19 ديسمبر، 2024 1:15 ص

جيش نفطي مدرب وحشد إقتصادي طائفي!

جيش نفطي مدرب وحشد إقتصادي طائفي!

التصفيق هو الوسيلة الوحيدة، التي تستطيع بها أن تقاطع مسؤولاً فاشلاً، دون أن تثير غضبه، فآفة الفساد في وزارة النفط سابقاً، لم تكن مفاجئة أو وليدة سقوط الطاغية، بل قبل ذلك بكثير، ولكن عندما تسنم المسؤولون، قيادة القطاع النفطي، في حكومات ما بعد سقوط الصنم، لم نشهد تقدماً يذكر، بل على العكس شاهدنا ميزانيات إنفجارية، وسعر برميل النفط مرتفع جداً، وكل هذا والشعب يعيش على خط الفقر! فأين ذهبت خيراتنا؟
الأكثر إستغراباً أن الجنود القائمين، على حماية المنشآت النفطية، لم يتم التطرق الى موضوعهم، إلا الآن فهم جيش مدرب، على حماية الحقول، والناقلات النفطية بين المحافظات.
 علينا أن نضع أصبعنا فوق العلل، ونقطع الطريق على داعش، من خلال تدريب الحشد الإقتصادي، وأعطائهم الدور الريادي في صد الهجمات، التي قد تتعرض لها الصهاريج المحملة بالنفط، علاوة على تكوينهم جيشاً رديفاً للقوات الأمنية، في الذود عن أرض الوطن المقدسة وثرواتها، وبالتالي فهم قوة كبيرة لا يستهان بها، وتشكل سداً منيعاً، بوجه المهربين السراق، والفاسدين، والإرهابيين على السواء.
المعركة النفطية تحديداً، لا تقل خطورة عن الحرب العسكرية، التي يخوضها عراقنا ضد قوى التكفير، فالدواعش ليسوا قاطعي الرؤوس، فحسب بل سراق خيرات العراق، الذين لا يريدون خيراً للعراق، فتحرك السيد عبد المهدي، نحو إعادة الاهتمام، بقوة حماية المنشآت النفطية، الذي وقع الإهمال عليه طيلة سنين مضت، وأكد أن الحشد الشعبي هو ملح القوات العسكرية، كما الحشد الاقتصادي مكمل للشراكة الوطنية، وتحمل المسؤولية لتحقيق الإنجازات، بما فيه صالح للعراقيين جميعاً.
الحل مع داعش ليس حلاً أمنياً فقط، وإنما يحتاج الى حلول متكاملة، ينبغي منها تواجد حشود ثقافية، ورياضية وصناعية، بل وحتى زراعية، أما مؤشرات وزارة النفط، فتدلل على عمق الرؤية، في تعاملها مع الحشد الاقتصادي، وتدريب منتسبي قوة حماية المنشآت النفطية، ليكون دليلاً للمحافظة على ديمومة عمل الشركات وإستقرارها، لإعلان الإنتصارات، التي تلقي بظلالها على رفاهية الشعب العراقي.
الوزير والحشد الإقتصادي يعملان بروح الفريق القوي المنسجم، لتكوين جيش نفطي مدرب، على حماية ثروة العراق أينما كانت، وشراكة فاعلة، وتنمية مستدامة لخيرات البلد، وقرارات لا سابقات لها، أدلى بدلوها فنأى بنفسه عن الهدر في المال، فرَحل الفشل النفطي، الى دفة النسيان بلا رجعة، لان وزارة النفط عقدت العزم، على أن يكون مشروعها مع الوطن والشعب، لا مع الساسة والأحزاب، والمصلحة الفئوية، والمكاسب المادية، التي ما أنزل البارئ بها من سلطان.