23 ديسمبر، 2024 11:21 ص

حال عيالك يارجل مثل حال بلادي

حال عيالك يارجل مثل حال بلادي

بعد ان أعياه العوز وقصر اليد وشظف العيش  وجف ضرع حليب  حيواناته ويبست أوراق خضرته وانكفأت أشجار ثمار بستانه , قرر ان يبحث عن مصدر آخر للعيش بعيدا عن قريته مغتربا عن مدينته الريفية وعائلته الحنونه , مرت الأيام  بعيدا عن أهله يعيش الغربة وألم الفراق وجد نافذة للرزق له كحارس في بيت غني موسور عن طريق معارفه , هاجت عواطفه ودمعت عيناه وأشتدد الحنين لرؤياهم , تردد على أحد معارفه محررا له رسالة مكتوبة علّها تغنيه عن الذهاب لعائلته  أو تطفأ لهيب ناره , ابتدأها بالسلام باثا شوقه ولهفته اليهم مسترسلا  أم أولادي ومرتع مراهقتي وعنوان رجولتي أعرف انك وفية وبنت أخيار تركتك لاعن رغبة وفارقتك لاترفا ولابطرا تعسرالحال وقصرت اليد وضاق الحال وماتت الأرض وكثرة الديون سببا لذلك , بلاثوب جديد تركتك وأطفالك رضع لايغطيهم لباس ستر وتسكنون ببيت طين تغمره المياه عند أول زخة مطر , لايزورك قريب ولايتردد عليك حبيب , كل مشغول بحاله , لايعرف أحد  حالكم ويسد رمق جوعكم و يسعى لستر عورتكم , الرياح تضرب فيكم أطنابها بين مياه آسنة وبرد قارس لاموقد نار تدفأكم ولا ملاذ ينقذكم , لاتعرفون مقدار حبكم عندي ولاالشوق الذي في قلبي لكم آه آه وختم الرسالة بالسلام والوعد القريب بزيارتهم طلب من قريبه ان يقرأ الرسالة على مسامعه , بدأ بتلاوتها أخذ الرجل بالنحيب قائلا ( ياكاع طميني) ضحك أقاربه من حركاته هذه مستفسرا مابك يارجل ولما هذا البكاء والنحيب , أجابه وهو ينشج ويذرف الدمع ( خويه هذا حال عيالي ومرتي وانا ماأدري )). لاتحزن أيها الرجل الطيب فحال عيالك كحال بلدي وشعبي البرد والعوز ينهش بهم وذلة العوز في عيونهم رسمت خطوطها على تقاسيم وجوههم بأخاديد حفرة خدودهم , بيوت طين وخيم وكرفانات يغطيها  الثلج والماء والبرد القارس  يلفهم بأذاه , بعيدين عن الديار قريبين من الأنهيار الموت والمرض يفتك بهم  لامدارس تأوي أطفالهم ولا ملاذ عز يكتفنون بظله ولارغيف خبز بعافية يتناولونه  . نازحون مهجرون يلفهم العراء وآخرين يسكنون بيوت الصفيح عند أكوام النفايات يعتاشون عليها وآخرين في صفوف عند تقاطع الطرقات بمد اليد متأملين  مايجود به أحسان البعض عليهم . حال عيالك يارجل كحال بلادي ولا من مجيب .