جيفارا

ما قاله الثائر العظيم ارنيستو تشي جيفارا ….. ثورة لم يأتي موعدها بعد يا شعوب الارض
من يقرأ مذكرات وقصة كفاح ونضال اعظم الثائرين في القرن العشرين ارنيستو تشي جيفارا سيصاب بحالة فزع وهلع ورهبة لا مثيل لها من الناحية الفكرية والفلسفية والثورية فهذا الثائر لم يكن يعيش في جسد رجل واحد بل كان يملك روح ملايين البشر في جسد الانسان …..
هكذا تعرفت على شخصية هذا المناضل العالمي الذي ضحى في سبيل ان يضمن حق وكرامة وحرية الانسان المظلوم فتجربته كثائر كانت اعظم بكثير من تجربته كأنسان فمن خلال مبادىء وقيم واخلاقيات ثورته استطاع ان يصنع من الظلم والطغيان والقهر لوحة تشكيلية بفرشاة والوان الانسان البسيط الفقير المتعب في كل اصقاع الارض …..
هذه هي الثقافة التي جسدها جيفارا والتي تعلمت من خلالها ان اعيش وفق نهج الانسانية وفلسفتها لهذا كلما تصفحت مذكراته وقصص كفاحه ونضاله اشعر ان هنالك بقعة ضوء حية في سطور هذه الحضارة ولكن رغم ايماني التام بان هذه الحضارة عقيمة لا تعطي لكرامة وكبرياء الانسان قيمة فكرية وفلسفية اؤمن ان هنالك بقعة امل هاربة وضائعة لكنها تسكن في دهاليز فوضى هذه الحياة التي تعيشها البشرية …..
فحبي وعشقي لما فعله جيفارا كثائر وما كتبه كأنسان من كلمات وحروف ثورية جعلني اؤمن بأشياء كثيرة حية وجامدة لم اكن اعرفها في مراحل حياتي المبكرة ولكن ما ان قرأت وتعمقت وبحثت عن اسرار وخفايا عقلية وفكر هذا الرجل الثائر تعلمت ان الانسانية هي فوق كل شيء …..
لهذا كلما تصفحت سطور مشواره بكيت بحرقة واشعر انني احمل هموم واحزان الكون كلها فمن يعشق جيفارا كأنسان وثائر يجب ان يحزن ويبكي وينفعل ويغضب لما يحصل من كوارث ومأسي وحروب لا معنى لها في كل زوايا هذه الارض التي يعيش عليها مليارات البشر …
ما قاله جيفارا عن الانسان والظلم والطغيان والجوع والثورة والوطن يعتبر اعظم ما قيل من كلمات وحروف في القرن العشرين لهذا كلما شعرت بالتعب فكريا وبالانهيار فلسفيا وحاولت الانتحار من خلال ما املكه من ابداع انساني وثوري ابحث عن اقواله في صفحات مذكراته وقصص كفاحه ونضاله لكي احظى بطاقة ايجابية استطيع من خلالها ان اعيش في فوضى  يومياتي التي لا اعرف كيف تبدأ وكيف تنتهي بل في كثير من الاحيان اشعر بضياع وهروب الكم الهائل من الحروف والكلمات التي تسكن في ذاكرتي لأنني مجرد رجل يعيش ادوار وشخصيات متعددة وكثيرة كشاعر وقاص وكاتب وفنان تشكيلي لكي اهرب من المهزلة التي تعيشها الحضارة …..
فما قاله جيفارا عن كل شيء واي شيء جعلني التقط خيوط الانسانية التي يفقدها ملايين البشر فكلماته تدخل من بوابة العقل والفلسفة التي يملكها الانسان ولكن من يمتلك مفاتيح مشاعر واحاسيس حقيقية نابعة من كبرياء وقيمة الذات الانسانية…..
فمن يحس بألم الانسان المظلوم في اي بقعة من الارض
 ومن يشعر بجوع ملايين الاطفال في العالم
ومن يقول الحق في سبيل اعلاء قيمة الانسان
ومن يكون سببا في رسم ابتسامة على وجه انسان
ومن يكون صادقا وصريحا كالسيف مع مبادئه وقيمه ويحتقر الكذب
ومن يحارب الفقر والجهل
ومن يقاتل في سبيل ارضه وشرفه
ومن يحزن لأي قطرة دم بريئة تسفك
ومن يتحدى في سبيل اعطاء قيمة انسانية لعطائه
 
 
يجب ان يعبر فوق ما دونه الثائر العظيم جيفارا في صفحات مذكراته وحكايا كفاحه ونضاله لذا ما قاله جيفارا ثورة لم يأتي موعدها يا شعوب الارض …..
لكن انا مؤمن انها قادمة اليوم او غدا او بعد الف سنة حينها سيملأ الثوار ضجيجهم الجهات الاربعة من الارض من اجل اعلاء راية الانسان الحر  …..