22 نوفمبر، 2024 1:54 م
Search
Close this search box.

جيل الانترنيت جيل اللامنتمي بالعراق

جيل الانترنيت جيل اللامنتمي بالعراق

ان إعمار الالاف الشباب الذين خرجوا في الاحتجاجات تشرين الاول /٢٠١٩ بالعراق تتراوح أعمارهم بين ١٥-٣٠ عاما ،وعندما دخل الانترنيت والستلايت والموبايل العراق عام ٢٠٠٣ كانت إعمار هؤلاء الشباب بين ( -٢ ) اي لم يولدوا بعد وبين ١٣ عاما . وبعد عشر سنوات من اليوم اي عام ٢٠٣٠سيكون عمرهم بين ( ٢٥-٤٥) عاما . فماذا سيترتب على هذا !؟ الشباب الذين شاركوا بهذه التظاهرات يمتلكون منظومة ثقافية وقيمية واخلاقية ذات صبغة كونية لان وعيهم صنع بواسطة الانترنيت ولم تصنعه المؤسسات التقليدية الدينية والعشائرية والايدلوجية الحزبية . وهذا هو السبب الحقيقي لعدم قدرة هذه المؤسسات التقليدية البالية في العراق والعالم بالسيطرة على هذا الجيل ، والدليل اننا لم نشاهد احد من اهل العكل ( شيوخ العشائر ) ولا من اهل العمائم ( شيوخ الدين )ولا من شيوخ الايدلوجيات في التظاهرات . اي شاب من جيل الانترنيت بالعراق لم يعتمد على مصدر محلي للوصول الى الحقيقية بل كان كان يذهب ( للعلامة google) ليحصل على ملايين المصادر العالمية الرصينة لاختيار منها المصدر الاكثر قربا للعقل والمنطق وبهذا تحرر من تحرر ثقافة ابو زيد الهلالي العشائرية وثقافة ( عن – عن ) الدينية وثقافة ( اخي ، ورفيقي ) الايدلوجية . جيل الانترنيت بالعراق اليوم يمتلك وعي جمعي عالمي أوصله الى حقيقية ان المؤسسات التقليدية ( الدينية، العشائرية ، الايدلوجية ) قد انتهت صلاحيتها للاستهلاك البشري ، لانها وجدت لخدمة الانسان الطفولي ( الطفيلي- الغير الراشد – المتخلف ) الذي لايستطيع ان يحيا بغير ( الانتماء ) . ان الانترنيت قد قلب الحياة رأسا على عقب ، فالإنترنت يربي اجيال كونية تتبنى ثقافات وقيم وأخلاقيات كونية ( عالمية ) تتبع نظرية الأواني المستطرقة فالشباب الذي يعيشون اليوم في بغداد ،و سنتياغو ،ونيروبي ، وجاكرتا ، ونيويورك ، وباريس عندهم نفس الثقافة ونفس القيم ونفس الاخلاق ونفس الأمال ونفس الطموحات ونفس الأحلام . لماذا لانهم ينهلون المعرفه من مصدر واحد هو ( الانترنيت ) ، ومعرفة الانترنيت كونية ( عالمية ) ، لهذا عندما يفكرون يتوصلون لنفس النتائج في وقت واحد وفي كل مكان على الكرة الأرضية . لهذا من المتوقع في المظاهرات القادمة في العراق ان يحطم جيل الانترنيت ( جيل اللامنتمي ) كل حواجز الخوف ويقوم بحرق العمائم( الدينية ) والعكل ( العشائرية)مثلما احرق اليوم مقرات الاحزاب ( الايدلوجية ) ويعلن العراق دولة علمانية قلبا وقالبا يحكمها ( العقل الكوني ) حالها حال المانيا وكندا وغيرها من الدول المتحضرة . واذا نجح هذا النموذج بالعراق سينتشر في كل منطقة الشرق الاوسط ويغير شكل العالم ، والقوى التقليدية المحلية والإقليمية التي كانت تتفرج على قطع الانترنيت وعلى ( عمو قناص ) وهو يصيد جيل الانترنيت ( جيل اللامنتمي ) من فوق اسطح المباني بالعراق تعرف هذه الحقيقية جيدا التي تهددها وجوديا .انا المعطيات على الارض تخبرنا ان الصدامات بين جيل الانترنيت ( جيل اللامنتمي ) وبين كل القوى التقليدية ( الأجيال المنتمية) سوف تستمر للثلاثين عاما القادمة وسوف تنتهي منتصف القرن الواحد والعشرين بهزيمة منكرة للقوى التقليدية ( الدينية ، العشائرية ، الايدلوجية ) وتعلن عجزها واستسلامها دون قيد او شرط ، ويذهب بها الى المتاحف لتقضي بقية عمرها .

أحدث المقالات