5 نوفمبر، 2024 5:53 م
Search
Close this search box.

حتاج الى قومية حديثة

حتاج الى قومية حديثة

العراق في هذا الوقت يحتاج الى ثورة فكرية لبناء قومية حديثة وتحنيط جميع التيارات الإسلامية وتحنيط المذاهب والطوائف، وإبراز القومية الحديثة داخل الإنسان في عراقنا الذي تحكمت به سياسات دولة تقليدية إسلامية عشائرية ومستغلة إختلاف المذاهب كوتر حساس للتناحر الطائفي للبقاء وسلب ثروات الشعب، يجب تحفيز حُب الوطن والولاء له مع إحترام القوانين الإنسانية من حقوق الإنسان والقانون الإنساني وإحترام حُسْنُ الجوارِ، ما يمر به العراق بتجربة مريرة من التمزق والتجزئه أدت إلى ضعف مقومات الدولة لإفتقادة للقومية الحديثة بعد بروز المد الإسلامي الذي أرتكز أساسه على الخطاب الطائفي والتفرقة بين مكونات الشعب العراقي ، وادى الى تخلفها عن باقي دول العالم، علينا أن ننهض من جديد ونلملم وحدتنا وفرض وجودنا والتعبير عن ذاتنا وإرجاع قوة أقتصاد وسياسة وطننا، فـي دولة تسودها القومية الحديثة واسعة ذات مؤسسات منظمة قائمة علـى قـوى ثابته و مبادئ قویة راسخة.

ولإن العراق بلا سيادة بعد توسع أطماع حكومة إيران داخل العراق إذاً لا يمكن ان نطلق عليه دولة وهو ينافي المقومات الأساسية للدولة المستقلة من سيادة وتنظيم وجيش مستقل لحمايته من اي خطر خارجي، والدولة ذات السيادة هي كيان سياسي وهيكل أساسي الـذي يُبنى علیه الشعب ، و الذي یتجسد فـي نظـام مؤسساتي مستقل وذو سيادة كاملة. إذا كانت الدولة كیان إنساني فهــذا یعني إنَ السكان هُم العنصر الأساسي و الوحید لهذا الكیان، و العناصر البشریة التي تعیش على الدولة تكون ديانات وقوميات مختلفة، ولإن الحكومة الحاكمة والمسؤولة عن أحـوال الدولة والشعب والمسؤولة لتنظـیم شـؤون السكان وأركانها السياسية لم تقم بهذا الدور بل بالعكس كانت تُمارس سياستها ضد الشعب من الظلم والتجويع والتمييز بين الديانات لذا تكون فاقدة للشرعية كحكومة ولائها للدولة والشعب. يقول الفيلسوف افلاطون في كتابة (السياسة والجمهورية) ،”كيف ينبغي للحاكم الفیلسوف أن یحكم بالعقل و العدل، و ما هي شـروط الدولـة المثالیـة ،بهـدف إنشـاء مدینة عادلة تضمن مصلحة الفرد و المجتمع، لأن الفرد والمجتمع متكاملان لایفهم أحدهما دون نسبته إلى الآخر ، عدالة الفرد هي عدالة الدولة و بـالعكس ،لـذالك یجـب البحث عـن عدالة الجمیـع قبـل البحـث عن عدالة الفرد” حديث أفلاطـون عن الدولة لیست ظلم الناس، أو جعل القـوي یأكـل الضعیف، بل جعـل الفرد یتغلب على الخوف، بحیث یعـیش كـل إنسان فـي أمان بقـدر الإمكان، أي جعله یتمتـع بحقـه الطبیعي فـي الحیاة و في العمـل، و عدم إلحاق الضرر بالغیر، وواجب من الحكومة حماية هذه الحقوق، علماً لم نلتمسها في حكومة دولتنا بل بالعكس عملت على زرع الخوف داخل كل إنسان وحرمتهُ من حقوقهَ المدنية والإجتماعية ولم توفر له اي أمان.

وكذلك جميع الفلاسفة مثل ارسطو والفارابي وابن خلدون ربطوا الدولة بالمجتمع ويجب كل فرد ان يتمتع بحقوقه الإنسانية وعلى الدولة ان تكون أمينة بالمحافظة على تلك القوانين، فالقومیة إذاً حركه إیدیولوجیة مـــن أهـدافها الوصول إلى الاستقلال و الوحدة والهویة والحفاظ علیها لمصلحة شعب. ولإننا لم نلتمسها في دولتنا وهي منتهكة السيادة ويسودها عدم القانون تطرقنا لفكرة نمو القومية الحديثة لبث افكار بناءه لإستقلال دولتنا، يسودها الأمن والآمان مع اجتثاث التبعية للدول الطامعة وإسقاط جميع الأحزاب والتيارات الإسلامية.

لكون الحزب الإسلامي السياسي يمارس الحُكم الاقطاعي شبيه بحكم الأقطاعين قبل الثورة الفرنسية عندما تسلط النبلاء على عموم الشعب والاحتقار الأرستقراطي لمشاعر الشعب لا يوجد خلاف بينهما، في العراق أيضا تسلطت الميليشيات على الشعب والأحزاب الإسلامية أحتقرت مشاعر الشعب العراقي ولذلك تجد الجهل والتخلف في داخل عموم شعبنا.. “وأن الإنسان لا يستطيع بأن یتقدم و یتطور في حياتة و في شتى المجالات إلا عن طريق الحرية والتحرر من العبودية” إذاً الإنسان يمثل دولة بإنسانيتة وأنفتاح افكاره تكون بناءه لمصلحة بلده مع ولائه لإنتماءه داخل حاضنة الوطن.

القومية حركة إیدیولوجیة مـــن أهدافها الوصول إلى الأستقلال و الوحدة والهویة والحفاظ علیها لمصلحة شعب. ونحن نبحث عن قومية حديثة تحرر العقول من العبودية والأفكار المتطرفة والتحرر من الولاء لرجال الدين والأنسلاخ نهائي من ربط الإسلام بالسياسة، نحتاج الى قومیة حديثة ذات إیدیولوجیـة سیاسـیة، ثقافیـة، غير دینیة ، تقـوم علـى أساس الفكـر الـوطني مـن خـلال الإنتماء إلـى امة واحدة، ذات مشـاعر وطنیـة واحـدة تتمیـز بـالوعي القـومي و الإحسـاس بوحـدة المصير والأهداف والمسـؤولیة المشتركة و یشير هذا المصطلح إلــى العملیات التاریخیة و الإنتماء القومي للأمة، من خلال المشاعر الوطنیة و الوعي القـومي، فهـي ترتكـز على الإحساس بین وحدة المصیر والأهداف المسؤولیة المشتركة بین أبناء هذا الوطن.

كيف إذاً يتم تطوير القومية المقيدة الى قومية حديثة متحرره؟

إنَ ظهور القومیة يعود إلى الثـورة الفرنسية، بسـبب نشرها للعدید من القیم كالحریة و المساواة، الإخـاء، فقـد انتشـرت هـذه القـیم فـي كافـة دول أوروبا، أما العالم الثالث فقد كانت معظمها تخضع للإستعمار. فقـد استعمل أو استخدم هذا مصطلح القومية كأول مرة مـع نجاح الثـورة الفرنسية، التي قضـت علـى دعـائم المجتمـع الإقطاعي التقليدي، فمنحت القومیة لمواطنیهــا حقــوقهم ووحدت لهم مسؤولیاتهم كسیادة الدولة، و مبدأ المساواة السیاسية القانونیة و غیرها،كما تأكدت تطور القومیة إلى حركة المساواة بين المجتمع .

وعندما ندعي الى تبني القومية الحديثة في ظل الدولة العراقية منتهكة السيادة وتحت الوصاية الإيرانية، نحاول أن ننقذ الدولة والشعب من سلطة الميليشيات والأحزاب الإسلامية الشبية بالنظام الأقطاعي قبل الثورة الفرنسية، وتحرير الشعب من ولائه للدولة المحتلة من حيث يدري او لا يدري وتحفيز الولاء فقط للعراق أرضاً وشعباً.

في حین یرى الآخرون أن ظهـور القومیـة كحركة ، نتیجـة الـوعي القـومي مـن خـلال طباعـة العدیـد مــن الكتب لإثارة الروح القومیة ، من خلال ذكر البطولات والأمجاد لدولهم، وتنمیة روح الكبریاء، كما تطورت مـع ظهور الفلسفات و مع بدایـة عصر التنوير التي سعت لنشر الطابع العالمي، بالإضافة إلى القانون الطبیعي العالمي مـن خـلال نشر قـیم كحریة الإنسان و التسامح و السلام. وقد ترتب في نهایة القـرن الثـامن عشر، تأسـیس الكثیر مـن المنظمات والمؤسسات القومیة التـي جسدت آخـر التطورات فـي معظـم بلدان العالم والتي عملت علـى ترسيخ المیـول و العواطف القومیة، كما جعلتهـا أكثـر وحدة ، وأخـذ الشـعور القـومي یـزداد انتشاراً بین الناس یوم بعد یوم، و أصبحت فكرة الإخلاص لأمة هي اسما ولاء في نظرهم. وكذالك نجد أن فكرة القومیة، ظهرت فـي مطلـع القـرن التاسع عشر و تبلـورت، فقــد تـم وضع الأسس القومیة الحدیثة فــي القـرن التاسع عشر و العشرين، فاحتضنت الأمة الأفراد والطبقـات جمیعها، لأن كل طبقة اعتبرت أن مصالحها لا یمكن أن تخدم إلا عن طریق الأمة، فأصـبحت القومیة تهـدف إلى خدمة الأمة الهـدف الرئیسي للمجتمـع، فصارت تشـمل جمیع نواحي الحیاة والقیم الإنسانیة.

أما في الوطن العربي، أختلفت القومية عن قومية الاوروبية في القرن الثامن عشر، لكون الدول كانت تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية، ادى في بداية القرن التاسع عشر ظهور اصلاحات فكرية والوقوف ضد الأفكار الاوربية والمحافظة على التراث الإسلامي، وانا في نظري الخطأ الكبير الذي تم حصر القومية بالمحافظة على التراث الإسلامي وأحياءه، ورفض الاصلاحات الفكرية الإوروبية، وبذلك أدى الى تدهور الكبير لجميع البلدان العربية مثل سوريا ولبنان ومصر والجزائر وبعض الدول العربية الذي ربطت القومية بالإسلام والذي نفسة الإسلام لم يؤتي خيراً في المشاركة في الحكم سوى التخلف والحروب والصراعات الداخلية.

دام الخلاف بين الكنيسة والدولة طوال القرون الوسطى، إلى أن ظهر مفهـوم القومیة، التي تعتبر منطلق جدیداً مهد لظهور الدولة القومیة من خلال الأفكار التي نادى بها مجموعة من الفلاسفة منهم: میكیافیلي، بودان، وهیغل.

میكیافیلي.. لقد شـن میكیـافیلي هجوما على الكنیسه ، رغبة منـه لهـدم فكـرة ازدواج السـلطتین في الدولة، وأقر بالسلطة فـي یـد الحاكم الـذي حـرره مـن كـل مبـدأ أخلاقـي، و هـو یفصل بـین الأخـلاق و السیاسة. ولكي نصل لفكرة الفيلسوف ميكيافيلي علينا فصل الدين عن الدولة وجعل السلطات التنفيذية بيد الحاكم مطلقة، إذاً من هذا المنطلق وما كتبناه اعلاه ، نحتاج الى قومية حديثة لبناء العراق مع إبعاد التيارات والميليشيات عن الحكم والغاء الأحزاب الإسلامية، وبلورت هذة القومية فكراً وتطبيقاً داخل المجتمع العراقي

أحدث المقالات

أحدث المقالات