23 ديسمبر، 2024 5:59 ص

حب الله … بين الحكــــــم… والفهـــــــــم…!

حب الله … بين الحكــــــم… والفهـــــــــم…!

ماهي اعتراضاتك على الدين او التدين؟ سألتها فقالت: انا اومن بالله… وليس بالاديان. كان حديثي معها حول وجود شريعة واحكام وتكاليف … أم لا…؟ لانها تؤمن بوجود الخالق، ولا تعتقد بوجود انبياء ورسل… وبالتالي لا وجود للبيان الشرعي والاحكام… ! ويبدو ان فكرا جديدا يقودها… أو ردة فعل منها، على الاحداث في الساحة، التي تصدرها الحراك السياسي اوالاجرامي المغلف بالشكل الديني، مثل داعش او احزاب السلطة (الحرامية) …ى
الاستاذة اسماء عبدالحامد من جامعة موسكو، محبة للبشرية والسلام، ذات احساس مرهف بالطبيعة، لها نظام غذائي نباتي … لا تأكل الا الخضروات والفواكه… اعترفت لي انها تؤمن بوجود خالق للكون، لكنها لا تؤمن بوجود دين او شريعة منه، وبالتالي ليس هنالك رسالة منه او رسول…!
انها ردة فعل متوقعة، على ما يحصل من ممارسات خاطئة بإسم الدين… وخاصة ممارسات (داعش) الوحشية، فضلا عن تلك المورثات القبلية والطائفية السياسية، التي خدعت الكثير بأسم الدين. وبالرغم من ذلك، تفهمت انها في مرحلة صحيحة من مراحل العلاقة مع الله. انها تشعر بوجوده ولطفه وحكمته، ولا تجد علاقة بينه وبين الموجود الديني في الساحة.
قلت لها: هل تؤمنين ان الله حكيما ولطيفا بخلقه…؟
قالت: طبعا اؤمن… ان كل صفات اللطف والرحمة يختص بها الله… ولا انسب له اي صفة ظلم للعباد يا ايها العبادي…!
قلت: لكن الله (سبحانه) اذا ترك البشر دون ان يبين لهم تكليفهم يكون ظالم لهم…!
قالت: ااي … الفكرة ان الايمان بالله يوجد في داخل كل واحد منا… والفطرة السليمة تدلنا عليه… وليس التشاريع والاحكام، التي يختلف عليها البشر وتفسر حسب القناعات والمفاهيم الشخصية… الاخلاق تدلنا على الله… وليس الدين
قلت لها: كلامك صحيح نسبيا، الفطرة موجودة، لكنها اذا كانت كافية للسير وفقا لما يريد الله منا… اذن، هذا نوع من الاجبار والغاء حرية الاختيار للبشر…
قالت: ما فهمت…
قلت لها: الا تعتقدي ان البشر سوف يكون مسيرا وليس مخيرا في حالة كون البشر منقاد بالفطرة نحو ما يريده الخالق…؟ اقصد اذا كانت الطبيعة البشرية منقادة بهذا الشكل الباطني والتكويني؟
قالت: هل تقصد اجبار النفس على السير بطريق واحد…؟
: انت تقولين فينا ما يهدينا
قالت: صح… ااي… صح
قلت لها: رجاءا … هل يمكن ان يكون نقاشنا منطقيا…؟ اقصد اذا كان فينا ما يهدينا… بالتالي نكون مسيرين وليس مخيرين… لهذا سوف نؤمن اجبارا وطبيعيا… وليس اختيارا … هل هذا الاستنتاج صحيح؟
قالت: نعم… صحيح …
قلت لها: انت تؤمنين بعدل الله وحكمته ولطفه … لكن هل هذا عدل من الله … اقصد ان يخلقنا ونحن مسيرين له..!
قالت: انت تعتبر ان الدين هو الشعرة التي تفصل الجنة عن النار والصح عن الخطا؟
قلت لها: عفوا.. الان قفزتي الى موضوع اخر..!
قالت: هكذا فهمت منك..
قلت لها: انت تنكرين وجود شريعة واحكام.. وبالتالي تنكرين وجود انبياء ورسل …! لذلك، انا اريد اثبت ان الله ارسل انبياء ورسل، يوفرون الدليل والهداية الى احكام الله … او يوصلون لنا ما يريده المرسل (الخالق).. اما اذا انكرنا ذلك… سوف نتهم الخالق بالعبثية … اقصد،اذا افترضنا ذلك، يكون الخالق قد خلق هذا الكون والبشرية دون هدف، وهذا يتعارض ما اتفقنا عليه منذ البداية، ان الخالق حكيم ولطيف بعباده…
نظرت الى ساعتها.. وقالت طائرتي على وشك الاقلاع بعد ساعة…
كنت مطمئنا الى ان (اسماء) سوف تصل الى حب الله قبل الاخرين… لانها بدأت بالفهم قبل الحكم…