22 نوفمبر، 2024 11:27 م
Search
Close this search box.

حاليّاً وآنيّاً : – ما بينَ السلطةِ والجماهير !

حاليّاً وآنيّاً : – ما بينَ السلطةِ والجماهير !

 استعادة الدولة للجسور والشوارع وبعض ساحات التظاهرات لا يعني بأيِّ شكلٍ من الأشكال أنّ الحكومة العراقية قد انتصرت .! فبغضّ النظر عن أنَّ < العبرة ليست بأحتلال هدفٍ , وانما بالإحتفاظ بهِ > , فأربعة شهورٍ ونيف من سيطرةٍ مطلقة للمتظاهرين على تلكم الجسور والشوارع المحيطة بها وساحات التجمّع في مختلف انحاء العراق , وهم مجرّدون حتى من الأسلحة الخشبية ! ويواجهون ما يواجهون من ابتكاراتٍ واجتهاداتٍ في العنف لمْ تكُ مذكورةً في قواميس العنف القديمة والحديثة , وَ وَسط هذا البرد القارص وهم يفترشون الشوارع والجسور , فهذ هو الإنتصار الأعظم والأوّل او الأوّلي الذي ما برحَ في بداية الطريق , وبغضّ النظرِ ايضاً أنّ المواجهة الجماهيرية الشاسعة لم تنته بعد , وتمتلك ما تمتلك من آليات التكتيك , فيكفي ” على الأقل ” أنّ هذه الحركة الإحتجاجية العارمة قد جعلت السلطة العراقية متأرجحة ومعلّقة بينَ رئيسَي وزراء لم يستطع ايٌّ منهما في تثبيتِ نفسه في هذه الرئاسة المعلّقة والمهتزّة , والتي لم تستطع قيادات احزاب الإسلام السياسي الحاكمة من ايجاد وصنع ايّ رئيسِ وزراءٍ مقبول ولو بالحدّ الأدنى , وفشلوا كافة مرشحيهم في بلوغ هذا المنصب , لكنّ الأهمّ من كلّ ذلك كستراتيج , هو ما يختزنه ويكتزنه كلّ الشعب العراقي ” ومن دون استثناءٍ لأيِّ قوميةٍ او مذهب ” من رفضٍ ونبذٍ ومَقتٍ للسلطة الحاكمة وبكلّ مفرداتها , وهي حالةُ كبتٍ مضغوطة فوق قُدراتها وعلى مدى 16 عاماً , وحالةُ الإنفجار قد تحدث في ايّ وقتٍ , لكنّ احزاب السلطة تفتقد الإدراك السيكولوجي لذلك جرّاء ما يتكدّس لديها من الأسلحة ! , وازاء افتقادهم للإستقراء لما تفرزه المتغيرات الدولية والأقليمية , و لعلَّ وربما ” افتراضاً ” ودونما جزمٍ لإستسلامٍ لمغرياتٍ  ما من جهةٍ او دولةٍ ما .!

هنالك زوايا نظرٍ وبصرٍ اخرى في مرونة وقابلية تغيير التكتيك الجماهيري في المواجهة مع السلطة الحاكمة , ومن اضيق تلك الزوايا الخارجة عن الميدان العراقي هو فوز الرئيس ترامب في دورةٍ انتخابيةٍ ثانية , وحينها سيتوقّف التنجيم السياسي لأجزاب الأسلام السياسي في العراق وغيره ايضا .!

أحدث المقالات