عندما يتجاوز التمادي الحدود المألوفة والمسموحة بأن يسعى لجعل الاستثناء قاعدة وفرض المشبوه والمرفوض کأمر واقع على المعمول به والمقبول، فمن الطبيعي جدا أن يطفح الکيل بالناس ولايکون هناك من مجال لإلتزام الصمت، وهذا تماما مايمکن سحبه على التخرصات”وليست التصريحات” الاخيرة لمعاون زعيم حركة النجباء المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي يوسف الناصري، دعا فيه لجعل الحشد الشعبي “الجيش الأول في العراق”.
يوسف الناصري وآخرين ممن هم على شاکلته، ممن ينظر إليهم ک”الزبد”الذي لابد أن يذهب جفاءا وحالة طارئة وغريبة على الواقع العراقي، يريدون أن يستمروا في مسلسل فرض ميليشيات تعلن علنا ولائها للنظام الايراني على الواقع العراقي والذي يثير التقزز کثيرا هو إن الناصري قد تجاوز حدود الادب واللياقة في تخرصاته المرفوضة جملة وتفصيلا حينما وصف الجيش العراقي بـ”الجيش المرتزق”، وطالب بحله وإسناد مهامه إلى الحشد الشعبي، وحتى إن قيام مديرية الإعلام في الحشد الشعبي إلى إصدار بيان ترفض فيه الإساءة للقوات الأمنية والجيش العراقي، إنما جاء بعد إصطدامهم بالموقف الشعبي العراقي الرافض والمستنکر بقوة لذلك التخرص، ولو لم يکن هکذا رد فعل غير إعتيادي من جانب الشعب الايراني فإنه من المٶکد کان سيتم الذهاب خطوة”مشبوهة” أخرى للأمام بنفس الاتجاه.
مشکلة هذه المييشيات التابعة للنظام الايراني والتي لاهم لها إلا تنفيذ المهام الموکلة بها من طهران وتنفيذ مشروع خميني، هي واحدة من أخطر المشاکل التي تواجه العراق والتي قد تتداعى عنها مشاکل أکبر وأعمق مالم يتم مواجهتها بجدية إذ أن هکذا حالات مشبوهة بأن تکون هناك أحزاب وميليشيات تابعة لنظام مثير للجدل في المنطقة والعالم، في بلدان محددة، سابقة فريدة من نوعها في العصر الحديث تحديدا وإن بقاء هکذا حالة من شأنها أن تصبح کمصدر وبٶرة مزمنة للمشاکل والازمات خصوصا وإنها تريد أن تجعل من نفسها أمرا واقع ومن الامر الواقع حالة طارئة ومهمشة کما يريد سئ الصيت الناصري مع إننا نعتقد بأن الناصري وغيره لايطلق هکذا تخرصات مالم يکن”معلمه”و”ملقنه”و”الممسك بزمامه” قد أوحى له بذلك خصوصا وإن مديح وإشادة قادة النظام الايراني بهذه الميليشيات وقادتها أمر معروف وواضح لاامجال لإنکاره.
إنهاء نفوذ النظام الايراني في العراق وحل الميليشيات التابعة له هو الحل الجذري الوحيد لهذه المشکلة والتي لاتحسم بطبيعة الحال إلا بسقوط النظام على يد الشعب الايراني والمقاومة الايرانية وهذه حقيقة يعلمها الجميع جيدا.