23 ديسمبر، 2024 12:10 م

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
تتوالى حمائم الشهداء، في تحليقها، من مئذنة المجلس الاسلامي العراقي الاعلى، الى جنات الخلود، منذ تبنى انقاذ شعب العراق قضية.. وما زال…
فالشهيد حامد عبد الحسين غيلان الطائي، الذي غالته معتقلات الطاغية المقبور صدام حسين، في أبهج سنوات ربيع عمره، الذي لم يتخطَ الثانية والثلاثين..
 
شغف
ما زالت فورة العمر، لم تنضج بعد، في فطرة الله، التي غرسها لهفة نحو الحياة.. بشغف، تركه الشهيد الطائي، ايمانا بالله ورسوله ودينه وآل البيت، تلك المنظومة الايمانية، التي تقتضي الاستشهاد بين أيديهم، قولا لكلمة حق، في حضرة سلطان جائر.
 
النفس وما سواها
جاء الطائي الى دنيانا الفانية، العام 1960، وغادرها شهيدا نحو الخلود، في نعيم الله، العام 1992، مخلفا وراءه زوجة وأولادا، لعناية رب رحيم.
يقطنون بيتا في شارع فلسطين ببغداد.. حامد الذي ما زال طالبا، في كلية الهندسة، يشيد آملا دينية ووطنية وإنسانية وشخصية، لم تمهله مخالب امن الديكتاتور حتى التخرج في الكلية، إنما داهموه يقيدونه ويلقونه في دهليز معتقلاتهم، يكبونه على الوجه، ريثما أعدم، شنقا حتى الموت، بسبب انتمائه للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي، الذي يفيض هدى، الى العالم.
 
سطوة
سطوة جهاز الأمن الخاص بصدام، لن تطاله بعد ئذ؛ لأنه بات موضع حفاوة ملائكة الرب.. جل وعلا؛ لذا مالت خسة البعثيين، وفي مقدمتهم الطاغية المقدور صدام حسين، الى التنكيل بعائلة الشهيد، لعجزهم عن النيل من رجل لا يهاب الموت.
لاحقوا عائلته، بإسلوبهم المعروف بـ… إذ يضيقون الخناق على الأسرة بأشخاص مدربين، على تمكين العائلة، من التواصل… ولم يقع؛ لأن الله “خص تلك البقعة بمباركته.. جل جلاله.