23 ديسمبر، 2024 8:48 ص

حائط يزداد إنخفاضا

حائط يزداد إنخفاضا

مع مرور الاعوام، تتزايد الفروقات بين المرشد الاول للنظام في إيران خميني وبين خلفه خامنئي، فالاول بالاضافة الى تمتعه بکاريزما وبسطوة غير عادية على الاوضاع والامور فإنه وطوال فترة حکمه لم يجرٶ أحد من داخل النظام على توجيه الانتقادات إليه والانتقاص منه، فإن خامنئي، بالاضافة الى أنه لايتمتع بکاريزما وعدم تمکنه من أن يمسك بزمام الامور والاوضاع کما کان الحال مع سلفه، فقد کان عرضة لتوجيه الانتقادات اللاذعة له وحتى الانتقاص من شأنه وکسر هيبته، حيث تعرض الى إنتقادات لاذعة من جانب هاشمي رفسنجاني ومن جانب أحمدي نجاد وکذلك روحاني والذي حفز القادة والمسٶولون على توجيه الانتقادات إليه هو إنه إضافة الى ترديد شعارات بالموت له في الانتفاضات الشعبية العارمة التي جرت فقد تم أيضا حرق وتمزيق صوره!
التصريح الاخير من جانب فلاحت بيشە، عضو لجنة الأمن والسياسة الخارجية بمجلس الشورى(البرلمان الايراني)، بشأن المبالغ الطائلة التي أمر بصرفها خامنئي على حساب الشعب الايراني من أجل دعم الديکتاتور السوري بشار الاسد، موقف سياسي غير مسبوق من جانب مسٶول إيراني بهکذا مستوى ضد الولي الفقيه، وهو مايمکن تفسيره بأن خامنئي قد فقد الکثير من هيبته حتى وصل به الحال الى هذا المستوى، ولاريب من إن تصريح فلاحت بيشە هذا قد أثار خامنئي وجناحه بشدة مما دفع خامنئي للرد عليه بلسان ممثله في صحيفة “كيهان”، حسين شريعتمداري في 21 مايو/أيار 2020، بنبرة تهديد بأنه عميل للعدو، حيث جاء في مقال بعنوان ” ما حسبته أمريكا أقل مما حسبه فلاحت بيشه”:”هناك شك كبير في أن العناصر الزاحفة للعدو اعتمدوا فيما بعد الصراع على فلاحت بيشه الببغاء. حيث يقول إننا ربما قدمنا دعما لسوريا يتراوح ما بين 20 إلى 30 مليار دولار، وليس من الواضح من أين أتى بهذا الرقم.”. وإننا عندما نطالع ماقد قاله فلاحت بيشە والرد غير المباشر لخامنئي عليه، فإن ذلك إن دل على شئ إنما يدل على أزمة ومأزق النظام العميق الذي يعاني منه خلال هذه المرحلة والتي تظهر أوضح معالمها على الولي الفقيه والذي هو قمة هرم النظام الحاکم حيث إن النيل منه صار أمرا مألوفا ومعتادا ليس لأن رفسنجاني وأحمدي نجاد وروحاني وفلاحت بيشە قد وجهوا له سهام النقد ونالوا منه مع أهمية ذلك وتأثيره بل لأن منظمة مجاهدي خلق التي قادت الانتفاضات الشعبية ضد النظام، هي من قامت بصياغة شعارات الموت لخامنئي وتمزيق وحرق صوره، وهو أمر إعترف به القادة والمسٶولون في النظام وفي مقدمتهم خامنئي نفسه، ولاسيما وإن مجاهدي خلق تٶکد من خلال بياناتها وأدبياتها بأنها عملت وتعمل من أجل کسر وتحطيم جدار الخوف والرهبة للنظام من أجل الاسراع بعملية إسقاطه وتغييره.