23 ديسمبر، 2024 2:34 ص

عندما يتم إطلاق مصطلح”حارس الامة”، على أي حزب أو منظمة أو تنظيم مسلح ما، فمن المهم جدا أن يستوفي بالضرورة القصوى للشروط التي تمنحه مثل هذا المصطلح، والتي من أهمها بل وفي مقدمتها أن يکون معبرا بحق عن الامة کلها بمختلف تکويناتها وإنتمائاتها، ولکن ماذا لو کان هذا التنظيم الذي يسعى أحدهم لإطلاق مثل هذا المصطلح عليه، ليس لايمثل مختلف تکوينات الامة وأطيافها وإنما حتى يقف بوجهها وينال منها؟
عندما يصف رئيس هيأة الحشد الشعبي فالح الفياض، يوم الخميس المنصرم، الحشد بأنه “حارس الامة”، فإن هذا الوصف ليس غير مستساغ بل وحتى مرفوض من جانب مختلف أطياف ومکونات الشعب العراقي، فکيف بالامة الاسلامية؟ الشعب العراقي لم ينسى أبدا ماقد حدث في محافظة ديالى وصلاح الدين من عمليات مشبوهة تهدف الى تغيير البناء الديموغرافي والى فرض إملاءات بقوة السلاح، بل وإن هذا الحشد قد صار هناك إشکال عليه حتى في المناطق ذات الاغلبية الشيعية نفسها بعد الادوار المشبوهة التي لعبتها هنا وبشکل خاص في البصرة أثناء إنتفاضة أهاليها الاخيرة والتي صوروها على إنها مٶامرة لمجرد کونها ترفض التدخلات الايراني في العراق.
فالح الفياض، هذا الرجل الذي يجب علينا أن نذکر وللأمانة بأنه کان مخلصا وحريصا وصادقا في کل ماقد عمله وأنجزه من أجل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وخصوصا فيما يتعلق بمواقفه”البطولية”جدا بتهيأة الاجواء والظروف المناسبة لشن هجمات عسکرية ضد المعارضين الايرانيين من سکان أشرف وليبرتي أيام کانوا يتواجدون في العراق، إضافة لدوره البارز في فرض الحصار الطبي والغذائي وحتى في مايخص الوقود على هٶلاء المعارضين، حيث ساهم دوره هذا في قتل 116 معارضا إيرانيا إضافة الى موت أکثر من 26 معارضا آخرا بسبب الحصار الذي فرضه عليهم، ولاريب من إنه سيکون أمينا جدا في التعامل مع ميليشيات مسلحة تم تأسيسها من قبل قوة القدس الارهابية ويسبغ عليها شتى الاوصاف الايجابية.
حارس الامة لايمکن أن يکون ميليشيات مسلحة معبأة بالتوجهات والافکار الطائفية المقيتة، وان الفياض عندما يطلق هکذا وصف جزافا فإنه يسعى من أجل کسب عطف ومحبة ورضا المسٶولين في طهران من جانب والى خداع الشعب العراقي والامة الاسلامية من جانب آخر مع ملاحظة إن هذا الوصف لايصدق ويٶمن به حتى المنتسبين للحشد أنفسهم!