16 سبتمبر، 2024 9:50 م
Search
Close this search box.

جُنَّ وطني!!

يُقال أن إبن الخليل بن أحمد الفراهيدي , ذات يوم راح ينادي في الطرقات “جُنَّ أبي” عندما وجده يتحدث مع نفسه وبصوت مسموع , وهو يحاول إكتشاف نغمات وإيقاعات الشعر , وتأسيس منظومته العروضية الخالدة.
ويبدو أن الكثيرين منا يصرخون بأعلى أصواتهم ” جُنّ وطني” , فما يجري في الواقع ضرب من الجنون المرعب , الذي يستعصي على الشفاء , فما يدور في البلاد لم يخطر على بال العباد , لا في حاضرهم ولا ماضيهم.
الدين مجهول , المذاهب في الكراسي , وغاب صوت “حي على خير العمل ” وصارت ” حي على شر المآسي”!!
نهب وسلب وأنفلة , والمال العام مجهول الملكية , وما ملكت أيمانكم من كل شيئ حق مباح لمَن تطاله يده.
بلد بلا دولة ولا هوية , والمواطن فيه رقم موضوع في خانة المحو والطرح والضرب بصفر.
حرمان من أبسط الحاجات , ومصادرة مطلقة لحقوق الإنسان , وعدوان على السيادة والكرامة والحرية والحياة الآمنة المستقرة.
فكيف لا يكون الوطن مجنونا؟
وكيف لا يكون المواطن مأفونا؟
إنها إملاءات شياطين الدجل والضلال والبهتان , الداعين إلى مسيرات كل مَن عليها فان , ولن يبقى فوق التراب أنس ولا جان , فعليكم بالسمع والطاعة والرضوخ للإمتهان.
إنها حكايات الكراسي المجنونة المعممة بالأفك والرياء والعدوان , تنطق طيبا وتفعل خبيثا , وتنافق وتهين كان يا ما كان.
العروبة دخان , الوطن مُدان , الشعب بلا لسان , والتبعية قانون ودستور وسلطان , فالخنوع للغير من الإيمان , والمناداة بالحق من سلوك الشيطان.
فمن هو المجنون في باحة الأزمان؟
د-صادق السامرائي

أحدث المقالات