يكذب من يقول: إن النساء متشابهات، فلو أنك مررت ببستان ورد، وقطفت وردة، وشممتها لوجدت رائحتها طيبة، ولو قطفت ثانية لوجدتها مختلفة، ولو قطفت ثالثة لوجدت أنها مختلفة بالشكل واللون والرائحة، ولكانت نفسك ومزاجك وعقلك ونبض قلبك كلها تختلف من وردة لأخرى.
البعض يضع النساء في خانة الحسيات فقط، الجنس والجمال والرقة والضعف، ومايمكن أن تجيده من التبعل في علاقتها مع الرجل، ووفقا للنظرة الحسية فالمرأة هي كيان يشبه بعضه، وفي الغالب يكرر البعض حكاية الملك الذي دخل على إمرأة بعد ان أغرته بحسنها وجمالها، فكان يهم بها، ولكنها أخرجت له بيضا، ولونت كل واحدة بلون بعد أن وضعتها في ماء ساخن فنضجت، ثم أزالت القشور عن واحدة وأطعمته منها، وفعلت ذلك بالثانية والثالثة حتى أتت على البيض كله، وسألته: هل وجدت طعم البيض مختلفا؟ فقال: لا. فقالت: فكذلك النساء، وكانت تعني المضاجعة، وليس الشعور المنبعث عن النظر في جمال المرأة، وإنسانيتها ووجودها الحر.
والنبي الكريم، ومثلما الأنبياء الذين سبقوه فقد كانوا يبجلون الناس، ولايعاملوهن كما يعاملهن الملوك والحاشية وعامة الناس، فيسوع كان يكرم النساء، وعندما جاءته إمرأة خاطئة لم يطردها، ورفض دعوات حوارييه بمعاملتها بقسوة وأكرمها، وسمح لها بمرافقته وحوارييه وعامة من معه من المريدين حتى أصبحت من فضليات النساء، وكثير من تلك القصص، وكان النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يكرم النساء، وسمح لهن بمرافقة الرجال ومشاركتهم في التجارة والحروب، وتزوج سيدة أعمال، وكان يقول: حبب لي ثلاث، وذكر منها النساء، وظل يوصي بهن، وكان رفيقا بزوجاته، وكان يكرم إبنته فاطمة.
كانت المرأة وماتزال في الفكر التقدمي شريكا للرجل في التفكير والتنظير وصناعة التغيير والمواجهة مع الإستبداد، وقد كانت الحركات التحررية تعتمد في تشكيلها وتقويمها النساء الفاعلات، وقد ثبت أن النساء لسن أقل شأنا من الرجل، فالتعليم والتربية الصالحة أتاحا ظهور أجيال متقدمة من النساء تمكن من الوصول الى مراتب عليا في الطب والهندسة والعلوم المختلفة، وأعظم الرجال صنعتهم نساء.
في عيد المرأة علينا أن نعتذر عن الإساءات لرفيقات الروح، ورفيعات الفكر، وجميلات القوام والشكل فلطالما اسأنا لهن بقصد وبغيره.