23 ديسمبر، 2024 6:12 ص

جيــــل السفــــــــارات ؟!

جيــــل السفــــــــارات ؟!

لم تدخر جهداً الجهود الدبلوماسية والسفارات العاملة بالعراق من أستغلال كل الجهود الممكنة من أجل وضع البلاد تحت المجهر ، وعملت كل سفارة بحسب رؤيتها في التجسس على العراق وشعبه ودولته وعلى أصغر صغيراً في حكومته ، ومنذ 2003 سعت السفارات إلى وضع البرامج من أجل تغيير الهيكل البنيوي للبلاد ، والعمل على تحلل بنيته المجتمعية ، وتفسيخ تماسكه الاجتماعي في حملة قوية في ضرب القيم والعادات والمعتقدات الموروثة للشعب العراقي ، وهذا ما جعل السفارة الأمريكية تعمل ليل نهار من اجل أعداد شباب مهيأ في الخارج من اجل نشر عادات منبوذة كنشر الرذيلة والتشبه بالنساء ، وانتشار قاعات القمار والروليت في بغداد وعموم المحافظات في خطوة خبيثة لضرب الشباب من الداخل ، وأبعادهم عن قيمهم وعاداتهم التي بقيت راسخة جيل بعد جيل .

السفارة الأمريكية وباقي السفارات الغربية العاملة في بغداد بكل جهودها تعمل عملاً غير المرسوم لها في ترسيخ العلاقات بين بلدانها وبين العراق ، بل تعدى ذلك إلى التجسس على الطبقة السياسية ، إلى جانب علمها الاستخباري لكل الأحزاب والتيارات السياسية ونشاطها وبنيتها الداخلية ، وكل هذا بعمل منظم مدروس ، وما السفارة الأمريكية التي تعد من اكبر السفارات في العالم إلا نموذج واقع حال لما يجري من عمل استخباري منظم من اجل تخريب النظام الاجتماعي في العراق ، وإيجاد شباب منحرف يمتهن الجريمة والقتل ، وممارسة الرذيلة وإشباع الغرائز وكل هذا من اجل محو أي تراث أو معتقد لهم .

الشي المهم في جهود السفارة هو إيجاد الوسائل والسبل في انتشار المخدرات والتي تعد من أهم المخاطر التي تواجه المجتمع العراقي ، فهي أداة الدمار والقتل للشعب العراقي ، ناهيك عن كونها الأداة الأكثر فتكاً في المجتمع وإنهاء وجوده ، وأن البلدان المتطورة تعتمد جهد الشباب في بنيانها وتطور مستقبلها وازدهارها ، فكيف بشبابنا وهم ينزلقون نحو الانحراف وقتل النفس بأدوات غربية تعمل على سلب حريتهم وجعلهم عبيداً للمخدرات والرذيلة،لذلك عملت الدوائر الأمريكية خصوصاً سفراتها في بغداد على أعداد مخطط كبير في بغداد ، وهي أعداد شباب مدرب تدريباً جيداً ويتقن اللغات على أحداث تغيير في العادات والتقاليد الاجتماعية للمجتمع العراقي،وهو مخطط بدأ تنفيذه منذ سنوات ، وبدأت بوادره تظهر في طريقة لبس الشباب وطريقة حلاقة شعرهم وطبائعهم وطريقة تعاطيهم في داخل المجتمع،ناهيك عن البرامج التي سعوا إلى إدخالها إلى المجتمع العراقي كعدد من اللعبات الالكترونية والتي هدفها هو صهر أدمغة الشباب وإذابة تفكيرهم، والذهاب أبعد من ذلك جعلهم مخدرين تماماَ أمام مثل هذه البرامج والألعاب، وما وسائل التواصل إلا واحدة من هذه الوسائل التي تسعى من خلالها السفارة الأمريكية تغيير البنية الاجتماعية للمجتمع العراقي والتي بوابتها الشباب بكل تأكيد .

يبقى على الحكومة مسؤولية كبيرة جداً في الحفاظ على المجتمع العراقي من التفكك والانحراف، من خلال زج الشباب في دورات تطويرية في مختلف الاختصاصات والاهتمام بهم من خلال تشغيل الخريجين في دوائر الدولة أو تشجيع الاستثمار لما له من أسباب ايجابية في تشغيل الآف من العاطلين عن العمل ، إلى جانب توفير وسائل الترفيه من نوادي رياضية ومسابح ومختلف أنواع الرياضة والتي لها تأثير مباشر على حياة الشباب وتطوير قدرتهم الفعلية والجسمانية كونهم يمثلون ثروة البلاد وخرينها الاستراتيجي ، كما ينبغي على الأجهزة الأمنية والاستخبارية بالذات متابعة ومراقبة عمل السفارات في داخل العراق،ونشاطاته وما يقومون به من ادوار تجسسية تمس أمن البلاد وسلامة مواطنيه، وتفعيل دور لجان التفتيش والمتابعة في جميع هذه السفارات لمراقبتها ومتابعتها، ومحاسبة من يثبت بحقه التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد والمساس بأمنها،وتفعيل دور القضاء الذي يلعب دوراً هاماً في الدفاع عن العراق وشعبه،ووحدة أراضيه ضد أي أجنبي يحاول المساس بها أو التلاعب بثروات البلاد ومنها الشباب العراقي الذي يمثل الطليعة الاولى في تقدم البلاد وتطوره.