23 ديسمبر، 2024 11:56 ص

جيوم أبولينير وقصيدة ( أغنية معذب في حبه)

جيوم أبولينير وقصيدة ( أغنية معذب في حبه)

ثمة مشاعر عميقة تحملها هذه القصيدة ( أغنية معذب في حبه ) وهي تسجل بشرف حضورها في ذاكرة الشعر… وخصوصا ان ابولينير كتبها بصدق عاطفة فياضة.. والتي يشع فيها أيضا ذكرى حبيبته الانكليزية ( إني بلايدن )التي شاءت الأقدار أن يلتقيا ذات يوم في قصر احد النبلاء في ألمانيا هي مديره القصر وهو شاعر يخطو خطواته الأولى و معلما لابنة ذلك النبيل فالتهب قلبه بحبها وعندما غادرت إلى لندن لم يستطع فراقها فسافر إليها مرتين لكنه لم يستطع أن يلتقي بها ورجع خائبا حزينا إلى باريس !! وفي ظنه انه سيلتقي بها ذات يوم في لندن لكن الأقدار وضعت حدا لذلك الحب لان (إني ) محبوبة قلبه هاجرت إلى أمريكا !! فأصابه اليأس من كل شي ليعيش حياة تشرد وصعلكة استمرت ثلاثة سنوات وكان لذلك الحب الكبير اثر في أغناء تجربته وإمداد قريحته الشعرية بأعذب القصائد وترك بصماته الواضحة على كل خطواته الشعرية مستقبلا

جيوم ابولنير شاعر الحداثة ومبتكر ألقصيدة ألصورة .. ولد في باريس عام 1880 ودرس في مدارسها ( نيس وكان وموناكو ) نشر ديوانه الأول وعمره 31 عاما الذي اسماه (مواكب أورفيه ) وعندما اندلعت شرارة الحرب العالمية الأولى تطوع جنديا في سلاح المشاة وكتب قصائد استلهم موضوعاتها من سيل المعارك هناك

وتميز الشاعر والفنان ابولينير بنضاله المستمر من اجل حركه التجديد في الشعر والرسم فسلك طريقا خارج الأطر التقليدية التي كانت سائدة آنذاك فاصدر ديوانه الثاني ( خمور) الذي مثل تنوع وغنى تجربته الشعرية الكبيرة فامتلكت قصائده إحساسا صادقا ورقيقا وواضحة في تلقائيتها وبساطه تركيبها متجاوزه عصرها ذو ألقصيده ذات الرنين المدوي أو اللغة الفخمة فكان له الأثر البالغ في اجتذاب شعراء الطليعة وفنانيها إلى التجديد كما انه فنان اللوحة المتجددة مع الفنان الكبير بيكاسو وماكس جاكوب وكذلك كتب المسرحيات وعثر على ديوان بعد وفاته بعنوان ( المتربص الكئيب )

وفي ألقصيده التي نشير إليها والتي كانت ضمن باقة ديوانه( خمور ) تطل محبوبته ( إني ) كذكرى حبه الأول الذي لم ينساه حتى وفاته في 9 نوفمبر1918متاثر من جرح سببه ألرصاصه التي أصابت رأسه في الحرب العالمية الأولى

مقاطع من قصيده ( أغنية معذب في حبه )

صادفني في لندن ذات أمسية خفيفة الضباب

صعلوك كان يشبه

حبي

وطالعني بنظره

جعلني أغض الطرف من الخجل

++++++++++

كانت بنظراتها التي تنم عن فظاظتها

بجرح عنقها العاري

خارجه ثملة من حان

في اللحظة التي تعرفت فيها

على زيف الحب نفسه

++++++++++++++

وداعا أيها الحب الزائف المختلط

بالمرأة التي تبتعد

بتلك التي فقدتها

في ألمانيا في السنة الماضية

والتي لن أراها من جديد

* القصيدة مترجمة من كتاب (في الشعر الفرنسي ) للكاتب المرحوم علي درويش