتعففة من غير مقابل يوميا ..تاجر يدفع ديون الفقراء ويغلق حساباتهم المتراكمة عند اصحاب المحال والدكاكين ، صاحب عمارة يمتنع عن تقاضي إيجار شقق الفقراء في رمضان حسبة لله ، رجل اعمال ينحر الاضاحي ويوزع لحومها بين الاسر الفقيرة كل عيد اضحى ، موسر يقيم مأدبة رمضانية – سحور وفطور – مجانا في الاحياء الفقيرة طيلة الشهر الفضيل ، شخص استحدث مطبخا مجانيا – ثلاث وجبات – للمحرومين والنازحين ، اذكر لنا امثلة حقيقية وانسانية وواقعية تشجع الناس على فعل الخير يوميا وكف عن القصص الخارقة الاسطورية التي لايمكن تطبيقها فضلا عن مخالفتها للشريعة الغراء بما يجعلنا حائرين لا ندري أنصدق ” وهما ” تسوقه لنا ونستغفل عقولنا ، أم ” نتغاضى عنه متهمين المنابر واصحابها بالتخريف وكلاهما خيار مر جدا لا يتمنى احد منا الوقوع في شراكه مطلقا ..كف عن الاساطير واللاواقعية وقصص الخيال العلمي والقمقم والمارد والمصباح والبساط السحري ارجوووك ..الصلاح والاصلاح والزهد والورع ليس خيالات وقصص الف ليلة وليلة ..انما هي قدرة شخص ما مؤمن بربه نقي القلب والسريرة على ان يكون قدوة بصنيعه المتفرد للغافلين بما يمكنهم تقليده والسير على هديه وخطاه بما يخدم البشر في دنياهم وأخراهم ، ان صناعة الاحذية والنعال وتوزيعها بين الحفاة مجانا افضل من السير وحيدا وحافيا في الطرقات ، زراعة البرتقال والرمان وتوزيع قسم منه للجياع افضل من الامتناع عن اكله 40 عاما …صناعة الخيام للمشردين والنازحين وخياطة الثياب للعراة والمساكين افضل من ارتداء ثياب مرقعة والنوم على قارعة الطرقات خمسين عاما …العمل واخراج الزكاة والصدقة افضل من الكسل والعيش على فتات موائد الاغنياء بزعم احتقار الدنيا والتكالب عليها …تشجيع الصناعة الوطنية والزراعة المحلية خير من العيش على غلات وصناعات الأمم ” ولا خير كما قيل في امة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع ” وأضيف ، ان أمة كهذه لابد لها ولكل اعدائها أن تخضع وللمستخربين أن تطيع وتسمع ،أن تسهر ليلها لاهية وفي نهاراتها وذروة الانتاج تنام وتهجع ، أن قلب موازين الدنيا والاخرة بما يخالف شرعنا وبما جرت عليه عادة بعض الخطباء والوعاظ الا ما رحم ربك انتهى بنا الى غير ما يراد بنا كليا حتى بتنا في ذيل الامم والشعوب !
– التحذير من الكبائر والموبقات والآثام التي فتكت بمجتمعاتنا فتكا مريعا ومزقت النسيج المجتمعي ايما ممزق أمر لابد منه طوال العام وبلا توقف البتة وأخص منها ” المخدرات ، الخمور ، الانتحار ، الزنى والتحلل الجنسي ، الربا ، الغش ، القتل ، القمار ، السحر والتنجيم ، الوشم ، الخيانات الزوجية ، التساهل بالطلاق ، السرقة ، الاختلاس ، الرشوة ، الظلم ، عقوق الوالدين ، قذف المحصنات الغافلات المؤمنات ، التطفيف في الميزان والمكيال، شهادة الزور ، الحلف الكاذب ، اكل الحرام ، الشرك بالله ، الكذب ، فحش اللسان ، الغيبة والنميمة ، الكفر اللفظي وسب المقدسات ، القاضي السوء ، اليمين الغموس ، التساهل في الفرائض والعبادات أو الامتناع عن ادائها وسواها من الرذائل “اذ ان صمت الخطيب وتغاضيه عن تلكم الكبائر ولأي سبب كان مصيبة كبرى لا تؤمن عواقبها والدليل حجم الانهيار الهائل في المنظومة الاخلاقية ككل حتى صرنا نسمع بجرائم كانت والى وقت قريب لا تخطر على بال بشر تعاف عن اقترافها حتى الوحوش في البرية كذاك البهائم . اودعناكم اغاتي