23 ديسمبر، 2024 5:40 ص

حاكموه قبل أن يلتهم ما تبقى!

حاكموه قبل أن يلتهم ما تبقى!

يعتقد الفاسد العظيم، أن مسلسله الدموي مستمر على حساب السذج، الذين ينعقون مع كل ناعق، لأن السبب ببساطة مغلف أبيض، رماه السيد حيدر العبادي بأحضان مجلس النواب، كأنه قنبلة موقوتة، وإنفجرت الخميس الماضي في قبة البرلمان، فشقت البرلمان الى نصفين، منهم مؤيد لوثيقة الإصلاح السياسي ومنهم رافض لها. بما أن التغيير سيسجل طرداً للعناصر الفاسدة المشبوهة، التي ذبحت وإستباحت الأراضي العراقية، فقد عمد بعض أعضاء مجلس النواب، لأداء هذا المشهد المخزي، بغية الإنقلاب على أصل الإصلاح، حين أجاز كبير الفاسدين لنفسه، أن يحلم بالصعود لمنصة الحكم مرة ثالثة، وتحويل البرلمان الى حلبة ملاكمة، حتى تبين للعالم مدى الإسفاف والإبتذال، الذي دعا إليه بعض أعضائه المرتشين والسراق، وهم يحاولون تضييع المسار الديمقراطي، للعملية السياسية ووأدها تماماً، مع أنها في بداياتها.يجب على مَنْ يحاول الالتفاف على الإصلاح السياسي، الإدراك جيداً، أن محاولة إيهام الشارع العراقي،  بعدم تغيير البوصلة المتجهة، الى الفاسد الكبير وعرابهم، الذي أوصلنا الى هذه الحالة الفوضوية، والإفلاس الاقتصادي والسياسي، وأن لا يتم الجمع بين الصالح والطالح، في بودقة واحدة وبخلط الأوراق، فهؤلاء المجربون الفاشلون مثيرون للشفقة، ولا شغل لهم إلا المكاسب.مَنْ كان حريصاً على الإستقرار الوطني والسياسي، عليه أن يعي خطورة الموقف، والتحديات الأمنية على أوجها، ولأنهم كانوا يسخرون من موتنا، ويعتبرون الإصلاح والنزاهة لهواً، فقد آن الأوان لمحاكمتهم قولاً وفعلاً، لا أن تسوف المحاكمات تحت قبة البرلمان، ويعتصمون وكأنهم أصحاب الحقوق، والمشروع، والدستور، وأيديهم نظيفة لم تتلطخ بدماء وأموال البلد. العراقيون هم مَنْ وضع مشروع الدولة الديمقراطية، لتخدم جميع الطوائف والمكونات، فعندما يصوت بعض أعضاء البرلمان على التغيير، فهذا ليس رأي الجميع، وهم لا ينوبون عن الآخرين، عليه وجب غلق الثغرات بوجه أعداء العراق، والركون الى مزيد من الحوارات والتفاهمات، فالمفترض أننا نختلف من أجل الوطن والمواطن، ولا نختلف عليهما.أبرز ملامح عهد الفشل والهدر في المال العام، كانت تتصف بكثرة السجال العقيم والمخاوف الزائفة والترهل الزائد التي يقودها رأس الشيطان الذي أيقظ الفتنة وهي نائمة وخطط منذ إنطلاق المطالبات بالإصلاح والتعديل والتغيير الى رسم خارطة خبيثة تخدم أجندات بعض القوى والكتل التي تعارض مسيرة الإصلاحات الحقيقية سيما في هذه الفترة التي يقاتل بها الشرفاء على السواتر واللصوص ينعمون بخيرات البلد وينامون في أحضان الغواني. ختاماً: أعلموا أيها البرلمانيون المتوهمون المعارضون للإصلاح، يا مَنْ كنتم تتربعون على خيرات وثروات العراق، بعد أن أمنتم العقاب، وأجزتم لأنفسكم القرار وحدكم، دون مشاورة، أو مساءلة، أو مناقشة مسبقة، تذكروا قول الشعب: لا تفرحوا بما آتتكم به أحزابكم، فلن تمر علينا ألاعيبكم التافهة، وأنتم زائلون لا محال، فنحن بالمرصاد، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.