23 نوفمبر، 2024 12:13 ص
Search
Close this search box.

(حاكم عسكري) لوزارة الكهرباء..و(حكومة طواريء) لقيادة البلاد!!

(حاكم عسكري) لوزارة الكهرباء..و(حكومة طواريء) لقيادة البلاد!!

(قنبلة) من العيار الثقيل أطقلها مؤخرا وزير الكهرباء الاستاذ قاسم الفهداوي ، لحل أزمة الانبار ، بدعوته لأن يتولى أمر محافظته (حاكم عسكري) ، لأن الامور في تلك المحافظة وصلت كما يبدو الى طريق مسدود!! 
السيد وزير الكهرباء المهندس قاسم الفهداوي كان المعروف عنه أنه رجل (مهني) وهو مهندس متخصص في شؤون الكهرباء ، وقد أدار محافظة الانبار قبل عقد من السنوات ، ونجح في وقتها بإدارتها ، وله تاريخ (طيب الذكر) كـ (محافظ) قبل سنوات!! 
وما إن تولى الفهداوي وزارة الكهرباء،حتى (تفاءلنا) كثيرا،وتوقع الكثيرون أن تشهد الكهرباء في عهده بعض التحسن،لكن ما ان تولى مقاليد الوزارة حتى واجهته الكثير من العقبات ، ولم يفلح في إدارة شؤونها لأسباب شتى،من بينها (تخصيصات الموازنة) ، وقدم شبكات التوزيع ، واستهلاك الكثير من مشاريع الكهرباء!! 
لقد بلغت ساعات اختفاء الكهرباء عن بيوت العراقيين ساعات طويلة هذه الايام، وبخاصة في فصل الشتاء البارد المعتدل، واصبح تزويد الكهرباء المعتاد بمعدل نصف ساعة بين كل اربع الى خمس ساعات ، في أحياء بغداد ، ونحمد الله لأن البرد هذا العام لم يكن (قارصا) ، ومع هذا (الاعتدال) في برد الشتاء الا ان وزارة الكهرباء قد سامت العراقيين سوء العذاب!! 
الغريب أن السيد وزير الكهرباء الاستاذ قاسم الفهداوي قدم لنا قبل ايام (خلطة غريبة عجيبة) ليس لمعالجة أزمة الكهرباء وتدهور ساعات تزويد العراقيين بها ، ولكن لحل أزمة الانبار، ويبدو انه التقى (عطار طب اعشاب) سابق كان يقيم في دمشق بداية الاحتلال ، وهو الان يقود (مجلس فتاوى) ، للاستفادة من خبراته في طب البشر ، ثم عاد الفهداوي ليبشرنا بـ(حلول) و(مخرجات) لأزمة محافظة الانبار ، حين دعا الى ان يتولى أمرها (حاكم عسكري) ، بدل (مجلس المحافظة) الغارق بالفساد حتى أذنيه كما يتهم ، ولم يقل لنا السيد وزير الكهرباء ، هل ان وزارته بحاجة ايضا الى (حاكم عسكري) ليدير شؤونها لحل أزمتها؟ ..لاندري!! 
واحدة من الاسباب التي أشار اليها السيد وزير الكهرباء ان سبب تدهور الكهرباء وانقطاعها عن أحياء بغداد هو أعمال الصيانة التي تجري حاليا في شهري البرد ، بالرغم من ان المعروف أن اعمال الصيانة يفترض انها تجري في شهر تشرين الاول وحتى منتصف شهر تشرين الثاني في أبعد الحدود، لكون موجات البرد الشديدة تزداد بعد منتصف تشرين الثاني من كل عام وتتسع في شهر كانون الاول ،وربما كانون الثاني، وليس من المعقول ان تجري اعمال الصيانة في ذروة البرد!! 
الا يعني هذا التدهور ان وزارة الكهرباء بحاجة فعلا الى (حاكم عسكري) لانهاء تلك الأزمة القاتلة التي تسببت بنقمة العراقيين على الكهرباء ، بعد ان أخفقت وزارة الكهرباء في أداء مهمتها منذ أعوام ، وليس في عهد الفهداوي فقط، ولكن السيد الوزير أطال الله في عمره، مايزال يحاول اقناعنا بأن ساعات تزويد الكهرباء قد تحسنت كثيرا في عهده، وهي في طور التحسن في الصيف المقبل، ولا ندري ان كانت الكهرباء ستحل علينا ضيفا ثقيلا الوطأة في الصيف المقبل ، أم اننا سنراها كل ست ساعات مرة ، أو ربما كل نصف نهار مرة، وفي الليل ، نعود الى (اللالات) و(الفوانيس ) والى ( الشموع ) والى ( المهفات ) ..هذه المرة!! 
ربما يكون رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي في غاية السعادة هذه المرة ، لأن يتخلص من تشكيل وزارات حكومته، بأن يعين قادة عسكريين يتولون أمرها ، بدل وزارئه المدنيين ، في بلد تزدهر فيه (العساكر) و(الرتب) ، وما اكثرها هذه الايام ، ويكون بإمكانه إقامة (حكومة طواريء)، كان كثيرون قد دعوا لقيامها، و(كنس الديمقراطية) وصناديق الاقتراع في أكوام القمامة، حتى يتخلص العراقيون من (الأغلبيات) وينتهي عهد (الأقليات) هذه المرة ، في (إنقلاب) البعض يسميه بـ (الانقلاب السياسي) وآخرون بـ (الانقلاب الأبيض) ، شرط ان لاتدخل الفصائل المسلحة ولا زعمائها ولا رئيس الوزراء السابق نوري المالكي طرفا في هذا (الانقلاب) ، وقد يكون بمقدور العراقيين ان يتنفسوا الصعداء ، لأن من يحكمهم أو يتحكم برقابهم هذه المرة لاعلاقة لهم بالمتدينين ، ولا حاملي شعارات الاسلام ، وهم متهمون من قبل جمهورهم واغلبية العراقيين بأنهم أول من باعوا مباديء الاسلام وأساءوا اليها ، حتى أرتد الكثيرون عن دينهم بعد ان كفرتهم الاحزاب الدينية بـ (إسلام غريب) لاندري من أين جلبوه ، وهو أبعد مايكون من الاسلام في شيء!! 

قد تكون دعوة وزير الكهرباء الاستاذ قاسم الفهداوي الى ان يتولى (حاكم عسكري) مقاليد السلطة في الانبار، سبيلا الى (مخرج مشرف) لحل أزمات العراق،بأن تتولاها (حكومة طواريء)،وقد تكون مقترحاته الأخيرة (مصيبة) هذه المرة،ولكن لاندري إن كانت (المصيبة) تعني (الإصابة) و(الفائدة) إن (صحة) فرضيته ، أم انها ستحل (مصيبة) أخرى على العراقيين، لاسمح الله!! 

أحدث المقالات

أحدث المقالات