18 ديسمبر، 2024 6:27 م

حافظوا على بوصلة زيارة الاربعين

حافظوا على بوصلة زيارة الاربعين

لا ندخل في متاهات الجدل حول مسوغات زيارة الاربعين سواء بزيارة الامام السجاد عليه السلام وجابر بن عبد الله الانصاري لكربلاء يوم الاربعين او بالحديث المشهور علامات المؤمن خمس .. او حتى الاشكالات التي اثيرت هنا وهناك حول الوقت المستغرق لقطع هذه المسافة من الشام الى كربلاء ، كلها اضعها جانبا امام الواقع اليوم ، هذا الواقع ملايين من العراق وخارج العراق تتوجه صوب كربلاء في العشرين من صفر ، وهذه الجماهير الغفيرة لها دلالاتها ، كل قائد او رئيس حزب يعمل جاهدا على ان تكون له جماهيرية يتبعونه ، وهاهو الامام الحسين عليه السلام هيا جماهير مختلفة الاجناس والثقافات تحت رايته امام قادة المذهب ( علماء فقهاء ادباء مفكرين ) فزيارة الاربعين قضية تتضمن مجموعة فعاليات تجعلها بارزة في التاريخ ولها الاثر في اتخاذ القرار .

الكرم منقطع النظير الخدمات بين النفوس تطير من تدليك القدم حتى تنظيف الجسد وتهيا المنام وكل مستلزمات الزائر الكريم ، ولكن هل لاحظتم في نفس الوقت الاعلام بكل توجهاته ومواقع التواصل الاجتماعي كلمة وصورة وفديو تكثف الاعلام على الكرم فقط وكان زيارة الاربعين فقط توزيع طعام التي هي فقرة من فقرات زيارة الاربعين ، هكذا الاعلام جعل الراي العام ينظر الى الطعام ولا ينظر الى اصل القضية التي تجمهرت هذه الملايين حول ضريح سيد الشهداء ، احد القساوسة زار كربلاء يوم الاربعين وراى هذه الحشود فقال الا تستطيعون من ان تستغلوا هذه الحشود من خلال توجيهها لما تنادون به .

نعم رفع الراية ولبيك ياحسين وتمثيل حادثة السبايا امر رائع لكن هي حصة الاقل من حصة فكر القضية ، هذه الجموع بعد الزيارة تعاني من ازمات في بلدانها ومنها بلدنا وها نحن نعاني بعد عشرين سنة الازمات تاتينا نباعا ، عشرين زيارة حديث الاعلام الجديد في الكرم والضيافة لكن الخطوات المطلوبة لابراز قضية الحسين عليه السلام باستغلال هذه المناسبة العظيمة والجماهير الغفيرة ومن وسائل ابراز القضية ان تكون القصيدة رصينة ومعبرة وخاضعة لمعايير تاريخية ولغوية وبلاغية وليس كل من يكتب يقرا ، نعم النوايا صادقة لكن ما قيمتها عندما يكون اثرها سلبي على القضية .

البوصلة وكانها متجهة الى انواع الاطعمة وكيفية توزيعها وحال الفقراء في توزيع الطعام واصرار المرضى على المسير وتحمل الاجواء حر او برد وكل هذا يستحقون عليه الاجر لكن القضية لم تاخذ مساحتها التي تستحقها ، نعم هنالك القلة من الباحثين غير المسلمين عندما يرون هذه الحشود الغفيرة لا ينظر الى ما يفعلونه بل يسال نفسه لماذا هذه الحشود ومن هو الذي يتجمعون حول ضريحه ؟ وقد اسلم الكثير منهم بسبب هذه الجماهير فكيف اذا جسدنا مبادئ الحسين عليه السلام في كل شؤون حياتنا ستكون بوصلة الاربعين بالاتجاه الصحيح .

حتى اللقاءات التي تذاع هنا وهناك كلها انشائية تتحدث عن ماعانى عيال الحسين عليه السلام وكيف وصلوا الى كربلاء وهم في قمة الصبر والايمان والحسين عليه السلام للجميع وما الى ذلك من انشاء ،.

زيارة الاربعين فرصة لاظهار كل قيم الاسلام ولا يجب تسليط الضوء فقط على بعض فقرات الاربعين دون غيرها الاهم

اجركم عظيم ايها المشاركين بهذه الزيارة ولم ولن تضيع جهودكم وما عانيتم من اجل الوصول الى كربلاء هنيئا لكم جميعا