23 ديسمبر، 2024 12:34 ص

حادثة الأميرة صغيرة

حادثة الأميرة صغيرة

كثر الحديث في مواقع التواصل الاجتماعي عن حادثة (مريم الركابي) فتاة تعرضت الى جريمة قاسية من قبل شخص قد طلبها للزواج قبل مدة من فعلته حيث بعد طلبه اليها للزواج رفضوا والديها بعد عدم قناعة الفتاة به ايضا .
تعرض منزل الاميرة الصغيرة الى تهجم من قبله ملثما اثناء وقت انشغال اسرتها بالعمل خارج البيت وتسلل الى غرفتها وهي نائمة وقام برش عليها مادة التيزاب الذي يدعى بماء النار على وجهها وجسدها فأسم هذه المادة يكفي بالتبعات التي جرت بعد هذه الفاحشة المفتعلة من قبل المتوحش الذي نطلق عليه بذلك نسبة الى وحشية الفكرة التي فكر بها فاعلها .فقام بسرقة هاتفها ايضا والهرب بسرعة فتحولت مريم طالبة معهد الفنون الجميلة بالمرحلة الثانية من الملكة الى اسيرة الحزن والأرق والهموم والجروح . فلم تشفى من التشوهات التي حدثت من المادة الحارقة في جسمها منذ مدة تقارب الى سبعة شهور . حيث ناشد والدها مجلس القضاء بالنظر الى القضية بجدية وعدم الاستهانة بها وعليهم ان يجعلوا من هذا المجرم عبرة لغيره لكي لا تتكرر مثل هكذا حوادث في المجتمع . حيث اعترف المجرم بفعلته وتجازى بالعقاب بعد ما طالب كل قادة الرأي في المجتمع بمعاقبته بأشد قسوة وبدون رحمة .
وكان دور السوشيال ميديا كبيرا في هذه الحادثة حيث تصدرت الترند العراقي وسلط الاعلام المحلي الاضواء عليها للقضاء على العنف ضد المرأة وان لاتتكرر مثل هكذا حوادث .
وطالبت الركابي من خلال اللقاءات التلفزيونية التي اجريت معها بمعالجتها خارج العراق من قبل الاشخاص الذين يهتمون لمثل هكذا مواضيع ولديهم مخافة الله سبحانه حيث اسرتها لا يستطيعون لهذه المبادرة نظرا الى دخلهم المحدود اضافة الى استرجاع حقها بالحكم على الجاني حكما قاسيا .
فلم تتخطى مناشدات الناس ودور الاعلام سداه فقد تكفل ( سعد البزاز) بمصاريف علاج مريم من خلال فديو نشرته والدة مريم تشكره على عودة الفرحة لابنتها واعطائها الدعم النفسي لمحاربة محنتها وشكرت كل الداعمين الى قضية ابنتها . ولم يتوقفون الاخرين الذين مدو يد العون بتفاعلهم مع القضية في جمع التبرعات وتسليمها الى عائلتها وشاركت ايضا في هذه الحملة الفنانة الكويتية ( الهام الفضاله) بدفعها مليونين دينار عراقي لعلاج مريم .
حيث نظموا اساتذتها في جامعتها وزميلاتها حفلا في معهد الفنون الجميلة بالدموع وتم استقبالها بحرارة وحتضانها من قبل صديقاتها لاعطاء الدعم اليها وتوديعها قبل فترة علاجها وقد تم نشر مقطع اليها من مطار قبل مغادرتها لرحلتها العلاجية.
وقالت مريم كلمتها في ما تمر به انها لم تستسلم وستواجه محنتها فهذه الروح البطولية التي تملكها تعشقها منذ ولادتها وحبها لابتسامتها والحياة لم تقلل من ارادتها وطموحها وقوتها الكامنة التي تملكها رغم رقتها وبرائتها ووعدت بان لن تستسلم الى غدر الزمان .
فكل لشكر لرواد مواقع التواصل الاجتماعي في نصرة هذه الاميرة المظلومة وايصال صوتها الى المسؤولين والاعلام المحلي وتحية من القلب لكل الداعمين والواقفين مع الانسانية والرافعين من شأن المرأة في المجتمع العراقي . اما من كان يشكك في مظلومية هذه الفتاة ورأى ما قامت به اليد الاثمة هو عملا بطولي دفعه حبه اليها اقول له ( الافعال الخبيثة ليست من شيم الرجال فمن فعلها حاشى ان تكون به ذرة رجولة او انسانية ) .
فهكذا تعرف المرأة العراقية الحديدية عندما تمر بمحنتها تقف شامخة امام الامها صانعة للامل متحدية الصعاب فكل مانقول بحقها لايصل الى وصف شجاعتها وبطولاتها على مرور الزمن بما يشهدوه مجتمعنا العراقي من خفايا بكثرة جهله وقلة وعيه وتسليط ضوء الملامة والظلم غالبا على النساء ومن هنا ندعو الى محاربة العنف ضد المرأة العراقية.