23 ديسمبر، 2024 3:00 م

حتى لايتحول حجاب المرأة العفيفة ..الى خرقة صافيناز ومايا خليفة !!(2)

حتى لايتحول حجاب المرأة العفيفة ..الى خرقة صافيناز ومايا خليفة !!(2)

قال تعالى ” إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا “الكهف : 20

ذات يوم دعاني أحد المغتربين العرب لجولة في أزقة وشوارع مدينة هامبورغ اﻷلمانية التجارية من دون أن يخبرني عن خارطة الرحلة وﻻ عن طبيعتها ، إلا أنه ذكر شارعا يحمل إسم احد القديسين ( سانت باولي ) أو الريبربان ،فظننت لوهلة ومن خلال العنوان بأنني سأتجول بين الكاتدرائيات والكنائس واﻷديرة والمتاحف وبقايا عصر النهضة ، ولم أكن أتصور بأي حال من اﻷحوال بأن شارعا يحمل اسم قديس سيكون مخصصا للملاهي والحانات والنوادي الليلية قبالة الميناء شمالي المدينة يشبه الحي اللاتيني في باريس ،وحي سوهو في لندن ، هناك رأيت بأم عيني عشرات النساء وهن يعرضن كالخراف المسلوخة داخل الفاترينات وأمام كل منها تسعيرتها الخاصة لساعة واحدة فقط بما يطلق عليهن “بائعات الهوى أو الزهور ” فيما كانت تنتشر العشرات منهن داخل أروقة كبيرة بما يشبه مواقف السيارات تحت اﻷبنية ومثلهن على اﻷرصفة في منظر مثير للشفقة والرعب في آن واحد ، وقلت في نفسي ( أهؤلاء يمكن لهم أن يعلموننا حقا حقوق المرأة وما يجب ان تكون عليه اﻷم واﻷخت والزوجة والعمة والخالة والإبنة والجارة في بلادنا ؟) أقول ذلك وأنا أستحضر مليون إمرأة المانية إاغتصبهن الروس بعد إجتياح برلين قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية ، مقابل أكثر من 150 الف إغتصبهن اﻷميركان واﻻف غيرهن على يد الفرنسيين والبريطانيين أنهت المئات منهن حياتهن إنتحارا على قارعة الطرق ، وفيما أجهضت منهن مئات أخريات ، إحتفظت البقية منهن بثمرة الحرام في أرحامهن حتى إن المانيا اليوم تضم 500 الف من مجهولي النسب – اللقطاء – فقط من ضحايا وبقايا الحرب العالمية الثانية ، تماما كما فعل النازيون اﻷلمان بالروسيات من قبل ، وسألته ” دقيقة ابو (…..) وين رايح جنابك ..؟ ثانيا ماعلاقة القديس بشارع مخصص للرذيلة ؟ فلم يجبن ﻷن اﻷخ وعلى مايبدو متأثر بنضالات – شفيقة القبطية- وغمامات السيكار الكوبي الذي تعشقه مسترجلات الجبال والسهول واﻷدغال من مقاتلات الحركات اليسارية التحررية الشعبية والتي تتخذ من جسد المرأة والكأس والموائد الخضراء منطلقا تبدأ منه لتنتهي اليه في حرب العصابات ، وكثيرا ما سألتهم عن ” إمرأة متهتكة تبيع شرفها بدراهم معدودة ، أنى لها أن تحافظ أو تدافع عن شرف الوطن ضد المستعمر اﻷجنبي أو الطاغية المحلي الذي يعبث بها وبه كما روجت له السينما المصرية مرارا ؟ !!
إﻻ أنني سرعان ما إكتشفت العلاقة الطردية من خلال إعلانات وأفيشات تحاول الربط بين لباس الراهبات والرهبان وصور القديسين بل وبين الصليب أيضا وبين التحلل الاخلاقي في محاولة – شيطانية – للربط بينهما وإستدعاء أي منهما ذهنيا لحظة حضور اﻵخر كما في إختبارات المدرسة السلوكية لعلم النفس وتجارب بافلوف وواطسون الشهيرة ” الجرس ، الكلب ، الطعام “.
ماجرى من تسقيط للمسيحية وتسفيه لرموزها وإبتذال للباسها الديني في أوربا على مدى قرون على يد – الماسونية العالمية – يجري على المسلمين اليوم حذو النعل بالنعل ، مواقع التواصل العربية و بالتوقيت مع انتخابات رئاسية شكلية مصرية بمنافس وحيد ادلى بصوته للرئيس ، داعيا الناخبين للتصويت له ما أثار موجة من السخرية العارمة، وبالتزامن مع (مسيرة العودة الكبرى) بذكرى يوم اﻷرض والتي إرتقى فيها 16 شهيدا من أبطال فلسطين المحتلة الى عليين وأصيب أكثر من 1300 بجروح مختلفة برصاص علوج الكيان الصهيوني،مايستدعي حدثا سريعا مخترعا لصرف اﻷنظار عنهما بالتزامن مع الحدثين فضجت مواقع التواصل العربية – مخابراتيا – وعلى مدى ثلاثة أيام بإرتداء الراقصة اﻷرمينية المثيرة للجدل والتي تحمل الجنسية المصرية “صافيناز” ربطة شعر فقط ﻻ غير خلال وصلة رقص شرقي فيما وكالات اﻷنباء كلها ومع انها بملابس الرقص الشرقي العارية خرجت بعنوان موحد كارثي – صافيناز ترقص بالحجاب !! لماذا؟ ﻷن الحجاب أصبح بنظر عموم الجمهور العربي مجرد ..ربطة !! تماما كما تفعل مايا خليفة بالربطة التي يطلق عليها ” حجابا ” من دون بقية قطع الحجاب ولو بالحد اﻷدنى وهو أحد أسباب شهرتها – ماسونيا – ، وكما فعلت انجيلينا جولي في جولاتها – النسوانية وﻻ أقول الانسانية – ﻷن تأريخ جولي خطير وبشع للغاية ويفوق كل حدود التصور اﻷخلاقي ما يعف اللسان عن ذكره كليا ، وكما صنعت كيم كارديشيان ، حين إرتدت الربطة التي يطلق عليها حجابا وتركت بقية جسدها مكشوفا على اﻵخر بلا حجاب في دبي مع ان الإمارات ليست كالسعودية وﻻ تشترط على السائحين ارتداء الحجاب وبإمكانك أن ترى الملابس النسائية بأنواعها في طول دبي وعرضها من دون مساءلة تذكر ،وكذلك فعلت – أيقونة الجنس الثالث – ليدي غاغا ، بل وكما فعلت مادونا حين إرتدت نقابا مذهبا ومن ثم ربطة رأس – هي آخر ما يريدون الإبقاء عليه وعلى مايبدو من الحجاب الاسلامي الحقيقي الفضفاض الذي لايصف ولايشف وليس لباس شهرة وﻻ يشبه لباس اليهود والنصارى وليس معطرا ولامزركشا – بعد موجة الخطوات الشيطانية العكسية للتعرية الجسدية من اﻷسفل الى أعلى والتي أشرنا اليها سلفا في مقال سابق ، وكذلك صنعت المممثلة الاميركية ليندسي لوهان ، في اسبوع الموضة في لندن وقولها ، ان “الموضة لا يجب أن تكون عارية دائما”، مع ورود شائعات بإسلامها كونها ارتدته سابقا في تركيا أيضا ولم يختلف الحال مع الفنانة ، جانيت جاكسون – شقيقة مايكل جاكسون – حين إرتدت الحجاب كاملا للمرة الأولى، بعد ارتباطها بالمليونير القطري وسام المانع،ومن ثم خلعته بالكامل بعد الانفصال عنه ،وكما فعلت الراقصة المصرية دينا في مسلسل ” باب الخلق ” التي ظهرت فيه محجبة بالنهار وراقصة في الليل وكذلك مسلسل” الطوفان “، بدورها يسرا المعروفة بأدوار الاثارة والاغراء ظهرت محجبة طيلة حلقات مسلسلها اﻷخير ” الحساب يجمع ” ، ريهانا في بيت المقدس فاجأت جمهورها بحجاب كامل اسود اللون وهي ليست ملزمة بهذا اللباس هناك ، إﻻ أن أمرا ما دبر بليل على طريقة – سانت باولي – أو الربط بين الفضيلة والرذيلة ،المقدس بالمدنس حتى لايذكر الحجاب إلا ويستدعى معه الاغراء كله – وهذا مرادهم الخبيث – ﻷن سانت تعني الشَخْص شديد التدين أو القديس واذا ما كثرت تلكم المظاهر والمسميات فأنني أقطع جازما ومع استمرار الوضع على ماهو عليه – ممثلات اغراء وراقصات ومطربات يتردين الحجاب ويخلعنه ، يقابله حجاب نص ردن محلي مخالف للضوابط الشرعية وربطة شعر فقط مع جسد مكشوف تسمى حجابا – بأنك إن كتبت على محركات البحث مستقبلا كلمة – حجاب – فستظهر لك إمرأة مثيرة ، ممثلة شهيرة ، مطربة محششة أو سكيرة ، بدلا من محجبة عفيفة ، قابضة على الجمر في زمن الفتنة تسكن أحياء الفقراء ومخيمات النزوح ببلاد النفط وتنام على الحصيرة ، انتبهوا رعاكم الله لما يحاك ضدكم وضدكن واستيقظوا من غفوتكم وغفوتكن قبل فوات الاوان وﻻت حين مندم !
ومع كل تلك الهجمة الشرسة تظل آيات القرآن الكريم تبعث فينا الامل والطمأنينة ” وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” ،فهذه مطربة الراب الفرنسية جورجيادس، الشهيرة بـ”ديامس” وهي من اصل يوناني اعلنت اسلامها وارتدت الحجاب عام 2012 وتزوجت بمسلم تونسي ، وكذلك فعلت الاديبة الهندية العالمية ، احدى مرشحات جائزة نوبل للاداب ، كاميلا داس “رحمها الله بعد اسلامها برغم كم التهديدات التي تعرضت لها من قبل الجماعات الهندوسية المتطرفة ،وكذلك فعلت المغنية الأمريكية “كريستين نيكول، احدى مغنيات الـ “هيب هوب” حين اعلنت اسلامها وارتدت الحجاب ووغيرهن الكثير جدا .
واقول لمن يريد أن يعملنا حقوق المرأة التي كرمتها الشريعة الاسلامية أيما تكريم بأن ما تؤشرون له من خروقات بحقها في بلادنا ” ضرب ، امتهان ، زواج كصة بكصة ، فصلية ، رجل بالتسعين – قلاقيله واكعة – يتزوج فتاة في العشرين، إجبار المرأة على الزواج بمن لاتحب ، منعها من الدراسة والتعليم ،بنت العم لإبن العم ، النهوة ، احتقارها ، تهميشها ، اقصاؤها ….الخ ” انما مرد ذلك كله الى العادات والتقاليد البالية التي حرمها الاسلام ودعا الى مكافحتها وليس اليه حاشاه ، بمعنى انكم وفي واقع الحال تريدون ان تستبدلوا عاداتنا البالية المخالفة للاسلام بعاداتكم البالية المخالفة للمسيحية الحقيقية كما انزلت على سيدنا المسيح عليه السلام قبل التحريف ﻻ اكثر ، وأسأل الداعين الى خلع المرأة المسلمة حجابها أو إحالتها الى – حجاب ممسوخ – أتجرؤون على دعوة رهبان اﻷديرة و اساقفة الكنائس لحملة مماثلة ضد لباس الراهبات المحتشم تحرضهن على خلعه او تحجيمه ؟ ..أتجرؤون على دعوة حاخامات صهيون الى حملة مماثلة لخلع حجاب نساء مجتمع الحريديم المتشدد وهن يرتدين البرقع وليس الحجاب التقليدي ؟ أتحداكم أن تفعلوا أو تفكروا بذلك ولو في المنام ..شدكول ترامب أبو ايفانكا زوجة كوشنر ؟! .يتبع