23 نوفمبر، 2024 1:08 ص
Search
Close this search box.

حبربشيات مواطن .. العيد الوطني العراقي

حبربشيات مواطن .. العيد الوطني العراقي

يُقال أن أحدَ الزُعماء العرب تلقى تهنئةً من مسؤول عراقي بمناسبةِ العيدِ الوطني لبلادهِ، فما كان من الزعيمِ إلا أن أستفسر عن العيد الوطني العراقي، وطلب من مستشاريه   في القصرِ ودائرةِ  العلاقاتِ بالبحثِ عن اليومِ الذي يصادف العيد الوطني للعراق ، ولم يجد الزعيم اجابة واحدة ، فهناك من قال له (14 تموز)، والاخر قال (3 تشرين الاول) وقسم قال للزعيم (9- نيسان).
و قرر سكرتير الزعيم ومدير مكتبه الاستعانة بالسفارة العراقية في ذلك البلد،  وكان الاستفسار كفيل بان تدخل السفارة في انذار ، فهم ايضا لا يعرفون العيد الوطني لبلدهم، ولايتذكرون اي احتفال لسفارات العراق في اي بلد اخر ومنذ سنوات..السفير العراقي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه فهو لا يعرف اجابة يرسلها للزعيم العربي ولايستطيع الاستفسار من وزارة الخارجية في بغداد لأن مجرد السؤال سيكون نكتة الموسم.
وانقاذاً للموقف طلب السفير رأي مستشاريه الثلاثة المعينين حسب المحاصصة..  فاجاب المستشارالاول ان يوم العيد الوطني العراقي  21 / آذار/ ( عيد نوروز).. اما المستشار الثاني وهو عربي من جنوب العراق، فقال  ان العيد الوطني العراقي يوم 30- حزيران ذكرى ثورة العشرين ضد البريطانيين الاوغاد المستعمرين ، اما المستشار العربي  الثالث-  من وسط العراق- فقال ان العراق  لايزال تحت الاحتلال ان لم يكن العسكري فهو السياسي ، لذلك لم يصبح دولة مستقلة فلا يوجد عيد وطني للعراق!!
السفير طبعا شعر بصاعقة من الاجوبة  ولم ينقصه سوى ان يقول له رابع ان العيد الوطني هو –28 نيسان لانه عيد ميلاد كل العراقيين.
وعاد السفير الى بيته و روى القصة لزوجته ولانها  تتمتع بذكاء ولكي تجنب سعادة السفير الاحراجات نصحته ان يكتب لمكتب الزعيم العربي ان العيد الوطني العراقي يخضع حاليا لمناقشات مستفيضة جداً من قبل اعضاء مجلس النواب العراقي، وحال  اتفاقهم وتوافقهم على اقرار اليوم وتحديده سنخبركم بذلك.
 ما نريد  قوله من وراء هذه القصة هو التجاهل الكامل ليوم العيد الوطني العراقي بصوره كامله ، ولا نعلم هل هو مقصود ام ان هذا اليوم نسي تماما من مفكرة اكبر الاحزاب والقادة السياسيين في البلاد، والغريب ان هناك بلدان لديها اكثر من يوم وطنيَ مثل باكستان، والبعض ليس لها تاريخ ثابت للعيد الوطني، اي تواريخُ متغيرة. مثل جامايكا، التي تَحتفلُ بيومِها الوطنيِ في الإثنينِ الأولِ شهر أغسطس/آبِ، وبعض الدول يرتبط اليوم الوطني بجلوس الملك على كرسي الحكم او تولي  الرئيس السلطة، وبالطبع هذا يتغير بتغير الملك  او الزعيم مثل تايلند.
والحمد لله اننا في العراق ليس من اصحاب العيد الوطني المتغير ولا المتكرر وإلا اصبحنا في مصيبة لان كل جهة سوف تقرر عيدها حسب اهواءها. 
ومع ان الحكومة العراقية سبق وان قررت العيد الوطني يوم (3/ تشرين الاول)  من كل عام – تاريخ انتهاء الانتداب البريطاني سنة 1932 ودخول العراق في عصبة الام المتحدة كبلد مستقل- الا اننا لم نسمع او نرى اي شكل احتفالي بهذا اليوم عكس بلدان العالم المتطورة والفقيرة التي تقدس هذا اليوم  وتحتفل به ويتلقى الرؤساء والمسؤولين التهاني ويرفع العلم في كل مؤسسات البلاد، وعادة ما يكون فيه اخبار مفرحة من زيادات في الراتب او اطلاق التعيينات، وتوزيع  الملابس المدرسية على  التلاميذ في المدارس.
 كما ان اغلب الوزارات تعلن انجازاتها السنوية، كل هذا لم يحدث في يوم عيدنا الوطني.
 والسؤال الذي قد يتبادر الى ذهن اي مواطن عراقي هل ان العيد الوطني مناسبة عابرة لايتم استذكارها والاحتفال بها؟؟ واذا كانت الشريحة المثقفة تتجاهل العيد الوطني ، فكيف الحال  بالطبقات  الاخرى، فكل بلدان العالم تحتفل بهذا اليوم الا العراق، وكل بلدان العالم تجعله عطلة رسمية  لكي تميزه عن باقي الايام ويتفرغ المحتفلون لمنهاجهم الاحتفالي. ان الاحتفال بالعيد الوطني هو تجسيد لمشاعر الانتماء، وهو ليس احتفالا بمسؤول او وزير وليس احتفالا بحزب او ائتلاف بقدر ما هو احتفالا وتقديسا بيوم  العراق.

أحدث المقالات

أحدث المقالات