22 نوفمبر، 2024 8:51 م
Search
Close this search box.

حب الاستطلاع والفضول

حب الاستطلاع والفضول

حب الاستطلاع والفضول وظهور علامات الاستفهام بطرق متعددة في الدهشة والتعجب والحيرة والتفكر والاتباع والتقصي تجعل هذا الكائن يغادر الدرجات المتقدمة في عالم الحيوان بل يطير بعيدا عنها الى عالم الادراك والتحكم وفرض ارادته وعدم القبول برتابة الواقع وتدهور الحال. السمع, الفؤاد, البصر, جعلت منه واقفا على استقامته مدرك لما يحيطه بعيدا في غاياته قادرا على تغير وجه الحياة.
لكن كل ذلك لم ينقذه من نفسه وغرائزه. وشراك الاماني جعلته منقادا وعبدا صاغرا ومتقلبا يخوض في ما يعلم وما لا يعلم بل يكاد ان يكون ضالا جاهلا ظالما . ولكي يخرج من هذه الدوامة يحتاج الى ان يسأل عما في نفسه وما يدور حوله كما يحتاج الى تجارب الاخرين لاختيار الحلول التي تناسب امكانياته. ان البعض يتمتع بملكات تؤهله ان يخوض في مقدرات الشعوب وقراراتها بل وما هو اشدها انعطافا كالحروب وغيرها من الكوارث. وأما المواجهات الفكرية للنظريات والمذاهب وهي أكثر الامور صعوبة فلا يتصدى لها ألا الموسوعيين والشمولين وأصحاب الحضور الذهني القادح. وهؤلاء موجودين بيننا والعراق زاخر بهم اذا فلم لا يستطيعوا الوصول الى بر الامان؟
اليوم يمكن ان نطرح الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي كموضوع تحت المجهر ونسلط عليه قدراتنا الذهنية و تجاربنا العملية وتجارب الاخرين لعلها تسعفنا في فك هذه الأحجية لئن المتصديين من اخوتنا وأبناء وطننا قد كرسوا الكثير من وقتهم وأمولهم والجهود في بناء منظومه عمليه قادره على النهوض بهذا الواقع لكنهم لم يصلوا الى نتائج يمكن الاعتماد عليها بل على العكس فقد بدت تكتليه مضطرده وحالت توافقية ومحاصصة وتشتت في التحالفات و انشطرت احزابها والجبهات! اذا يجب علينا ان نضع علامات استفهام حول امكانياتنا قبل امكانيات الاخرين قبل ان نحذو حذو السابقين فلن نجد خيارا غير ان نسير سيرهم ونتبع نهجهم وبذلك نكون جزء من الدوامة. فأول الأسلة هل ما يحدث في العملية السياسية صحيح؟ وأن لم يكن طبيعي فما هو الطبيعي او هل جرت مثل هذه الامور على بلدان تشابهت تجربتها مع واقعنا؟ هل يمكن ان نتوقع كيف تسير هذه العملية والى ماذا تأول؟ هل يمكن تحديد الجهات المستفيدة من هذا الواقع؟ ونحن ما ذا نظيف الى هذه العملية وماذا نستطيع ان نفعل؟ من مجموع الأسلة التي يطرحها الذهن والشارع يبدئ التصحيح. اود ان اذكر كلمه للسيد محمد حسين فضل الله(قدس سره) التي قالها في كتاب من أجل الاسلام باعتبارهم سبقونا في التجربة والمحنه
(علينا ان نظل مرتبطين بالثورة والهدف والقضية. وان نواجه الموقع-كل موقع- بدراسة واقعيه محددة وأن لا نظل في أجواء خطابيه نتحدث فيها كيف نسجل نقطه على بعضنا البعض في عملية لعبة الكرة السياسية على أكثر من فريق. ان قضية تسجيل النقاط لا تشرف إنسانيتنا لا تشرف مستوانا أو فكرنا. ان القضية الأساسية هي ان نكون حاسمين أمام الشعارات الحقيقية التي تمثل خط الحرية التي نريدها…….علينا ان نواجه الشعارات من مواقعها الأساسية فلا نجعل منها مجرد أداة من أدوات الحرب الإعلامية الحرب التي يحاول كل واحد منا ان يسجل فيها على الاخر نقطه سوداء في حساب الوطنية او التقدمية او الإسلامية…… نحن الذين نقاتل ونتحالف. وننطلق كل يوم لنبدل تحالفنا بتحالف, ونهزم تحالفنا بتحالف…نحن الذين نستهلك الشعارات أكثر مما تستهلكها أية ثورة في العالم…..نستطيع ان نختصر كثيرا من شعاراتنا أذا انطلقنا من موقع الاسلام بفكر يفكر وعقل يحاسب. أيمان يراقب, ووعي يدرس الساحة……ان اكثر شعاراتنا تلعننا وأن كثيرا من اهدافنا ترجمنا بالحجارة, لأننا لم نتخذها من موقع الأيمان بها بل من موقع أنها مجرد سهم نطلقه أو رصاصه نطلقها.)………..

أحدث المقالات