18 ديسمبر، 2024 7:57 م

حتى أنت يا أردوغان تركيا ..!؟

حتى أنت يا أردوغان تركيا ..!؟

كلما اقترب أمل العراقيين بإسدال الستار على أحط وأبشع حقبة مرَّ ويمر بها العراق منذ عام النكبة , التي عاشها العراقيون على ما يربوا من 18 عشر عاماً عجاف , أحرق خلالها الحرث والنسل , قامت جهة ما دولية أو اقليمية .. برمي طوق وسترة النجاة لوكلائها وأدواتها ونواطيرها وحراسها الأوفياء الذين يحرسون وينطرون على مصالحها وبقاء نفوذها السياسي والاقتصادي وحتى المذهبي والقومي !, وهم جميعاً في سباق محموم فيما بينهم لبقاء الحال في العراق على ما هو عليه .
منذ عام 1980 والعراق وشعبه قدموا وما زالوا يقدمون ملايين القرابين من خيرة أبنائهم بين قتيل ومفقود ومعوق ونازح ومهجر , دفاعاً عن وطنهم وأرضهم وأعراضهم , وعن قيمهم ومبادئهم وكرامتهم , وتصدوا وأفشلوا الاحتلال الصفوي الفارسي البغيض لبلدهم بعد أن استبسلوا في الدفاع عنه على مدة 8 سنوات , ومنذ عام النكبة 2003 , وحتى هذه الساعة , كانوا وما زالوا يقدمون قوافل من القرابين والشهداء , كي تنجلي هذه الغمة عن كاهل وطنهم وشعبهم , ولكي تتم الإطاحة بهذه العصابات والمافيات الاحتلالية المركبة التي يتم تدويرها وتبادل الأدوار فيما بينها , ناهيك عن تقديمهم الدماء والأرواح والأموال رخيصة دفاعاً عن وطنهم ووجودهم وصيانة حدودهم قبل وبعد قيام دولتهم الحديثة عام 1921 , أما الأموال التي نهبت وهربت وهدرت , والثروات التي رهنت لدولة العدوان الأمريكي وحليفتهم إيران ولشركائهم وشركاتهم الاحتكارية , خلال فترة حكم أدعياء الشيعة والتشيع .. وهي بالترليونات وليس بالمليارات .. فحدث ولا حرج !!!.
فمنذ انطلاقة شرارة ثورة تشرين المظفرة يوم 1 أكتوبر 2019 , ها هم أحرار وأبناء العراق الغيارى يستقتلون ويستبسلون في الدفاع عن وطنهم , وقدموا ويقدمون على طول الخط قوافل من الشهداء , وآلاف الجرحى والمفقودين والمغيبين , وكلما اشتد عود الثوار وتناخى العراقيون فيما بينهم , واقترب قطف ثمار الثورة , نرى أن هنالك أيادي إجرامية آثمة خفية ودول بعينها , تخشى وتخاف على مصالحها ونفوذها , تمد لهم يد العون , وتقدم لهم المال والسلاح , وتعمل المستحيل لوئد الثورة , وتشويه صورتها وتدميرها وصولاً لإفشالها .. كما يتوهمون ويحلمون ..!!!؟.
فها هو وكيل الاحتلالين الجديد المدعو “مصطفى بن مشتت ” , يتشدق بعد أن قام وفريقة الاقتصادي والمالي العتيد بتعويم العملة العراقية ( الدينار ) , يقول أنه خلال ( سفرته السياحية) !!!, وليس الزيارة التي قام بها للجارة تركيا , بأن الصديق أردوغان : ( لم يعدّلَ ياخة قميصه فقط , بل ومنحه قرض بقيمة 5 مليار دولار لإنقاذ العراق من الانهيار والإفلاس !؟.
كعراقيين مقاومين لكل أشكال التطبيع والاعتراف بكم يا رئيس وزراء الصدفة وحظ العراقيين العاثر .. !, من قبل المجتمع الدولي , وفي مقدمتها الدول العربية الشقيقة المجاورة وغير المجاورة , والدولة الإسلامية الاقليمية وفي مقدمتهم الجارة ” تركيا ” , فكما كان رأينا بكم حتى قبل الاحتلال وحتى الآن … لسنا بصدد التعويل عليكم أبداً , لكننا نعتب على الرئيس التركي الذي انتشل بلاده في نفس العام الذي أوصلتكم به سيدتكما أمريكا وإيران للسلطة … أي عام 2003 , من الفساد والركود الاقتصادي , وحول تركيا من دولة فاشلة خاوية على عروشها .. إلى دولة قوية اقتصادياً وعسكرياً , ويشار لها بالبنان في جميع النواحي , فكيف يسمح لنفسه ولضميره ووجدانه وهو الأعرف بكم وبمن جاء بكم … أن يمنح ” علي بابا “أغا ” كازمي ” , والمليون لص وحرامي وفاسد وسارق ومزور وجاسوس لإيران وأمريكا وإسرائيل … قرض بقيمة 5 مليار دولار .. !!!, كي يستمروا بنهب وتدمير وتهشيم ما تبقى من الدولة العراقية !.
حقيقةً .. لا يوجد لدينا أي تفسير … سوى تفسير واحد فقط … وهو أن العراق حقاً بات فريسة , ولقمة سائغة وضيعة لكل من هبَ ودب , وسيأتي اليوم وهو على ما يبدو بات قريب جداً , عندما يتقاسم الفرس والترك والصهاينة العراق أرضاً وشعباً ومقدرات وثروات فيما بينهم , مقابل تسديد الديون الباهضة , والمستحقات التي اقترضها أدعياء الشيعة والتشيع , من البنك الدولي , ودول العالم , والدول الاقليمية … إن لم يفوق الشعب العراقي بكل قومياته وملله ونحله وطوائفه من هذا السبات العميق , ويقفوا وقفة رجل واحد , ليدعموا بالمال وحتى بالسلاح إن تطلب الأمر .. شباب وأبطال وصناديد وثوار ثورة تشرين المظفرة , بدل الوقوف المذل والمهين فوق التل متفرجين !؟, ولينفضوا غبار الطائفية والتبعية لهذا الطرف أو ذاك .. قبل فوات الأوان .
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وغيره … لم ولن يمنح العراق سنتاً واحداً لسواد عيون أبن مشتت ورهطه من الجهلة وأنصاف الأميين كما هم وزراءه التحفة !, الذين أغرقوا العراق بالديون , كما هم من سبقوهم من عملاء الاحتلالين , كأياد علاوي , والجعفري , والهالكي , والعبادي , وعبد المهدي … وطوفوا وعوموا الدينار العراقي الذي سيصبح قريباً أرخص من التومان الإيراني , بعد أن يتم رفع الحصار عن إيران , وفرضه على العراق … وعام 2021 بيننا وبينكم أيها الأراذل والأوباش .