23 ديسمبر، 2024 8:05 ص

حب الذات أساس التوازن

حب الذات أساس التوازن

حب الذات وحسن تقدير قيمتها، يرفع الانسان درجة، ويسمو بمرتبته الاجتماعية؛ لأنه يفيض منه إيحاءً مهيمنا على الآخرين؛ إذ أن ‏التلطف بالنفس من الحاجات الضرورية التي ينبغي إستيفاؤها من قبل المرء بغية إستعادة توزنه عند إختلال وعيه السلوكي أوان الإخفاق.

من أمثلة ذلك تمرين طرحته د. كريستين نيف، من خلال كتابة رسالة مواساة من الانسان إلى نفسه، في شدة الأزمة، تشجيعا وتلطيفا ومواساةً من دون انتقاد أو لوم.

طبقت التمرين على نفسي في رسالة كتبتها لنفسي يوماً، وأعطت نتائج إيجابية؛ رسخت إنتمائي لوجودي متفاعلة مع مشاكلي بإيجابية.

نظرت للمشكلة من الخارج وليس تحت ضغطها المربك.. إنتشلت نفسي من الربكة، التي تضيع على الانسان حلولا بمتناوله يتعذر عليه رؤيتها جراء إحتدام الحال الغارق فيها.

كأنني في هذه الرسالة، نظرت لنفسي من خارج منظومة البدن المحكوم بإنفعالات النفس “الامارة بالسوء” ذاهبة الى رحمة ربي، برسالة من ذاتي المتخارجة الى ذاتي الغائصة في المشكلة.

وبهذا تجردت مني لأنقذني؛ لأن أكثر من يمارس جلداً لذاته هم المصابون باضطراب القلق والاكتئاب، والأسوأ هو أن جلد ذواتهم يرتفع وقت الأزمات والمصائب والفقدان ولسان حالهم يوهمهم بـ: “كنت قادراً أن أفعل أكثر” ويركز بقوة على أخطائه الصغيرة التي لا يلتفت لها أحد سواه، فيوغل غائصا في وحل البؤس.

ود.كريستسن نيف، تتحدث في جو يملؤه الحب والود، عن التعاطف مع الذات، الذي يساعد الناس على تقمص الاحساس بالإيجابية.

تجد كريستين نيف بونا فاصلا للتعاطف عن مفهوم تقدير الذات، وأجد أنا تفاوتا بين إحترام الذات وحبها الاناني.. لكل من المعادلتين سلوك مغاير، لكن الخلاصة هي إسعاد الذات بالتفاعل مع قضاياها من دون لوم ولا لؤم ولا تضاد؛ إذ على الإنسان ألا ينكسر؛ كي لا دخل في نطاق الفصام.. الشيزوفرينيا.

والشيزوفرينيا مرض ذو آلام نفسية وروحية ومعنوية، تسفر عن نتائج مادية شاخصة.. تدمر حياته.

وكي لا يتدمر الانسان يجب أن يحب نفسه متعاطفا معها من دون أنانية، تلغي الآخرين و… تتفرد بمنفعتها Pragmatism.

فحسن تقدير الانسان لدرجته الاجتماعية؛ يفيض منه مهيمنا على الآخرين؛ فإذا تلطف بنفسه إستعاد توزنه وعاش سعيدا عابرا الإخفاق.. وهذا ما فعلت… وحصل فعلا بالاستجابة لكريستين نيف.