27 ديسمبر، 2024 10:08 م

تراودنا الشكوك في بعض الاحيان بان الاحزان سوف تبقى معنا وتعيش الى الابد لأنها ولدت من احاسيس القلب وسكنت في كل اعضاء الجسم دون ان نشعر بها لأنها نوع من المشاعر المخفية التي لا نراها بالعيون ولكننا نشعر بآلامها ونحن نعيش لحظاتها ومع هذه الشكوك يتولد فينا حياة جديدة اخرى ربما تخلقها ظروف آنيه سريعة وبدون ان نعرف اسبابها فتتبدد شكوكنا القديمة ويصبح مكانها في عالم النسيان لتأتي بعدها هواجس ومشاعر واحاسيس اخرى… وهكذا تستمر الحياة بدون ان نشعر بتسلسل احداثها وكيف استطعنا ان نخرج من عالم الاحزان الذي اوقعتنا فيه مآسي الحياة الى عالم اخر نعيش فيه ويكون اقرب الى عالم الفرح يولده لنا عالم الامل الجديد….

ايام تمر وسنين تعدي علينا ونحن نعيش لحظات احيانا ربما هي اقرب الى عالم الخيال ولكنها في الحقيقة هي واقع نرى كل مفرداته ونعيش معها بسلبياتها وايجابياتها…

في الامس وانا اتجول في منطقة جنوب الموصل لأداء واجبات التعزية لعدة عوائل قد فقدوا احبتهم لأحد اسباب الموت وجدت الاحزان تخيم عليهم وانت تشاهد دموع عيونهم لا يستطيعون اخفائها امامك.. وهنا تعجز الكلمات وتقف عجلة الحياة ربما لقوة الصدمة والاحاسيس الكبيرة التي غطاها الحزن لفراق من يحبون من افراد عوائلهم…

مقارنة صعبة في استمرارية الحياة داخل النفس وبعد اداء كل هذه الواجبات الدنيوية وقيامنا بتعزيتهم وما ان وصلت سيارتنا الى الشارع العام الذي يربط مدينة الموصل بجنوبها حتى نشاهد استمرار الحياة في الاسواق الكبيرة والمولات وكذلك مرور سيارات الاعراس من امامك لتعلن ولادة حياة جديدة ويوم جديد لهؤلاء وانت تشاهد الفرح هنا بكل طبقاته واحاسيسه وتشاهد البسمة الموجودة في وجوه هؤلاء المحتفلون بهذه المناسبة وانت تعيد ذاكرتك قليلا الى الوراء والى ما قبل ساعة تقريبا من هذا الزمن ليمتزج داخلك ذكريات الحزن مع مشاهد الفرح امامك ليتولد داخله احساس جديد اسمه استمراريه الحياة…

نعم ان الحياه تستمر معنا تعيش بيننا بأحزانها وافراحها ولا تتوقف مهما كانت ظروفنا صعبة وقوية لان عجلة الوقت هي مزيج بين كل الحالات التي يعيشها الانسان فلا فرح دائم ولا حزن ابدي ولكل شيء بداية ولابد ان يكون له نهاية وربما تفرق هنا ساعات النهاية من شخص الى اخر فهناك من يعيش احزانه وافراحه لمدة ساعات او ايام او شهور او ربما سنين وهناك من يعيشها لحظات ثم يتحول بعدها الى عالم جديد.. الى عالم النسيان.. هذا العالم الذي منحه الله لنا نعمة من نعمه الكثيرة حتى نستطيع مواصلة الحياه وحتى تستمر بعجلاتها الى الاجيال الاخرى وهكذا هي احوال الدنيا وكما يقال لولا الأمل بطل العمل…..