23 نوفمبر، 2024 12:15 ص
Search
Close this search box.

حبٌ جديد أمْ عِشقٌ متأخرْ؟ حبٌ جديد أمْ عِشقٌ متأخرْ؟حبٌ جديد أمْ عِشقٌ متأخرْ؟

حبٌ جديد أمْ عِشقٌ متأخرْ؟ حبٌ جديد أمْ عِشقٌ متأخرْ؟حبٌ جديد أمْ عِشقٌ متأخرْ؟

عبارةٌ أطلقها شخص له مكانة راقية في تجاويف القلب وهمسات الروح. فردٌ من أفراد الفئات البشرية التي كانت تحيا تحت سقف العراق يوما ما . أطلقها نحوي لسببٍ ما – في نفسِ يعقوب- لم أهتم لها لحظة ألأنطلاق كأنها رصاصة حبٍ تنفذ الى ألأعماق. ضحكتُ في البداية لأنها مست شغاف القلب بلا توقع . لم أولي لها أي أهمية لأنني إعتدتُ على سماع كلمات شعرية ونثرية منه قبل سنواتٍ وسنوات ..كلمات تشبه سمفونيات خالدة من قبل عباقرة الموسيقى وكبار الملحنين في الشرق والغرب على حدٍ سواء. جمعني القدر بهذا الملاك على حين غفلة دون تخطيطٍ مسبق. إلتصقت روحي به رغماً عني. لم أستطع الخلاص منه مهما حاولت ومهما قررت. روحهُ الفتية تخترق أعماق أي فردٍ يقترب منه. لديهِ معرفة من كلِ شيء – ألأدب , الفلسفة, ألأقتصاد, التاريخ, الجغرافية, الموسيقى , الشعر, النثر, اللغة العربية, اللغة ألأنكليزية, اللغة ألألمانية والفارسية, وتفاسير القرآن. علم ذاته كل شيء دون أن يستعين بالمدرسين وكتاتيب ألأطفال في ألأزمنة السحيقة. شعلة متقدة من أملٍ لايعرف الذبول رغم عواصف ألأزمنة الهابةِ من كلِ جهات العالم. تخطى كل شيء يرمز للعنف والحقد والطائفية وصراعات الساسة في كلِ بقاعِ ألأرض. رسم لذاتهِ عنواناً واحداً لاغير – النجاح- في كلِ شيء. لايعرف معنى الكسل والتقاعس. ماكنة لاتتوقف عن العمل مهما أحاطت بها عناصر – التصحر والتزنجر إن صح التعبير- يعشق الحياة بشكلٍ لايصل اليهِ أحد مهما علت منزلتة. لم يقل لي يوما ما أنه يحبني كشخص بسيط ليس له أي أهمية في هذه الحياة لكنني أفهم من نظراتِ عيناه أنه يودني أو لنقل لايتثاقل من صحبتي له. أنا لاأستطيع أن أقدم له أي شيء فقد شُلتْ يداي ولم يعد لها أي قيمةٍ في هذا المجتمع القاسِ. أفهم من نظراتهِ وعباراتهِ أنه يرغب في ألأستمرار لمواصلة علاقة الصداقة البريئة بيننا حتى نهاية الطريق. أحد عشر عاما قضيناها سوية في منتزهات العالم المليئةِ بالزهور وأشجار السيسبان التي تتقادم عليها الطيور من كلِ زاوية من زوايا العالم. لانفترق إلا لحظة الخلود الى النوم. في الصباح نلتقي كل يوم بعد العمل المضني نسير على ضفاف الراين والفرات ودجلةِ ونهر الفولكا. كلما شعرتُ بالضيق التجأ اليه يتلو علي قصائدة التي لاتنتهي. قصائد عن الحب ومعاناة النفوس القلقة خلف زوايا النسيان. في أحدى ألأمسيات وجدته جالساً قرب شجرةٍ عملاقة بالقرب من نهر الراين يبكي بحرقة.كانت أضواء المصابيح الخافتة تنعكس على عينيهِ فيخرج منها بريقاً قدسياً لم أستطع مقاومتة فهربتُ بعيداً عنة أنتظر كي تجف دموعة . لن أوجه له أي سؤال عن سبب تلك الدموع المتفجرة في ذلك المساء الجميل قرب نهر الراين. حينما يسترجع قواه سيعترف لي بكل شيء كما كنتُ أعترف له بكل شيء عن حياتي البعيدة. يعرف عني كل شيء وأعرف عنه كل شيء. أسرار بسيطة وكبيرة لن يطلع عليها إلا تراب القبر يوما ما. أحياناً اشعر بالغيرة منه ومن كل شيء يفعلة أو يكتبه. هو مجلدٌ من مدارس وجامعاتٍ ومؤسساتٍ علمية تناطح السحاب وأنا لاشيء سوى كراس بسيط من كتاباتٍ كلها أخطاء نحوية. كل يوم يكتب آلاف الاسطر وينثرها على مياه النيل والراين ودجلة والفرات وتتلاقفها ألأسماك وحيتان البحار يشغفٍ تنهل منها أشياء جديدة كل يوم. وأكتب أنا اشياء نتنه تعافها تهرب منها حتى

ديدان ألأمعاء المشبعة برائحة الطعام و ألتهاب القولون وأكياس المعدة المنتفخة. أهرب منه كي أتخلص من عذابات الفشل التي تحيط بي كل ساعة من ساعات النهار. يمد لي يدة الكريمة ويرسل لي كلمات أخرى تعيد لي الحياة من جديد ويرسم على شفتاي بسمةٍ فارقت شفتاي منذ أن تفارقنا خلف مساحات العالم وبحور الكوكب ألأرضي. أحد عشر عاما قضيناها نأكل من أفخر مطاعم العالم ونحتسي مشروبات لم يتذوقها حتى أباطرة الروم وملوك الكرة ألأرضية من أقصاها الى أقصاها. في أيام أعياد الميلاد كنا نركض في الشوارع المزدحمة بكل اصناف الفتيات الجميلات وننشأ علاقات مؤقتة تبقى رائحتها سنوات وسنوات..ندخل أفخر مسارح ألأوبرا ونشاهد أرقى مسرحيات كان قد كتبها مؤلفين ينتمون الى الطبقةِ ألأولى من الكتّاب. لم يعرف يوماً معنى العنف ولم يستخدم يده في الدفاع عن حقوقة المهدورة أبداَ. كلماتة المنطقية وتعابير جُمَلِهِ الراقية تعيد له كل شيء في لمح البصر. هو مجلدٌ من تعابيرنارية جميلة تسير على ألأرض على هئيةِ مخلوق بشري. لم يسألني يوما ما عن طائفتي والى أي قبيلةٍ أنتمي. كل هذه ألأشياء لايعترف بها , هو يبحث عن الروح والقلب ونكران الذات وحب ألاخرين. مذ تفارقنا لم تنقطع أخباره عني ولا أخباري عنه. يكتب لي وأكتب له كأننا عاشقان لانعترف بفواصل المسافات وصراع الطبقات والفئات التي لاتبحث إلا عن دمار ألاخرين تحت مسميات لاتعد ولاتحصى. هو ملاكٌ يسير على ألارض على هيئةِ مخلوقٍ بشري. راح بعيداً لم أعد اعرف كيف أصل اليه , لم أعد اعرف أين يسكن والى أي جنسيةٍ ينتمي ولكن كل ما أعرف أنه يعيش هنا في الجهةِ اليسرى من جسدي – قلبي- . كتب لي عبارة تعقيباً على موضوع خيالي ليس له وجود ممازحا إياي يستفسر عن مدى صحة هذا الموضوع المنبثق من ينبوع الذهن السائر نحو الخريف ” حبٌ جديد أم عشقٌ متأخر” . أتخيل ألان ضحكتة الرائعة وهي تشق عباب الصمت قرب شجرةٍ باسقة أو نهر كبير يشق اراضي إحدى الدول الغربية أو سائرٌ في قطار سريع يمخر عباب ألأراضي الخضراء ذاهباً في مهمة عمل صعبة. سلاما صديقي رغم المسافت التي تفصل بيننا ألآن في صمتٍ وسكون.

أحدث المقالات

أحدث المقالات